الرأي العام أكدت الوساطة أنها ستبدأ عملية تتكون من عناصر ثلاثة في إطار محاولاتها لإنهاء النزاع في دارفور وقال يان الياسون مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لدارفور أن أول العناصر يتمثل في الإعداد لكيفية وطرق وقف إطلاق النار والثاني التعاون بين حكومة السودان واليوناميد والحركات المسلحة في دارفور والثالث وقف عمليات السرقات والاعتداءات. وأعلن الياسون في مؤتمر صحافي مشترك مع مبعوث الاتحاد الأفريقي سالم احمد سالم أمس، موافقة أطراف الصراع كافة في دارفور إضافة إلى الجهات الإقليمية والدولية على الدخول في مفاوضات لتحقيق السلام في دارفور. وقال الياسون إن تحديات دارفور اكبر من قدرات الوساطة وأشار إلى أن مطالبهم لجميع الأطراف كانت أقوى وأشد من السابق لمراعاة عدم تدهور الوضع الأمني ومراعاة سلامة المواطنين في دارفور وأبان أن النزاع السوداني التشادي احد أسباب إطالة أمد الحرب في دارفور ودعا سالم لتطبيع العلاقات بين السودان وتشاد ورحب المبعوثان بمواقف الأطراف المختلفة في السعي لهذه الخطوة بالنظر إلى تعقيدات الوضع في دارفور وارتباط القضية بأطراف محلية وإقليمية ودولية وقال سالم يجب أن لا يظن الناس أن ما يدور في دارفور صراع قبلي - قبلي - بل هو أعقد من ذلك وأشد تعقيدا وقال انه طوال عمله في الشأن الأفريقي العام لم يجد قضية أشد تعقيدا من دارفور. وقال سالم إن الحكومة والحركات المسلحة كافة في دارفور وافقت على استعدادها لمناقشة الترتيبات الأمنية.. وأكد سالم نحن لم نقل أن كل الأطراف استعدت الآن لوقف إطلاق النار حتي نحدد متى يكون ذلك ولكنا اشرنا إلى أنها -أي هذه الأطراف- أبدت استعدادا وقال سالم إن هذه الأطراف المختلفة والتي عبرت لأول مرة جميعا عن استعدادها لهذه الخطوة تمتلك رؤى مختلفة لهذا الأمر وهنا يأتي دور الوسطاء في العمل على تقريبها. وقال سالم أحمد سالم أنه رغم أن الوضع الأمني في دارفور ليس هو المطلوب بل أن هناك حوادث وصراعات وقتال إلا أن الوضع الآن أفضل منه في العامين 2003 و2004م. وفي السياق، نقل مبعوثا الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي للسماني الوسيلة وزير الدولة بالخارجية أمس نتائج اللقاءات التي أجرياها خلال الفترة الماضية مع عدد من القادة الميدانيين للحركات المسلحة بدارفور وطالب الوسيطان بضرورة تحقيق الأمن في الإقليم حتى تتمكن المنظمات من توفير المعينات الإنسانية للمواطنين لسد النقص في الغذاء خاصة وان الخريف على الأبواب. وأكد أن الهجمات العسكرية أدت إلى تقليل حركة المنظمات العاملة في هذا المجال مناشدين الأطراف بالتعاون من اجل وقف إطلاق النار. ومن ناحيته امن الوسيلة على أهمية تحقيق الأمن وقال ل «الرأي العام» انه أكد للوسيطين بأنه لا يمكن أن تكون هنالك مباحثات في ظل الاقتتال، مشدداً على أن الحكومة تعتبر السلام في دارفور احد شواغلها الأساسية. وجدد استعداد الحكومة للدخول في مفاوضات مباشرة بوفد كامل وبصلاحيات واسعة. وقال إن الدولة لا تمانع في وقف إطلاق النار في الحدود المعقولة في ظل الظروف الراهنة.وطالب الوسيلة المجتمع الدولي بالكف عن إرسال الرسائل السالبة وقال إن الحديث عن عقد مفاوضات في مكان ما في إشارة لحديث بروان عن استعداده لاستضافة المفاوضات في لندن- يمثل احد الرسائل السالبة للضغط على الحكومة، وان أي مكان لإقامة المفاوضات يجب أن يتم بالتشاور مع الآلية التي يرأسها الوسيطان الدوليان. منوهاً إلى أن إطلاق مثل هذه التصريحات من بعض الدول يأتي لمواجهة مؤثرات داخلية. وأضاف أن الوسيطين سيجريان مشاورات إضافية توطئة لاجتماع تشاوري مع الأطراف كافة والحركات المسلحة خلال الفترة المقبلة. خالد فرح