ابوجا : سونا هذه القصة ليست من نسج الخيال ، إنما هي واقعية شهدت أحداثها مدينة فولاتان ، إحدى المدن الصغيرة بولاية كانو في شمال نيجيريا في أمسية يوم الأحد 23 مارس المنصرم . وقد نُشرت هذه الواقعة صحيفة Weekly Trust الأسبوعية في عددها الصادر يوم السبت الماضى ويقول الراوي وهو الشيخ محمد ناصر رئيس أئمة مدينة فولاتان بأن أحد مواطني المدينة وهو عبدالله أوشا كان على موعد مع القدر حيث توفى الى رحمة مولاه مساء يوم الأحد 23 مارس 2008 بعد صراع طويل مع المرض . الى هنا والأمر عادي وطبيعي . إلاً أن المدينة الصغيرة أصيبت بالصدمة والذعر عندما إنتشر نبأ إشتعال النيران في جثمان عبدالله أوشا قبل دفنه وعند سماعهم البنأ الغريب هرع المواطنون من كل صوب وحدب وتقاطروا الى منزل المرحوم أوشا لمشاهدة هذه الظاهرة غير المألوفة يقول الشيخ محمد ناصر ، عندما توفى عبدالله أوشا في وقت متأخر من يوم الأحد 23 مارس تقرر إقامة مراسم الدفن صبيحة اليوم التالي وبعد أن تم تجهيز الميت عهد الى شخصين مسئولية المبيت مع الجثمان حتى موعد دفنه في صباح اليوم التالي كما يحدث عادة . ويمضي الشيخ قائلاً بعد صلاة الفجر شاهد أحد الرجلين إعصاراً قوياً يتجه صوب الجثمان المسجى وفي أقل من لمح البصر بدأت النيران تشتعل في الجثمان ويمضي الشيخ مستعرضاً بعض أوجه حياة عبدالله فيذكر بأنه كان شاباً يتراوح عمره بين الثلاثين والخامسة والثلاثين وقد أمضى حياته في إرتكاب المعاصي والموبقات فكان يدمن معاقرة الخمر ولعب الميسر وإرتكاب الفواحش من زنا وخلافه من أفعال تغضب الله سبحانه وتعالى وتجلب سخطه ونقمته . ويضيف الشيخ بأنه فوق كل ذلك كان عاقاً لوالديه بل ويسيء معاملتهما مما يعد من الكبائر وهذا وحده كفيل بإثارة غضب الله سبحانه وتعالى وجلب سخطه وعذابه على النحو الذي حدث لعبدالله . ويفصل الشيخ بعض مواقفه مع والده فيذكر بأنه سعى الى إخراج والده من البيت بعد وفاة والدته بحجة أن أمه هي التي شيدث المنزل ولا يحق له الإقامة فيه بعد وفاتها . ويضيف بأنه قد أتى إليه أكثر من مرة لمساعدته في طرد والده من المنزل وأنه كان يقول بأنه أي والده أصبح عبئاً ثقيلاً عليه ويقول الشيخ بأنه إستطاع إقناعه بالتخلي عن فكرته والسماح لوالده بالإقامة في المنزل إلاً أنه ( أي والده ) كان يتعرض للإساءة والتجريح بل والضرب والتعدي من قبل هذا الولد العاق . ولم يكتف بهذا بل وفعل أقبح من ذلك فحين مرض والده ( مرض الموت كما يقولون ) حمله خارج المنزل وقذف به في كومة القمامة الأمر الذي كان مثار إستهجان أهل المدينة الذين أعادوه الى المنزل غير أنه لم يلبث سوى بضع أيام حتى توفاه الله أما عن المرض الذي أودى بحياة عبدالله فيقول الشيخ محمد ناصر بأنه تعرض لأورام في حلقه وأخذت الأورام تكبر وتنمو يوماً بعد يوماً حتى إستعصى عليه الأكل بل وشراب الماء . وعندما إنفجرت الأورام التي بحلقه أخذ يتقيأ صديداً نتىء الرائحة . ثم إنحسرت الأورام بعض الشيء لتاخذ في النمو مرة أخرى لتسد حلقه . وقد بقى على هذا الحال وحيداً حتى فاضت روحه ز ويقول الشيخ بأنه كان في منزله عندما هرع إليه بعض القوم ليخبروه بواقعة النيران المشتعلة في جثمان عبدالله وعندما وصل الى موقع الحدث وجد أن النيران قد أتت على الكفن والحمالة التي يحمل عليها الميت ( ماكارا بلغة الهوسا ) ويضيف بأن النيران كانت مستعرة وتزداد إشتعالاً عندما يصب الماء عليها . وقد خمدت النيران وإنطفأت تماماً بعد اللجوء الى الدعاء وقراءة القرآن . ويقول الشيخ بأن الغرفة التي كان يرقد فيها الجثمان كانت خالية من أي أثاث أو مسبب لإشعال النيران كما أن المنزل خال اساساً من الكهرباء مما يقوي الإعتقاد بأن الواقعة من صنع الله سبحانه وتعالى وهي آية وعظة .