عندما كنا بجنوب كردفان ابان الانتخابات المنتهية في الاسبوع الثاني من مايو ، حدثنا احد المواطنين بعاصمة الولاية كادقلي التي شهدت اشتباكات مسلحة وصفها اغلب المواطنين هناك طوال ايام الاسبوع الخمس الماضية بانها حرب بمعني الكلمة عن علاقة الوالي هارون ونائبه الحلو لافتا الي ان ما يجمع بين الاثنين يجعلهم اكثر اطمئنان علي ان اوضاع المنطقة لن تعود الي مربع العنف مهما حدث كان ذلك الحديث قبل الانتخابات التي خاضها الوالي ونائبه لظفر بمقعد حاكم عروس الجبال واجمع اكثر من مراقب بانها ستقود الولاية لعنف بعد ان ارتفعت حالة الاستقطاب ، حديث ذلك الرجل هو ما ظل يدفع الاطراف هناك الي وصف الاحداث عند اشتعالها بالمعزولة دون توجيه الاتهام المباشر لجهة الا بعد اليوم الثالث ، فجنوب كردفان الان بدات تعود الي طبيعتها واخذ الهدؤ طريقه بعد ثلاث ايام بسط فيها الخوف والموت سيطرته علي الجميع هناك ، وفر المواطنين طلبا للامن هذا ما قاله الرئيس البشير واضاف ان الوضع تحت سيطرة القوات المسلحة التي تقوم بتمشيط الولاية ، وأوضح الرئيس في التنوير الذي قدمه لمجلس الوزراء في اجتماعه الدوري امس بالأمانة العامة للمجلس أن الأحداث بدأت منذ إعلان شعار الحركة الشعبية الانتخابي " النجمة أو الهجمة"" وابان أن هذا الشعار كان بمثابة إعلان حرب استبقت به الحركة العملية الانتخابية في ولاية جنوب كردفان . لكن ماحدث بعاصمة جنوب كردفان كادقلي طوال الخمس ايام المنصرمة ، قب ان ينتقل الي مناطق اخري داخل الولاية ذات الحساسية البالغة عقب انفصال الجنوب ، يعد تطورا خطيرا مهما كانت الحسابات فالحرب هناك مرفوضة هذا ماعبر عنه المواطنين الذين شهدنا علي تدافعهم الي مراكز الاقتراع دون حمل او تحريض من جه فالشباب والكهول الذين باتو منذ بداية المواجهات في العراء كانت امالهم معلقة بان لا ياتي شبح الموت الي ديارهم مرة اخري لكن وكأن قدر مواطني جنوب كردفان الذي كتب لهم هو ان يتعايشوا مع المعاناة . بعد ان فر الكثيرون وروع الجميع وعاشوا في ليالي مظلمه تغطيها فرقعات البنادق وازيز المدافع عادت الامور الي طبيعتها هذا ما اكده رئيس الجمهورية المشير عمر البشير امس بمجلس الوزراء ، وقبله وجه والي جنوب كردفان أحمد هارون الاتهامات الي تيارات داخل الحركة الشعبية قال انها تقف وراء الهجوم الذي استهدف كادقلي ومناطق بالولاية خلال الايام الماضية. واضاف هارون في تصريحات نقلتها الشروق امس إن الهجوم استهدف عملية السلام الجارية في الولاية مؤكدا أن قيادات الحركة والجيش الشعبي هم من استهدف مدينة كادقلي بالضرب وقاموا بترويع المواطنين العزل. وأشار إلى أن قائد الحركة والجيش الشعبي بالولاية، عبدالعزيز الحلو غادر مدينة كادقلي قبل بداية الأحداث معضضا حديثه بان الوفد الذي جاء من رئاسة الجمهورية بالخرطوم ممثلاً لطرفي اتفاقية السلام في الوطني والحركة قابل الحلو عند خروجه من المدينة لكن هارون لم يترك اتهاماته في مواجهة الجميع داخل الحركة عند ادانته الي ما أسماه بالتوجه البربري الذي تمثله جزء من قيادة الحركة والجيش الشعبي، ووعد بالتصدي له بحزم في ذات الوقت اشاد بمواقف بعض قيادات الحركة الشعبية التي قال إنها لا تزال مؤمنة بقضية السلام وضرورة استدامته وشدد على ان موقفهم الراسخ بفتح بوابة السلام مشرعة والمحافظة عليها في ولاية جنوب كردفان ، هذا وكان المكتب القيادي للحزب الحاكم في اجتماعه ليل امس