وضعت زيارة رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت المفاجئة إلى دولة الاحتلال الاسرائيلي، الرأي العام العربي والسوداني أمام تساؤلات مشروعة حول الأهداف الحقيقية للزيارة التي تتزامن مع تطورات بالغة الأهمية تمر بها المنطقة. وتحدثت وسائل إعلام عربية عن أن إسرائيل تبحث عن أصدقاء جدد في المنطقة لتخوفها من المستقبل عقب صعود الإسلاميين في عدة دول عربية لا سيما تونس والمغرب وليبيا، وتوقعات بحصولهم على نسبة كبيرة في البرلمان المصري. بينما يرى مراقبون أن الزيارة تحمل عنواناً واحداً عريضاً هو بحث الجنوب عن مزيد من التسليح الاسرائيلي الذي يهدد بنشوب حرب مع السودان، خاصة أن دولة الجنوب تلعب أدواراً بالوكالة عن اسرائيل وبعض القوى الغربية التي تدعم تأزيم الأوضاع في مناطق دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. وليس أدل على ذلك من احتضان جوبا للحركات المتمردة في دارفور بعد أن فقدت المأوى بسقوط نظام العقيد القذافي وتطبيع العلاقات بين الخرطوم وأنجمينا، فضلاً عن دعمها للمتمردين في الولايات الحدودية المتاخمة للجنوب، وهو ما دعا السودان لتقديم شكوى لمجلس الأمن الدولي ضد ممارسات حكومة الجنوب التي تؤدي لزعزعة الأوضاع الأمنية في ولاياته. ويعتبر مراقبون أن الزيارة المتسرعة ستضع علاقة الدولة الوليدة التي تعانى من آثار الانفصال عن السودان مع الدول العربية على المحك، خاصة أنها قد تعني تضحية جنوب السودان بإقامة علاقات مع العرب، يستفيد بموجبها من امكانياتها الهائلة في الاستثمار والتجارة أسوة بجاره السودان الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع محيطه العربي مكنته من الاستفادة من كثير من المزايا التي تصب في صالح اقتصاده. فجنوب السودان يتباهى بعلاقات جيدة مع دول شرق أفريقيا الغارقة في مشاكلها الداخلية والتي تعاني اقتصاداتها من آثار الحروب والكوارث التي أقعدت بها عن النماء والتطور. كما أنه لا يدرك أنه سيظل تحت لعبة الضغوط والابتزاز الغربي المتواصل إن هو عوّل على الولاياتالمتحدة في حل اشكالاته الاقتصادية.