الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تقارير: القوات المتمردة تتأهب لهجوم في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    طائرات مسيرة تستهدف مقرا للجيش السوداني في مدينة شندي    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفير المصري بالخرطوم محمد عبد المنعم الشاذلي ل(الوسط الاقتصادي)

~o~حصة مصر في مياه النيل غير قابلة للتفاوض لهذه الأسباب ~o~ الاستثمار المصري في السودان 1.6 مليار وحجم التجارة يقارب المليار دولار ~o~ الجهود جارية لوضع رؤية للاستثمار الزراعي العربي المصري في السودان ~o~ملف احداث المهندسين أغلق تماماً وملف حلايب مجمد ~o~المظاهرات والاضرابات في مصر ظاهرة ايجابية مقدمة : (السودان قدر مصر ومصر قدر السودان) بهذه الجملة القصيرة وضع السفير المصري بالخرطوم محمد عبد المنعم الشاذلي الأساس الذي يجب أن تبنى عليه العلاقة بين البلدين .. غصنا معه عبر رحلة زمنية طويلة امتدت من عهد الملك بعانخي وحتى المظاهرات الاخيرة بمصر، مروراً بما يمكن ان يمتن العلاقة بين البلدين من نمو حجم الاستثمارات ومدى تطبيق اتفاقية الحريات الأربع، وما يعكر صفوها من رؤى متباينة حول ملفات حلايب واحداث المهندسين. حملنا لسعادة السفير ما يجهر به من قول حول الحاجة لرؤية جديدة في علاقة البلدين ومواقف مصر من التوسع السوداني في بناء السدود وما يدور همساً حول التعامل المخابراتي مع السودان كل هذا وغيره، وللحقيقة استقبلنا سعادة السفير بحفاوة وحاورنا بحلم وسعة صدر وفي ختام الحديث اعتذر لنا بأدب جم عن (ثرثرته) التي كان جزءاً منها (ثرثرة حول النيل) فإلى مضابط الحوار الذي نتمنى ان يكون قد وضع النقاط على كثير من حروف ظلت مبهمة.. في مدخل لهذا الحوار وفي موضوع مثل علاقة تاريخية ومعقدة كالتي بين مصر والسودان فإنني ارى ان العلاقات بين الشعوب متقدمة اكثر مما هي بين الحكومات؟ الحكومة هي انعكاس للشعب فكون العلاقات الشعبية اسبق للعلاقات الحكومية فهذا هو الأصل، فلا يمكن ان يبدأ الفرع قبل أن يبدأ الأصل وانا دائماً احب ان اقول شعب وادي النيل، ولا احب ان اقول شعب مصر او شعب السودان، وادي النيل عاش تاريخه كله واحداً وانا لا اتحدث عن الربع الأول من القرن التاسع عشر لكنني اتحدث منذ العصر الفرعوني عندما كانت الحدود ممتدة بين البلدين وكان في وقت من الاوقات فراعنة سودانيين يحكمون مصر كما حكم الفراعنة المصريين السودان، هذه حقائق تاريخية ثم هنالك حقائق جغرافية فالبلدان يمثلان امتداداً طبيعياً لبعضهما البعض ولا يمكن اغفال حقائق التاريخ والجغرافيا في السياسة بالاضافة لهذا وجود اصول حضارية وحدت بين الشعبين وهي الحضارة العربية ثم الاسلام وبعد هذا التنظيمات الحديثة، فنجد أن هنالك تلاقيا سياسيا بين البلدين في المحافل الدولية، مثل عضوية الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي ومنظمة المؤتمر الاسلامي وحركة دول عدم الانحياز كل هذه عوامل انصهار بين البلدين على كافة الاصعدة التاريخية والجغرافية والحضارية والسياسية يأتي بعد هذا وحدة الدم فالمصاهرة بين الشعبين ممتدة ومتداخلة فمن الصعب أن تجد اسرة مصرية ليس لها علاقة دم بالسودان ونفس الأمر بالنسبة للسودان هذه حقائق لا تقبل الجدل أو النقاش. لأول مرة اسمع من مسؤول رفيع ان هنالك فراعنة سود حكموا مصر، مثلما يوجد فراعنة حكموا السودان؟ لديكم شارع اسمه شارع بعانخي وهو فرعون سوداني حكم مصر.الحديث عن مصر لا يستقيم الا بالحديث عن مياه النيل، ما رشح في الفترة الاخيرة من بلاد حوض النيل حول قسمة المياه ان هنالك اعدادا جديدا لتوزيع المياه بين بلدان الحوض وربما تتأثر حصة مصر بذلك؟سأكون واضحاً وصريحاً بالنسبة لحصة مصر في مياه النيل، حصة مصر في مياه النيل غير قابلة للتفاوض لماذا؟ هذا ليس عنتا او تسلطا، ولكن حقيقة جغرافية وتاريخية انظر إلى دول الحوض كلها نجدها دولاً مطيرة وتعتمد على الامطار اساساً في حياتها ولكي اعطيك مثلاً حصة مصر 59 مليار متر مكعب، السودان يسقط عليه الف مليار متر مكعب من المياه، يوغندا التي تبلغ مساحتها ربع مساحة مصر يسقط عليها سنوياً ثلاثمائة مليون متر مكعب من الامطار ومعنى هذا ان هذه الدول التي لها حصتها في مياه النيل نستطيع ان تعيش بدون مياه النيل، مصر تموت اذا اخذ منها جزء من حصتها من مياه النيل، لانها تعتمد على النيل تماماً في حياتها، و((((الافتئات)))) هذا حق مكتسب عمره سبعة الاف سنة لا نستطيع ان نقول الآن انه كان هنالك قسمة ضيزى، واود أن اقول ان مثل هذه الدعوات آثارها اعلام غربي اجنبي يسعى لزرع الفتنة في حوض النيل ليمنع الواقع الذي يقول أن اياً من دول حوض النيل لا تعاني نقصاً في المياه وبدأنا منذ مطلع تسعينات القرن الماضي نسمع في الادبيات الاعلامية والاكاديمية والسياسية الاجنبية من يتحدث عن حروب المياه والصراع حولها وهذا امر يناقض الواقع لأن اساس الحل في مشكلة المياه التعاون وليس الاصطراع وقد رأينا بالبرهان العملي ان التعاون في مجال مياه النيل يضاعف حصص بلدان الحوض مثلاً كانت حصة السودان قبل بناء السد العالي 3 مليار متر مكعب، صارت بعد السد العالي 18 مليار متر مكعب، يعني تضاعفت ست مرات في مشروع واحد، هنالك مشروع قناة جونقلي، يمكن ان يوفر خمس مليار متر مكعب وهكذا وانا احذر دائماً من الانجراف نحو طريق الفتنة التي يديرها اعداء لنا بالحديث عن صراع المياه. مشكلة المياه تحل بالتعاون وبالمشاريع المشتركة وليس بالصراع لان هنالك من المياه ما يكفي الجميع ويفيض. اتفاقية الحريات الاربع كانت واحدة من الانجازات المهمة في تطور العلاقات بين البلدين لكن يبدو ان السودان التزم بما وقع عليه والمصريون لم يفعلوا ذلك والتأشيرة خير مثال؟ احب دائماً عندما اتناقش حول موضوع العلاقة بين مصر والسودان لا احب ان اتحدث عن انا وأنت، احب اتحدث عن نحن فالقول بأن السودان طبق كل الاتفاقية ومصر لم تطبق هذا قول مغلوط ولا احب ان اخوض فيه من منطلق انا وانت فالسودان لا يطبق حق الملكية لخصوصية في القوانين السودانية نحن نتفهمها ونعمل على تذليلها سوياً.