الاول في اجتماع طارئ ترأسه الرئيس عمر البشير، قد اطلق يد الجيش والقوات النظامية لإخماد ما اعتبره تمرداً مسلحاً تقوده الحركة الشعبية بتخطيط أجنبي يجد دعم بعض قوى المعارضة بالداخل وأكد المكتب القيادي للمؤتمر الوطني في ، أن ما يدور في ولاية جنوب كردفان من تمرد مسلح وخروج على القانون والدولة يتم تحقيقاً لطموحات أفراد في الحركة الشعبية ، وقال نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب، نافع علي نافع، حسب ما نقلته وكالة الانباء السودانية "سونا"، إن المكتب القيادي وجه بإطلاق يد القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى للاضطلاع بواجباتها في السيطرة على الوضع ببقية المناطق ، لكن اشارات المكتب القيادي التي قالها نافع تحدثت عن مخطط معد مسبقا ومبرمج تم الإعلان عنه من قبل قيادات الحركة الشعبية خاصة في قطاع الشمال ، لافتا الي ان وفد الحركة الذي شارك ضمن الوساطة من اجل نزع فتيل الازمة هناك لم يهدف الي تحقيق التهدئة ولم يتخلي عن مخططه الذي اعده منذ وقت طويل علي حد تعبيره وأكد أن بعض قادة الحركة أعلنوا عزمهم السيطرة على الولاية سواءً عبر الانتخابات أو بقوة السلاح في إطار مخطط متكامل للزحف على الخرطوم للسيطرة عليها بالتعاون مع جهات أخرى ، وعزا ماتم بسبب إحاطة الأجهزة الأمنية بتفاصيل المخطط، مما دفع الحركة لتقديم التنفيذ يوماً حيث انطلقت الأحداث في الخامس من الشهر الجاري بدلاً عن السادس منه. وكشف نافع عن الملابسات التي صاحبت أو سبقت العمليات متمثلة في انسحاب عناصر الحركة الشعبية من القوات المدمجة من كادقلي، والانتقال لسفوح الجبال حول كادقلي، ومن ثم توالت الاعتداءات التي تمت في إطار المخطط بالهجوم على عدد من النقاط للقوات المسلحة وغيرها من القوات النظامية. سلفا يتحدث لم يلتزم النائب الاول لرئيس الجمهورية رئيس حكومة جنوب السودان؛ سلفاكير ميارديت، الصمت وخرج ليحمل الجيش السوداني تدهور الأوضاع الأمنية في أبيي وجنوب كردفان وقال اثناء مخاطبته رؤساء المجالس التشريعية بالجنوب، امس الاول ، إن ما حدث بكادوقلي ناتج من قرارات القيادة العليا للجيش السوداني بطرد الجيش الشعبي خارج حدود 56 قبل التاسع من يوليو، مضيفاً أن هناك استهدافاً لأبناء النوبة بالجيش الشعبي الذين كان يجب تسريحهم عبر مفوضية نزع السلاح وإعاد الدمج والتسريح "دي دي آر" في زمن مبكر من الآن تفادياً للاحتكاكات ، فيما وصفت الامانة العامة للحركة الشعبية عبر مؤتمر صحفي ما يدور بكادوقلي بأنه انتهاك للحقوق، حسب قولها. وقال الناطق الرسمي باسم الحركة يان ماثيو ان الجيش بدأ بفض القوة المشتركة، مضيفاً أن الجنوب سيواصل حواره مع الشمال. معلومات متضاربة رغم ما جاء بشكل رسمي عن انتها المواجهات الا ان مستشار الاعلام لرئيس الحركة الشعبية قمر دلمان امس عبر الهاتف تحدث عن ان المدافع تقذف في كل مكان وافاد عدد من المواطنين ان الجميع بات يعيش في اوضاع انسانية بالغة الخطر ، بعد ان اشتدت المواجهات في الايام الثلاث الماضية ، وباتت المدينة شبه خالية من السكان ، وزحف ساكني المدينة شمالا بالتحديد الي منطقة الشعير التي تستخدمها الاممالمتحدة لتجميع واجلاء موظفيها ، و اكدت الاممالمتحدة امس ان المواجهات العنيفة تتواصلت حتي الاربعاء في مدينة كادقلي ، موضحة ان الاف المدنيين طلبوا حماية المنظمة الدولية ، وقالت المتحدثة باسم بعثة الاممالمتحدة في