الخرطوم : الصحافة (smc) توجه رئيس الكنغو دينيس ساسو نغيسو إلى أنجمينا أمس لتكملة الوساطة التي بدأها بالخرطوم لنزع فتيل التوتر بين البلدين ،وبدا متفائلاً لنجاح مهمته،بينما شدد الرئيس عمر البشير على أن أي اتفاق مع تشاد «لابد أن يتمخض عنه وقف للأعمال العدائية، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للسودان بالكف عن دعم حركات التمرد في دارفور». وأنهى الرئيس الكونغولي أمس زيارة رسمية للبلاد استغرقت يومين، بالتوقيع على مذكرة تفاهم تتعلق بإقامة سفارتين في عاصمتي البلدين، واتفقا على تفعيل كافة آليات التعاون المشترك لترقية التمثيل الدبلوماسي، ودعم اطر التنسيق والتعاون بين البلدين. وأعلن نغيسو، في مؤتمر صحافي مشترك مع البشير أمس عن زيارة رسمية إلى أنجمينا لمواصلة محادثات الصلح، وقال «إن جهودنا لن تنتهي، ولن نمل المحاولات من اجل التوصل إلى حل سلمي من شأنه أن يصب في مصلحة أفريقيا ككل»، مشيرا إلى أن السبب الرئيسي لزيارته للخرطوم تمثل في بحث تطبيع العلاقات بينها وانجمينا، وإنفاذ اتفاق طرابلس، بجانب بعض المشاكل الإقليمية الأخرى. وأضاف «همنا دائما تنفيذ الاتفاقات، مؤكدا قناعته التامة بأنه لا يمكن للبلدين أن يعيشا إلا في جو تعايش سلمي، كما كان هو الحال دائما». من جانبه ، رهن البشير قبول اتفاق للصلح مع تشاد بوقف كافة الأعمال العدائية، والكف عن دعم الحركات المتمردة بدارفور، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للسودان، إلى جانب وضع أسباب فشل الاتفاقات السابقة في الحسبان. وأكد البشير، خلال المؤتمر الصحافي، حرص السودان على إقامة علاقات جوار طبيعية مع تشاد،معتبراً أن العلاقات بين البلدين معروفة على مستواها الشعبي، ورأى أنهما شعب واحد مقسوم بين دولتين . ونادى البشير بضرورة تبادل المنافع بدلا عن تبادل المعارضات، مشيرا إلى مصلحة الدولتين في تحسين العلاقات، مبدياً موافقته التامة لوساطة الكنغو. واعتبر أن الرئيس دينيس ساسو أكثر المؤهلين لقيادة مبادرة الصلح بين البلدين، بسبب علاقاته الجيدة مع السودان وتشاد وبعض الدول المؤثرة . ووقع الطرفان، على هامش المباحثات، مذكرة تفاهم تتعلق بإقامة سفارتين في عاصمتي البلدين، واتفقا على تفعيل كافة آليات التعاون المشترك لترقية التمثيل الدبلوماسي، ودعم اطر التنسيق والتعاون بين البلدين، وتطرقت المباحثات للعديد من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.