فقد أعلنت القوات المسلحة الثلاثاء 7 يونيو احتسابها لشهيدا واحدا و(7) جرحي في الهجوم الذي قامت به قوات الجيش الشعبي بمنطقة ام دروين الواقعة شرق مدينة كادوقلي بمسافة (46) كيلو. واكد بيان صادر من القوات المسلحة ممهور بتوقع العقيد الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي تحصلت عليه (smc) ان القوات المسلحة تحتفظ بحقها الكامل في الرد في الزمان والمكان المناسبين. وأكدت تقارير صحافية ان قوات الجيش الشعبي هاجمت منطقة ام دورين مدعومة بقوات كبيرة واسلحة واشتبكت مع قوة تقدر بسرية مشاة من القوات المسلحة التي تصدت لهم إلا ان تدفق اعداد كبيرة من منتسبي الجيش الشعبي بالمنطقة دفع بالقوات المسلحة للانسحاب لاعادة تنظيمها. ووصف الجيش أن ماقمت به قوات الجيش الشعبي يمثل انتهاكا واضحا لكل الترتيبات والاجراءات التي تبزل لتهدئة الامور ومعالجتها ووضعها في نصابها الصحيح. الانتخابات التكميلية الأخيرة الجدير بالاشارة أن مرشح حزب المؤتمر الوطني الأستاذ أحمد هارون فاز بانتخابات والي ولاية جنوب كردفان التكميلية في 15 مايو الماضي الذي نافسه مرشح الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو وتلفون كوكو الذي يقبع في معتقلات الحركة الشعبية ولا يزال. ولاية جنوب كردفان هي إحدى ولايات السودان وتبلغ مساحتها 158,355 كم مربع ويقدر عدد سكانها بحوالي 1,100,000 نسمة، وعاصمتها مدينة كادقلى وتقع الولاية على الحدود مع الجنوب وهي من الولايات المنتجة للنفط. الجيش ينتشر بكادوقلي والحلو يغادرها هذا وأعلنت القوات المسلحة سيطرتها الكاملة على منطقة جنوب كردفان في أعقاب الأحداث. وأكد المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد أن الوضع الأمني في كادوقلي تحت السيطرة الكاملة. وقال الصوارمي إن القوات المسلحة قامت بتأمين واسع للمنطقة. وكان إطلاق نار اندلع عصر الإثنين 6 يونيو في كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، كما شهدت منطقة أم دورين، على بعد 100 كلم شرق مدينة كادوقلي اشتباكات يوم الأحد. الوطني: ما حدث في كادقلي مخطط ومقصود وفي السياق، اتهم حزب المؤتمر الوطني الحركة الشعبية وبعض قوى المعارضة بالتخطيط مع قوى أجنبية لتمرد مسلح في جنوب كردفان، واعتبر المكتب القيادي للمؤتمر الوطني ما يحدث في الولاية خروجاً على القانون والدولة لا يمكن التعامل معه عبر الحوار السياسي. وأكد المكتب القيادي للمؤتمر الوطني في اجتماعه الأربعاء 8 يونيو برئاسة المشير عمر البشير رئيس الجمهورية أن ما يدور في ولاية جنوب كردفان من تمرد مسلح وخروج على القانون والدولة يتم تحقيقاً لطموحات أفراد في الحركة الشعبية. وقال نائب رئيس الوطني لشؤون الحزب د. نافع علي نافع، إن المكتب القيادي وجه بإطلاق يد القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى للاضطلاع بواجباتها في السيطرة على الوضع ببقية المناطق. وأكد أن القوات المسلحة فرضت سيطرتها تماماً على مدينة كادقلي وسوف تقوم بواجبها الوطني لحسم كل القوى المتمردة ببقية الولاية. وأشار المكتب القيادي إلى أن الأحداث التي شهدتها جنوب كردفان كانت مخططاً ومبرمجاً لها، وتم الإعلان عنها من قبل قيادات الحركة الشعبية خاصة في قطاع الشمال. وأكد أن بعض قادة الحركة أعلنوا عزمهم السيطرة على الولاية سواءً عبر الانتخابات أو بقوة السلاح في إطار مخطط