السودان هوا جيانغ نعرف ان عددا من الضحايا سقطوا مساء امس الاول وصباح امس في كادقلي ولكن ليس لدينا احصاء لعددهم"، واضافت جيانغ ان "القتال الذي اندلع الاحد الماضي بين الجيش السوداني ومقاتلين تابعين للحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع شمال تركز داخل مدينة كادقلي، كما ان الجيش السوداني قصف مواقع للجيش الشعبي في جبال جنوب كردفان" ، وقال المتحدث باسم البعثة كودير زروق 7 الف من المدنيين موجودون الان حول معسكر قوات الاممالمتحدة لحفظ السلام بالقرب من مطار المدينة بحثا عن الحماية". ونقلت مصادر طبية ان عدد القتلي والمصابين بسبب الاشتباكات سجل ارقام كبير دون ان تحددها لكنها اكدت ان المستشفيات بالمدينة استقبلت اعداد كبيرة من الجرحة واشار الي وقوع اصابات بين المواطنين وهناك من فقدوا ارواحهم ، واضافت ذات المصادر حركة الطريق القادمة من الناحية الشمالية للمدينة توقفت بالكامل وعلي هدي استمرار تضارب الانباء افاد مواطنين الصحافة من داخل مدينة كادقلي ان الامور باتت تعود الي طبيعتها في المدينة عصر امس خصوصا بعد سيطرة القوات المسلحة علي مقاليد الامور هناك وافادت مصادر ان عربة متجولة تتبع للقوات المسلحة جابت المدينة بمكبر صوت طالبت فيه المواطنين باجلاء المناطق المتاخمة للجبال باعتبارها المناطق التي يتركز فيها القذف بينها وقوات الجيش الشعبي التي تحتمي بتلك الجبال وهو الامر الذي اكد عليه مستشار والي جنوب كردفان عبدالله بدوي ل"الصحافة" امس ان الهدؤ بدء يعود للمدينة واضاف لا توجد اشتباكات واسعة والقوات المسلحة بسطت سيطرتها بالمدينة وتقوم بعمليات تمشيط واسعة الا ان حديثا اخر في هذه المرة كان مفاده ان المواجهات ما زالت مستمرة في احياء كلمو والزندية وحجر المك وقال رئيس تجمع شباب الحركة الشعبية بجنوب كردفان مبارك عبدالرحمن ان الاحياء المحيطة بمقر اقامة رئيس الحركة عبدالعزيز الحلو قصفت عن طريق الطيران نهار الاربعاء وتابع هناك اكثر من 200 جريح وسط المواطنين وعدد من القتلي لم يتم حصرهم حتي الان لافتا الي المدينة تعيش كارثة انسانية ونهب واسع للمتلكات والاسواق ومؤكد ان الاشتباكات متواصلة وتبادل اطلاق النيران مشتدا . وهو ما يجعل من الحديث عن هدوء الاوضاع نفسه رهينا للتضارب العام فيما يحدث هناك سوء الاوضاع الانسانية هي الحرب وتداعياتها واحزانها اوجاعها والامها الانسانية التي رمت بثقلها علي المنطقة وحكايا المعاناة محدثي عبر الهاتف قال لي وهو يحمل عدة البناء التي بداها هناك من اجل استمرار مشاريع التنمية بعد الاستقرار النسبي في الولاية في الفترات السابقة قال لي ان ما تسمعوا عنه لا يمثل اي شئ في الحقيقة الماثلة الان في المنطقة قبل ان يقول انه وقبل مغادرته عبر حول السوق الذي بات خاليا علي عروشه وغابت عنه الحياة تماما في ذاك الصباح الباكر وحديثه لا ينفصل عن احاديث اخري يتبادلها الجميع عن حالة الرهبة التي اصابت الجميع في رحلة المغادرة بعيدا عن مرمي السلاح وحكايا الامهات الائي فقدن اطفالهن والوصول يتم الي الاطفال عبر التلفونات مع اهل الخرطوم قبل ان تؤكد تقارير المنظمات الانسانية العاملة هناك علي هذا الامر عبر تناول الحديث عن تكدس مجموعة النازحين في ظل نقص مواد الايواء والغذاء ومياه الشرب لمن تكدسوا في منطقة الشعير بالقرب من المطار بعد عملية اجلاء واسعة ل(9) احياء متأخمة للمناطق الجبلية التي تتركز عندها