القاهرة : وكالات أعلن وزير الدولة برئاسة مجلس الوزراء البروفيسور عبدالرحمن موسى أنه تم الاتفاق مع الجامعة العربية على آلية مشتركة لمتابعة تعهدات الدول العربية و اسهاماتها في دعم الحاجات العاجلة لدارفور تضم ممثلين للحكومة السودانية و الجامعة العربية و منظمات المجتمع المدني وقال الوزير موسى في لقاء مع الصحفيين بسفارة السودان بالقاهرة امس ان الآلية ستقوم بمتابعة الإلتزامات مع كل دولة على حده و وتقدم تنويرا للمساهمين بالأولويات و الحاجات الانسانية العاجلة في دارفور أولا بأول بجانب الإحتياجات التنموية لولايات دارفور الثلاث ، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على اجتماع دوري للآلية يعقد كل شهر بالتناوب بين الخرطوم و القاهرة حيث سيعقد الاجتماع القادم في السادس عشر من أبريل المقبل وأوضح وزير الدولة بمجلس الوزراء أن اللجنة الفنية المنبثقة عن اللجنة العليا أعدت بالتعاون مع السلطة الانتقالية في دارفور مشروعات مفصلة بأولويات دارفور الفعلية على الأرض ، داعيا منظمات المجتمع المدني العربية و الإعلام العربي إلى وجود فاعل في دارفور خلال الفترة المقبلة لعكس الانجازات التي تتم على الأرض بمساعدة الأشقاء العرب من ناحيته قال حسبو عبد الرحمن مفوض عام العون الانساني رئيس اللجنة الفنية أن المؤتمر العربي لدعم الحاجات الانسانية بدارفور كان حدثا مهما حقق دعما سياسيا و تنمويا لأهل دارفور موضحا ان الوثيقة التي اعدتها اللجنة الفنية تضمنت عدة محاور تتعلق بالخدمات كالمياه و الصحة و التعليم ومحور خاص بتوفير السكن المناسب للعائدين حيث يستهدف المشروع المطروح في هذا الإطار نحو 600 قرية بواقع 200 قرية في كل ولاية ، و هناك تعهدات مباشرة بتوفير الخدمات لها وحول الأوضاع الراهنة في دارفور اوضح مفوض العون الانساني ان عدد سكان دارفور الآن نحو 6 مليون و750 ألف ويبلغ جملة المتأثرين بالحرب ( المتأثرين الذين لم يغادروا قراهم و اللاجئين و النازحين ) نحو مليونان و مئتين فقط مشيرا إلى عودة نحو 370 ألف إلى قراهم حتى فبراير الماضي و بالتالي أصبحت العودة هي أهم مؤشرات الأوضاع الراهنة بعد اتفاقيات السلام مع حاملي السلاح ، مشددا على وجود رغبة حقيقية للنازحين و اللاجئين للعودة إلى قراهم و قال أن عدد المنظمات العاملة في دارفور و كذا عدد العاملين فيها قد تضاعف خلال الفترة الماضية مما يشير إلى إستتباب للأوضاع الأمنية ، لأنه لو كانت هناك أوضاع إنسانية متدهورة لما تضاعف عدد المنظمات مشيرا إلى أن دارفور أقل من البحرالأحمر مثلا في حالات سوء التغذية ، كما أنه لا توجد بها وبائيات وحول عمل الآلية المشتركة خلال الفترة المقبلة قال حسبو أنها ستتابع مع الجامعة العربية مسألة العودة الطوعية للنازحين و اللاجئين و العمل على تفعيل جانب الدعم الوطني من الداخل من خلال المؤسسات و الجهات السودانية لدعم التنمية في دارفور و دعم الحاجات الانسانية لأكمال مجهودات الجامعة العربية من جهته اعرب حسن برقو رئيس شبكة منظمات دارفور الطوعية عن سعادته بتكامل الجهد الرسمي و الطوعي لدعم الاوضاع الانسانية في دارفور ، مشيرا إلى أن نحو 90% من دارفور آمن تماما ماعدا الجزء الغربي الذي تغلغت فيه حركة العدل و المساواة بدون مبرر مما أدى إلى عمليات للقوات المسلحة في تلك المنطقة ، إلا أن الأوضاع عادت إلى هدوئها الآن و أمكن للمنظمات الطوعية أن تصل إلى سكان المنطقة و تقديم الدعم اللازم لهم و أوضح أن نحو 80% من الأماكن المقرر بدء إعادة إعمارها الآن آمنة تماما فهي إما تخضع بصورة مباشرة لسلطة الحكومة أو بها قوات الاتحاد الأفريقي ورحب السيد إبراهيم محمود مادبو عضو السلطة الانتقالية في دارفور رئيس مفوضية إعادة التأهيل بالدور العربي في معالجة جذور الأزمة في الدارفور التي قال أنها تتمثل في معالجة افرازات الحرب السياسية و الاجتماعية و خاصة لدى اللاجئين و النازحين ، ووضع برامج لمعالجة جذور الأزمة متمثلة في مشروع لتوطين الرحل بحيث يتم القضاء على مشكلة الرعاة و الزراع نهائيا ، بجانب دعم و تطوير الزراعة بالأقليم نسبة لأمتهان 80% من السكان للزراعة بالأضافة لمشروع تطوير المرأة الدارفورية لمشاركتها في الدورة الانتاجية و أكد إبراهيم عبد الحليم مدير مؤسسة الزبير الخيرية ممثل المنظمات الوطنية في الآلية إلى أنه تم تكليفه بالأتصال بمنظمات المجتمع المدني الوطنية للمشاركة في التنمية و الإعمار بدارفور ، و ذلك ردا على المنظمات الأجنبية التي تركز على القضايا السياسية في الصراع و أغلبها منظمات يهودية لا تهمها التنمية أو السلام في السودان ، و طالب المنظمات العربية بمناصرة المنظمات السودانية في هذا الشأن و تنسيق عملها لتحقيق الأهداف المشتركة في التنمية و إعادة الإعمار .