ويقدم خلال الملتقى الاقتصادي السوداني القطري الثالث المنعقد تحت شعار"نحو شراكة إستراتيجية" بمشاركة حوالي 95 من الشركات ورجال الأعمال والمستثمرين القطريين ورجال الأعمال في البلدين، عدداً من المشروعات القومية الخاصة بالأمن الغذائي ، التعدين ، النفط ومشروعات في مجال الخصخصة ، بجانب جلسة ستخصص لنماذج من الاستثمارات القطرية القائمة في السودان.إضافة لفرص ومجالات الاستثمار في الولايات السودانية. واتسمت العلاقات السودانية القطرية بأنها تاريخية ومتميزة في كافة المجالات. وقد شهدت تطوراً ملاحظاً في ظل اهتمام القيادة في البلدين بتطويرها، والعلاقات السياسية مع قطر علاقات قوية، انعكست على ترسيخ التعاون في المجالات الأخرى، وظلت قطر تدعم السودان في كل المحافل الدولية والإقليمية، وظلت من المبادرين لتبني معالجة قضايا السودان الداخلية بالتوسط في حل قضايا البلاد. وعلى الصعيد الاقتصادي نجد أن قطر من أولى الدول التي بادرت بالاستثمار في السودان، ويمكن القول إن أول استثمار عربي في مجال البترول في السودان كان مع شركة قطرية في حقول بترودار في التسعينيات، وأصبحت أكبر شريك في الاستثمارات البترولية في ذلك الحين، وامتدت استثماراتها لتشمل القطاعات المصرفية والخدمات والاستثمار العقاري وحتى مجال تنمية الثروة الحيوانية. وهناك عدد من المشروعات القطرية التي لها أثرها الملموس في مجالات الإنشاء والمقاولات والنقل البري والنهري والطرق والجسور وإنتاج وتوزيع اللحوم والصناعات الحديدية والزجاج وتصنيع وتجميع الأجهزة والتدين والأسمنت. ومعلوم أن الوساطة القطرية لعبت دوراً مقدراً من ناحية السعي الحثيث لإنهاء مشكلة دارفور، بجانب توسطها في حل مشكلة شرق السودان والمساهمة فيها، وفي القمة العربية الأخيرة بطرابلس وغيرها من القمم تبنت قطر دعم السودان تنموياً لمعالجة مشاكل ما بعد الاستفتاء، كما بادرت بإنشاء بنك تنموي بالسودان لتبني مشروعات التنمية ومشروعات البنى التحتية وتوفير الخدمات بدارفور. والجدير بالإشارة أن الدعم التنموي الذي تقوده قطر ضمن عدد من المبادرات سيساهم في معالجة قضية دارفور باعتبار أن أصلها في الأساس يرجع إلى مشاكل ذات جذور متصلة بالبنية الاقتصادية ويمكن معالجتها من خلال إحداث تنمية حقيقية لتطوير الإنتاج وبالتالي زيادة فرص التشغيل والاستيعاب، وبحكم أن قطر دولة بترولية يمكنها الإطلاع بهذا الدور. وعلى ضوء هذا الأمر أعلنت قطر أنشاء صندوق للإسهام في أعمار دارفور. إن ما جعل قطر مؤهلة لقيادة عملية تحقيق السلام بدارفور أنها محل قبول بل أنها تحظى بثقة الأطراف المعنية بالقضية خاصة الحركات المسلحة والحكومة السودانية وزعماء قبائل دارفور بجانب أن الدوحة ولاعتبارات سياستها الخارجية المتوازنة أصبحت فاعلاً دولياً مهماً ولذلك فهي تحظى بالتأييد والسند الدولي.