متكامل للزحف على الخرطوم للسيطرة عليها بالتعاون مع جهات أخرى. تعجيل تنفيذ المخطط وقال نافع إن إحاطة الأجهزة الأمنية بتفاصيل المخطط، دفع الحركة لتقديم التنفيذ يوماً حيث انطلقت الأحداث في الخامس من الشهر الجاري بدلاً عن السادس منه لتحقيق المفاجأة. وكشف نافع عن الملابسات التي صاحبت أو سبقت العمليات متمثلة في انسحاب عناصر الحركة الشعبية من القوات المدمجة من كادقلي، والانتقال لسفوح الجبال حول كادقلي، ومن ثم توالت الاعتداءات التي تمت في إطار المخطط بالهجوم على عدد من النقاط للقوات المسلحة وغيرها من القوات النظامية. ونوّه نافع إلى أن الوساطة التي شاركت فيها قيادات الحركة الشعبية للتهدئة لم تهدف أصلاً إلى تحقيق تهدئة أو للتخلي عن المخطط الذي أعد له منذ وقت طويل ولم يكن انفعالاً عارضاً. وجدد ثقته في أن أعداداً كبيرة من أبناء جبال النوبة سيعودون ولن ينساقوا وراء هذا المخطط، وأن الكثير من أبناء النوبة في الحركة الشعبية سيكون لديهم موقف من هذه العملية. هارون يتهم تيارات بالحركة بالضلوع في الأحداث من جانبه اتهم والي ولاية جنوب كردفان أحمد هارون، تيارات داخل الحركة الشعبية بالوقوف وراء الهجوم الذي استهدف كادقلي ومناطق بالولاية خلال اليومين الماضيين. وقال هارون إن الهجوم استهدف عملية السلام الجارية في الولاية. قائد الحركة بالولاية يغادر المدينة قبل الأحداث هذا ويثير مغادرة قائد الحركة والجيش الشعبي بالولاية عبدالعزيز الحلو الشكوك، حيث أكد أحمد هارون أن قيادات الحركة والجيش الشعبي هم من استهدف مدينة كادقلي بالضرب وقاموا بترويع المواطنين العزل. مؤكداً مغادرة الحلو لمدينة كادقلي قبل بداية الأحداث. وقال إن الوفد الذي جاء من رئاسة الجمهورية بالخرطوم ممثلاً لطرفي اتفاقية السلام في الوطني والحركة قابل الحلو عند خروجه من المدينة. وأدان هارون ما أسماه بالتوجه البربري الذي تمثله جزء من قيادة الحركة والجيش الشعبي ووعد بالتصدي له بحزم. وأشاد سيادته بمواقف بعض قيادات الحركة الشعبية التي قال إنها لا تزال مؤمنة بقضية السلام وضرورة استدامته. وشدد هارون على موقفهم الراسخ بفتح بوابة السلام مشرعة والمحافظة عليها في ولاية جنوب كردفان. مواجهة خروقات الحركة الشعبية بحزم وصرامة إلى ذلك أكد الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية أن الحكومة ستواجه خروقات الحركة الشعبية بحزم وصرامة، وقال إن الحكومة لن تقف مكتوفة الأيدي حيال خروقات الحركة في جنوب كردفان من واقع مسؤوليتها تجاه حماية المواطنين. وقال طه إن الحكومة حريصة على السلام لكنه توعد الحركة بمواجهة عواقي خروجها عن القانون وإستمرارها في الأعما العدائية التي دأبت في القيام بها. ووصف الأحداث بأنها خروج عن القانون وليست لها أي مبررات. وقال طه، إنّ مواقف القوى الخارجية تجاه السودان لن تتغيّر بعد نهاية الفترة الإنتقالية، وأشار إلى إن بعض أعضاء وفد مجلس الأمن الذي زار البلاد أخيراً كشف عن هذه النوايا وعن رغبتهم السابقة في إزاحة المؤتمر الوطني عن الحكم. ثم ماذا؟ إن ما تشهده ولاية جنوب كردفان من خلال التطورات الأخيرة لا يمكن فهمه إلا في اطار سعي الحركة الشعبية لتحقيق المزيد من المكاسب قبيل اعلان استقلال دولة الجنوب بعد أسابيع من الآن وهذا ما يتناقض تماماً مع المواقف المعلنة من قبلها كونها تتحدث عن علاقة طيبة وحسن جوار مع الشمال.