أصبحت ظاهرة التسول من الظواهر الملحوظة في شوارع الخرطوم لدرجة أشتكى منها المارة واللافت أن بعض أصحاب النفوس الضعيفة أستغلوا الأمر حتى بدأ التسول في بعض الأحيان إلى وظيفة أو عمل دائم. وبذلك أخذ البعض ينظر للمتسولين بعين الريبة. في جولة استطلاعية ل(smc) بشوارع الخرطوم استنطقنا عدد من المارة حول ما إذا كان التسول أصبح مهنة يمارسها البعض بشكل دائم؟؟؟! وكانت الحصيلة على النحو التالي: الأستاذة سعاد مصطفى عبدالحافظ الباحثة الإجتماعية السابقة في الإصلاحيات بسجن كوبر قالت شاركن في تنظيم عدة ورش عمل ولكن لم نخرج بأى شئ لأن التسول تطور وبطريقة مخيفة لدرجة تصل للجرائم وحتى غير المحتاجين أصبحوا يتسولوا لذلك لابد من حسم الأمر ووضع قوانين رادعة للحد من الظاهرة.
منال عبدالحميد والتي تعمل بالمجلس القومي لرعاية الأمومة والطفولة وحدة حماية الطفل قالت إنه تم إجتماع يوم الخميس 29/3/2012م بوزارة الرعاية الإجتماعية لطرح مسودة مشروع للحد من الظاهرة ووضع العقوبات للمخالفين وبالنسبة للسودانيين يتم تطبيق العقوبة عليهم وكذلك الأجانب فيتم إبعادهم بعد تطبيق العقوبة عليهم.
نسرين محمد أستاذة علم الإجتماع ترى أن مشكلة التسول تعانى منها أغلب دول العالم نسبة لأسباب إقتصادية أو إجتماعية ويمكن حلها إجتماعياً بتسليط الضوء عليها من خلال الحملات الإعلامية والأنشطة الإجتماعية أو حلها سياسياً بإصدار قرارات من الدولة.
الأستاذ فتح الرحمن محمد بابكر مدير وحدة حماية الطفل بالمركز القومي لرعاية الأمومة والطفولة قال التسول عبارة عن إحتيال وغش وكسب غير مشروع ومدخل لممارسة الإحتيال والجريمة وأن حوالي 90% من التسول الحالي ليس للحاجة وإنما نوع من الكسب الرخيص أستغلت فيه طيبة الشعب السوداني وسهولة إنفعاله بهموم الفقراء والمساكين.
بتول عبدالرحمن الشيخ ضابط صحة قالت إن التسول ظاهرة إجتماعية سلبية إنتشرت بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة وفي الماضي كانت مقترنة بالناس الأكثر فقراً وأصحاب الاعاقات التي لايستطيعون معها ممارسة العمل ولكن للأسف في الفترة الأخيرة أصبحت عبارة عن إحتيال والفقر هو ليس المشكلة بل خلل في شخصية الشخص المتسول ونحتاج إلى تدخل إجتماعي لحل المشكلة وحتى في الإسلام هذه الظاهرة غير مقبولة. كمليا عمر تعمل بمركز المعلومات بالمركز القومي لرعاية الأمومة والطفولة فقالت لابد أن ننظر إلى الشبكات التي خلف هؤلاء المتسولين ففى الشارع العام تجد نفس المتسول كل يوم موجود في نفس المكان مما يؤكد على وجود شبكات متخصصة تقوم بتوزيعهم بغرض التسول والجهد المبزول من قبل وزارة الرعاية الإجتماعية كبير ولكن المشكلة أصحبت أكبر وأصحبت الجهود نقطة في جوف بحر ولابد أن تتم المعالجة حتى لو بقرار سيادي من السيد رئيس الجمهورية. مهتدى المامون عبدالرحمن صحفي قال زادت في الآونة الأخيرة وأصبحت مهنة تدر عليهم أرباحا كبيرة وعبارة عن مظهر من مظاهر الإحتيال كما أنها عبارة عن تجارة يستغل فيها أصحاب النفوس الضعيفة ذوى الإحتياجات الخاصة وأصحاب الأمراض والعاهات لضمهم في شبكات تعمل في التسول مما ينعكس سلباً على نظرة الشعب السوداني للمتسول فأصبح لا يفرق بين المحتاج أو الغير محتاج.