بالنسبة لموضوع التأشيرات، السودانيون معفيون من التأشيرات بنسبة 90% وسوف احسبها لك، النساء معفيات من التأشيرة وهن يمثلن حوالي 50% الاولاد دون سن ال17 سنة وهم يمثلون على الاقل 20%، الرجال فوق ال55 وعلى الاقل يمثلون 20% وكلهم معفيون من التأشيرة لو حسبتهم لوجدت انهم يمثلون حوالي 90% والفئة الخاضعة للتأشيرة هي للرجال ما بين 18-54 سنة لماذا التأشيرة بالنسبة للشباب؟ هو امر معمول لحماية مصر والسودان وهو ليس اجراء مصريا فحسب ولكنه اجراء مصري سوداني الكل يقرأ في الصحف ان الشباب السوداني يرغب في الذهاب لأوربا وامريكا وليس مصر وللاسف عدد من السفارات الاوربية وسفارة الولايات المتحدة ليس لديها قسم قنصلي في الخرطوم فمن يريد ان يحصل على تأشيرة يجب ان يذهب إلى مصر وهناك يرفض منح التأشيرة له لاوربا او امريكا ويعتصم! وهذا انسان ليس في قلبه مصلحة مصر ولا مصلحة السودان لأنه يرغب اولاً في مغادرتهما اليس من المطلوب ان اتحسب لمثل هذا التصرف؟ وهناك من يقوم بما هو افظع من هذا من يرغب في الذهاب إلى اسرائيل اليس هذا أمر يجب أن نتحسب منه؟ هذا هو السبب هنالك أمور موضوعية وليس عنتا أو تسلطا انما الهدف منه حماية المواطن المصري والسوداني من تصرفات غير مسؤولة. بمناسبة الاعتصامات كلنا نعرف ما سمي بأحداث المهندسين ماذا حدث أو إلى اين وصل التحقيق في الامر نود أن نعرف ما حدث في هذا الأمر؟ هذا الملف اغلق تماماً.يرى الكثيرون ان مصر لم تدخل في ملف دارفور الا بعد ان تفاقمت الاوضاع وكانت من اخر الداخلين ان لم تكن اخرهم ونرجو توضيح مبررات هذا التاخير؟من الذي يقول ان مصر دخلت متأخرة ان كان من الاعلام فهذا امر مغلوط. مصر من البداية كانت موجودة لدينا طائرة تحمل ادوية ومواد اغاثة شهريا لدارفور والقافلة الطبية التي وصلت مؤخراً هي القافلة رقم اثني عشرة واحب ان انوه بشيء حول القوافل الطبية المصرية نجد قوافل الدول الأخرى تتكون من شباب من الاطباء ومن الممارسين العاملين غير المتخصصين، والقوافل المصرية من اساتذة متخصصين على اعلى درجة واضافة لهذا لدينا قافلة دائمة تابعة للقوات المسلحة من سبعة اخصائيين يعملون بدوام كامل بالمستشفى الميداني في دارفور ارسلت العديد من مواد الاغاثة بالاضافة للتواجد المصري في قوات السلام تعهدنا بكتيبتين وعدد من السرايا المتخصصة في مجال النقل والاتصالات كل هذا ينفي الحديث عن تأخر مصر في أي مجال من المجالات. في التفاوض كان هناك ممثل لمصر؟ في ابوجا عرضنا اكثر من مرة ان نستضيف المفاوضات على ارض مصر ولم يتم الاستجابة لهذا كل هذا يدحض ما يقال من ان مصر تقاعست او تأخرت. هي من اول الواصلين في ازمة دارفور ان لم تكن اولهم. طرح اخيراً موضوع الاستثمار الزراعي بالسودان بخبرات مصرية ورساميل سعودية هل هنالك رؤية مصرية متكاملة لهذا المشروع؟ هنالك جهود لتحقيق هذه الرؤية واود ان اقول ان مشكلة الغذاء ليست مشكلة مصرية هي مشكلة عربية. العرب يستوردون 80% من غذائهم وهو امر خطير بشكل جلل ويجب علينا كعرب ان نعمل على سد هذه الثغرة في امننا القومي وهي الامن الغذائي، مصر لديها مشروع منذ بداية السبعينات وهي شركة التكامل الزراعي المصري السوداني مساحته حوالي 160 الف فدان في الدمازين تعطل في فترة الحرب الاصلية واعيد احياؤه وبدأ مرة اخرى الانتاج، الشهر الماضي تمت زيارتين في غاية الأهمية الاولى رأسها السيد وزير الزراعة امين اباظة وبرفقته عدد من المستثمرين المصريين في المجال الزراعي وتم تنظيم زيارة لولاية الجزيرة واطلعوا على الامكانات المتاحة.ثم جاءت زيارة السيد وزير الاستثمار وكان التركيز فيها على الاستثمار الزراعي بالتنسيق مع وزير الاستثمار السوداني وتم فيها تقديم تنوير بواسطة بعض الولايات أذكر منها ولاية الجزيرة وكسلا ونهر النيل وعرض الامكانات المتاحة للاستثمار الزراعي.وأود أن اقول ان الرؤية الاستراتيجية للزراعة هو تحويلها من مهنة تراثية إلى تقانة وصناعة فالزراعة الحديثة في العالم الان هي تقانة وصناعة اعتمادنا على الاسلوب التراثي في الزراعة والرعي لن يكون مجدياً، لابد من قيام شركات ضخمة وعملاقة تستخدم احدث التقانات في الانتاج فالزراعة ليست فقط زراعة الارض هناك البنية التحتية التي تخدم الزراعة، الطرق، الطاقة، وانشاءات من اجل التخزين وللعلم ان الفاقد الزراعي في الدول النامية في عملية النقل والتخزين يصل إلى 40% فلابد من الاستثمار في البنية التحتية السليمة، والتنمية الزراعية محتاجة لجهود هندسة مدنية وكهربائية وبناء طرق وصوامع ومخازن وكل هذا منظومة متكاملة. هنالك مشروع يدور الحديث عنه همساً ولم يطرح بشكل رسمي وهو مشروع زراعة القمح بمنطقة ارقين بجهود مصرية يعزز هذا القول قرب المنطقة من ابو سمبل المصرية وفرة المياه من بحيرة النوبة هل هناك تأكيد مصري لهذا المشروع؟ هذا موضوع تجري مناقشته نحن ننظرنظرة شاملة للسودان ليس غربه او جنوبه او شماله بالتالي ننظر إلى كيفية تنمية القدرات السودانية في كافة الاقاليم ونأمل ان تكون علاقتنا حجر الزاوية لتعاون اكبر عربي واسلامي شامل لأننا كلنا في حاجة للغذاء وربنا حبانا بهبات مختلفة السودان بالاراضي ومصر بالقوى العاملة والخليج برؤوس الاموال لو جمعنا جهودنا سوف نستطيع ان ننجز مشروعا في منتهى النجاح. هذه الفكرة جيدة ولكن التباطؤ فيها قد يعوق تنفيذها؟. تركيا دخلت الان على الخط بعد ازمة الغذاء وتطمع لاستقطاب الاموال الخليجية للاستثمار الزراعي في اراضيها الا ترى اننا نحتاج لايقاع اسرع في عالم تحكمه المنافسة؟ انا اتعشم ان تكون المنافسة في الخير فالمنافسة في انتاج الغذاء شيء حميد ويعود بالخير على الجميع، وقانون العرض والطلب يقول اذا زاد المعروض تدنى السعر ونحن نسعى لذلك ومن المساوئ في عقولنا عندما نرى طرفاً ما يتحرك نخاف، ويجب ان نستبشر هنالك مجال للجميع لكل الدول المحبة للخير ان نتعاون على البر والتقوى (بالمناسبة البر عندنا هو من اسماء القمح) وليس من المفارقة ان يكون هذا الجناس بين الكلمتين. شغلت قضية تسلل السودانيين إلى اسرائيل الرأي العام في الآونة الاخيرة ورغم ان مصر ليست الا معبراً نود ان نتعرف على الجهود المصرية في هذا الشأن؟ هذا مجال للتعاون ويجب اولاً ان نتفهم ان واحدة من اسباب فرض التأشيرة على الشباب مثل هذا الامر بعد هذا هنالك متابعات أمنية واجتماعية وانا اعتبر ان هؤلاء الناس غرر بهم، فاسرائيل لا تطيق الوجود الفلسطيني على اراضيهم وتمنع عودة