عمليات القصف المتبادل في المنطقة اليات البحث عن معالجة الامر لم يتوقف في حدود منطقة جنوب كردفان بل بدات عمليات السعي لايجاد معالجات له من خلال المركز وتحديدا في الخرطوم ففي البرلمان قال نائب رئيس الجمهورية علي عثمان طه ان الحكومة ستواجه مايجري بولاية جنوب كردفان من احداث بحزم واكد في الوقت ذاته ان الاساس للحوار انه لارغبة في اعادة الحرب بولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان مرة اخرى وقال ان المتفق علية بالنسبة للمنطقتين ان تعود قوات الحركة جنوب 1956 قبل تسعه يوليو وقطع بان هناك مقتراحات قدمت لاستيعابهم في القوات النظامية وجدد عرض الحكومة للحركة الشعبية الشعبية بالشمال لادارة الحوار ككيان سياسي حول معالجة قضية قواتها في الجيش الشعبي وشدد "العرض لازال قائما " واكد طه بعدم وجود مبرر للاحداث الجارية حاليا بولاية جنوب كردفان واوضح ان المبادرة بالتجاوز واطلاق النار والخروج على القانون مرفوض وشدد "ولن تقابلة الحكومة الا بالحزم الواضح باعتبارها مسئولة عن حياة وامن المواطنيين " واضاف "اما من يختار المواجهة والخروج عن القانون فسيعلم الذين ظلموا لاي منقلب سينقلبون " واكد ان الاتصالات لازالت جارية لاحتواء الموقف بالولاية وقال ان الوضع حتى الان متطرب بشئ من التفلت اكد انه سيحزم لمنعه من الانتشار واردف "ولكن الاصل ادارة حوار سياسي " من اجل ايجاد معالجات تامة لكل القضايا وفي نفس مسار البحث عن الية للمعالجة الحاسمة للموقف المتفجر هناك سارعت منظمات المجتمع المدني التي ضمت ابناء منطقة كردفان بحزبي المؤتمرالوطني والحركة الشعبية واحزاب العدالة والبعث والامة القومي والاتحادات الفئوية عقب اجتماع عاجل امس بالخرطوم الى تكوين لجنة اتصال بطرفي اتفاقية السلام لايجاد مخرج للازمة عقب . وشددت الاحزاب والمنظمات والشخصيات في بيان تحصل عليه (الصحافة) ان التصعيد المستمر من الجانبين لاينتج سوي القتل والدمار والتشريد للسكان في مناطق جنوب كردفان التي تعاني من اوضاع انسانية هشة . ودعا البيان شريكي نيفاشا الاحتكام لصوت العقل وتغليب المصلحة العليا وناشد البيان الحكومة والمنظمات الانسانية بتوفير مواد الايواء والغذاء ومياه الشرب لآلاف النازحين الذين فروا الى مناطق خلوية . وهو الامر الذي يجعل من الدعوة مدخلا لحل قد يبدوا بعيدا بحسب ما هو ماثل الان من احداث علي مستوي الواقع المتفجر في الولاية وجبالها التي تحيط بها النيران من كل حدب وصوب وجانب فيما رفضت القوات المسلحة عبر الناطق الرسمي باسمها العقيد الصوارمي خالد سعد الحديث الدائر عن ان قذفا تقوم به القوات الان في كادقلي والتي قال انها هادئة تماما وان كل ما تقوم به القوات المسلحة الان عمليات تمشيط من اجل المحافظة علي استباب الامن وضرورة عودة الحياة الي طبيعتها في المنطقة والقيام بدورها المنوط بها من اجل المحافظة علي مكتسبات الامة وامن المواطن اليوم الرابع علي التوالي وحالة الخوف تضرب منطقة جنوب كردفان وحاضرتها مدينة كادقلي التي باتت تنادي الان من اجل عودة اهلها اليها ومعاناة اخري باتت خارج المدينة ولكنها انتقلت مع من انتقلوا هروبا من القصف معاناة انسانية حذر منها البعض ومبادرات لراب الصدع من قبل منظمات المجتمع المدني واستمساك بعروة الحوار بحسب ما جاء في تصريحات نائب رئيس الجمهورية يتمني الجميع فان ينجح في اعادة مياه السلام والاستقرار الي مجاري الجبال .