اللاجئين الفلسطينيين فاذا كانت بهذا السخاء والكرم فلتسمح للفلسطينيين بحق العودة وهم اصحاب الارض واصحاب البيوت.ونحن أمامنا جميعاً واجب اعلامي لتوعية هؤلاء الناس بحقيقة الأمور بالاضافة أن هناك جهدا اجتماعيا مطلوبا فإذا الانسان جاع او فقد الوظيفة وفقد القدرة على الحياة فهو سيتصرف تصرفات غير مسؤولة فمن واجبنا جميعاً ان نقدم الرعاية لهؤلاء القوم بحيث يظل تفكيرهم في منطقة السواء دون ان يتجاوزا إلى منطقة الشطط بعد هذا هنالك الجهد الامني وهو الملف الأخير. سعادة السفير واحد من الملفات التي توتر العلاقة بين البلدين هو ملف حلايب؟ سعادة السفير مقاطعاً: هذا الملف لا يوتر العلاقات مطلقاً وانا لا أرى أي توتر (مافيش توتر) وانا سئلت حول هذا الموضوع اكثر من مرة وردي لا يتزحزح ابداً حلايب مصر لها رؤية والسودان له رؤية ويجب على مصر ان تحترم الرؤية السودانية وعلى السودان ان يحترم الرؤية المصرية إلى ان يقضي الله امراً كان مفعولاً. هذا تجميد للملف وليس حلاً؟ هنالك امور يجب ان تجمد هنالك قول اكرره، انا من هواة لعبة الشطرنج رقعة الشطرنج عليها اربعة وستين مربعا لا يمكن للاعب الشطرنج ان يترك 63 مربعاً ويركز على واحد سيخسر اللعبة.الحدود التي وضعها الاستعمار تركت لنا الكثير من الجيوب الخلافية استطعنا حلها مع كينيا تم ترسيم حدود مع اثيوبيا ودول اخرى لماذا لم تستطع مصر والسودان تجاوز رواسب الاستعمار وحل اشكال حلايب؟(مش انتو حليتوها مع كينيا) اكيد ستحل مع مصر، انت تقولي لي الملف يجمد انا اقول لك هنالك امور يجب ان تظل مجمدة في مرحلة ما سيأتي الانفراج اليس بالامكان ان نجد يوماً ما مصر والسودان قد توحدا؟نحن نتمنى ذلك.الحقيقة التي اود ذكرها ان الملف مجمد سياسياً على المستويات العليا ولكنه على الارض غير مجمد فقبائل البشاريين والعبابدة تم تجنيسهم كمصريين وتقدم لهم خدمات صحية واجتماعية باسم الحكومة المصرية؟هذا هو الامر المطلوب دولة ترعى هؤلاء الناس. الجنسية هذه امر في القلب والانتماء يظل في القلب من هو مصري سيظل مصريا ومن هو سوداني سيظل سودانيا في يوم من الايام كان كل السودانيين مصريين ولما اختاروا ان يكونوا سودانيين (بقوا سودانيين) الانتماء لا تخلقه (حتة ورقة). هنالك حديث يدور كثيراً ان الملف السوداني دوماً في يد المخابرات؟ من يقول ذلك؟الاعلام وليس ذلك فحسب بل السفارة المصرية دوماً دورها مخابراتي؟ سعادة السفير بغضب: دا أنت شايف دوري مخابراتي انا دبلوماسي محترف منذ البداية لم انتم لأي جهاز في الدولة غير وزارة الخارجية أود أن اقول شيئاً آخر دائماً ما نقول الملف السوداني لماذا الملف؟ ما الفرق بين الملف والكراس، الكراس هو مجلد فيه عدة صفحات في موضوع محدد العلاقة بين مصر وبعض الدول تحتويها كراسة لأنها علاقة بسيطة ليس فيها لبس، مثلاً علاقة مصر والاكوادور هي كراسة اما العلاقة بين مصر والسودان هي ملف لأنها علاقة متشعبة لماذا تركز مثلاً على الأمن والمخابرات هناك ادوار لوزارة الري هناك دور لوزارة الصحة والنقل والزراعة، التربية والتعليم والتجارة والصناعة والبيئة كل هذه أوراق تضع مدخلها في الملف بالاضافة لوزارة الدفاع التي لها مكتب تابع للسفارة ودور لوزارة العمل وهو نفس الدور الذي تلعبه سفارة السودان في القاهرة تجد نفس الشيء ليس من المستغرب ان يكون هناك ملف هنالك جهات عديدة تدلي بدلوها وتضع اوراقها في هذا الملف لأن هناك جهة معينة ذات اختصاص تراعي العلاقة في هذا المجال او ذاك، فغير صحيح ان السفراء رجال مخابرات، فكل السفراء قبلي كانوا دبلوماسيين منذ شبابهم السفير عاصم، السفير حسن جاد الحق، السفير عبد اللطيف كلهم دبلوماسيون محترفون ومن الاشياءالتي الوم الاعلام فيها انه يطلق أساطير ويصدقها. هنالك اسطورة الحديث عنها كثير هي ان مصر تساعد كل مشاريع التنمية في السودان ما عدا مشاريع الري والمياه واخيراً بث حديث كثير ان مصر لا ترغب في تعلية خزان الروصيرص؟ انا اتحدى أي حد يقدم لي تصريحا رسميا او يقدم لي تصرفا معينا يؤكد هذا الاتجاه. مصر هي دولة والذي يتحدث باسمها هم مسؤولو الدولة رئيس الجمهورية، وزير الخارجية، رئيس الوزراء في مواضع الري وزير الري اما عندما يطلع (محمود شكوكو) ويقول أي كلام فهو ليس الجهة التي يمكن ان تستند اليها في كل بلد (محمود شكوكو بتاعها) وهنالك كثيرون من يلقون اقوالهم من غير علم ويطلقون الاساطير ويصدقونها.ووجهت بمثل هذا الطرح في محاضرة كنت اقدمها في جهة اكاديمية هنا فقلت لهم (يا جماعة) سد مروي مثلاً كل الاسمنت الذي شيد به مستورد من مصر فكيف نعارض ثم نرسل موادا؟وانا استغرب في الاعلام الذي يصدر الاساطير ويصدقها ونحن في مرحلة تمثل فيها الفتنة أكبر الاعداء كل مشاكل العرب والمسلمين هي (فتن) الفتنة بين السنة والشيعة في العراق والعرب والاكراد، الفتنة في دارفور، الفتنة في فلسطين وفي لبنان، دعنا نتوخى الدقة والحذر ولا نسمح لمن يريد للفتنة ان تستشري بيننا وتعكر صفو العلاقات بين الاخوة وهذا رجاء اقدمه لكل اعلامي شريف. هنالك وجود مصري مكثف في الجنوب مشاريع صحية وتعليمية ومشاريع استثمار قنصلية في جوبا ومشروع قناة جونقلي بينما لا نجد هذا الحضور في الشرق او الغرب مثلاً؟ اود ان اؤكد لك ان مصر تتعامل مع السودان ككيان موحد، نحن لا نتعامل مع الجنوب او مع الشرق او الغرب وكل هدفنا وهمنا هو الحفاظ على وحدة السودان وندفع بكل ما اوتينا من قوة من اجل تحقيق هذه الوحدة.الجنوبيون ابدوا رغبات لأن لديهم نقصا في بعض الأشياء بسبب الحرب وغيرها، انا كنت مع وفد في كسلا ووزير الصحة طلب مني اخصائي تخدير وارسلت لمصر وتمت الاستجابة فوراً من له طلب فليتقدم ومصر ان شاء الله ستكون حاضرة. السودانيون يتعشمون الكثير في علاقتهم بمصر ويدور حديث الآن حول رؤية جديدة لهذه العلاقة؟ ما هو رأيك؟ انا لا ارى ان هنالك حاجة لرؤية جديدة لم المس ان العلاقة السابقة فيها شيء. الرؤية موجودة منذ زمن في السبعينات كان هناك مشاريع التكامل وسارت خطوات ممتازة لكن للأسف ان آفة شعوبنا ان الخلاف السياسي يدمر الايجابيات التي تم بناؤها يمكن ان نختلف سياسياً لكن يجب ان نبقي على صروح هذا البناء لكننا في كل مرة نهدم ثم نعود للبناء من جديد نحن في فترة حدث بيننا خلاف ثم عدنا وانا اعتبر دائماً ان السودان قدر مصر ومصر هي قدر السودان.لقد عدنا بزخم شديد جداً انظر إلى الارقام هنالك استثمارات مصرية في السودان 1.6 مليار دولار وكانت عام 2003 (50 مليون دولار) وهذه القفزة في خمس سنوات فقط، التجارة تقارب المليار دولار سنوياً وكل هذه مؤشرات مادية ملموسة هناك من يقول لي ان الاستثمارات المصرية اقل من الاستثمارات الصينية، مصر ليست بحجم الصين يجب ان نضع الامور في منظورها الصحيح كم يمثل حجم الاستثمارات المصرية في السودان مقارنة باستثماراتها في الخارج وكم هي النسبة التي تزايدت بها خلال خمس سنوات، والقفزة التي حدثت من 50 مليون إلى 1.6 مليار دولار هو رقم قياسي يسجل في موسوعة (جينيس القياسية) في تطور ونمو حجم الاستثمار بين بلدين كل هذه ايجابيات ومؤشرات لشعبين فرق بينهما لفترة وعادوا لاحضان بعض بمنتهى القوة وهو امر مشجع. راودنا القلق في الفترة الاخيرة لما اعترى مصر من احداث داخلية مثل الاضرابات وارتفاع الأسعار ما هي وجهة نظركم فيما يحدث هناك؟ بالنسبة للمظاهرات والاضرابات انا شخصياً هذا الموضوع لا يزعجني بل يسعدني لانه مظهر من مظاهر الحرية والديمقراطية التي يتمتع بها الشعب. في الاسبوع الماضي في بريطانيا اضرب عمال أكبر شركات تكرير البترول ولم يقل احد ان النظام البريطاني مهدد وشهدنا اضرابات في فرنسا والمانيا ولم يتحدث احد عن هزة للنظام في هذه الدول لماذا عندما تحدث مظاهرة تكثر الاقوال؟ هذا تطور طبيعي لحياة الشعوب نحن عشنا مرحلة لا يستطيع فيها احد معارضة الحكومة في أي شيء وانتقلنا لمرحلة يعرض فيها الشعب وجهة نظره بمنتهى الوضوح وانا اعتبران هذا أمر ايجابي وانا شخصياً سعيد وفخور به.الامر الآخر موضوع الأسعار وهو امر يجب ان نتحسب له لأننا لا نسيطر على الاسعار فشعوب العالم الثالث متأثرة وليست مؤثرة وما نريده من التكاتف والتوحد بين مصر والسودان وبين الدول العربية والاسلامية هو ان نكون مؤثرين عالمياً فالبترول الذي ينتج في العالم العربي واهم من يظن ان الدول التي تنتجه هي التي ترفع سعره فهذه احتكارات عالمية لاناقة لنا فيها ولا جمل.اكبر شركات منتجة للبترول هي اكسون، موبيل وشل وغيرها وليس من بينهم اسم عربي.الغذاء كذلك بورصة القمح في شيكاغو في كل شيء نحن متأثرين ولسنا مؤثرين لذلك ادعو ان نكون مؤثرين ولا نظل بقية حياتنا متأثرين بكل شيء من يضع الضوابط؟ لسنا نحن حتى يا اخي لوقال (ايف سان لوران) (انت مش شيك تبقى مش شيك) لأن الخواجة قال ذلك حتى ولو كنت بكل المعايير انيقاً فقط لأن كلمتهم هي العليا وليس لأي منطق آخر.من يحدد الدول الديمقراطية (امنستي انترناشونال) والخارجية الامريكية في كل الامور نحن متأثرين ولسنا مؤثرين ولا مخرج لنا سوى توحدنا واستغلال مواردنا. حوار: رئيس التحرير

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.