الفريق دانيال كودي أنجلو رئيس الحركة الشعبية (تيار السلام) يعتبر حزب الحركة الشعبية تيار السلام أحد ألاحزاب الداعمة لتحقيق الاستقرار وتوطين ثقافة السلام بولايتى جنوب كردفان والنيل الأزرق ومن أهم المبادئ والرؤى التي يتبناها الحزب إزالة الأخطاء السالبة للحركة الشعبية لتحرير السودان والاستفادة من الأخطاء السابقة بجانب تحقيق طموحات الشعب السوداني وفقاً لمنهج الديمقراطية وقانون مجلس الأحزاب . وللوقوف على اولويات الحزب السياسية فى المرحلة القادمة وموقفه من المشورة الشعبية بولايتى جنوب كردفان والنيل الازرق ، التقى المركز السوداني للخدمات الصحفية الفريق دانيال كودي أنجلو رئيس الحزب فى حوار صريح وشفاف تحدث من خلاله عن أولوياتهم السياسية في المرحلة القادمة مشيرا الى انها تصب في إطار المشاركة الشعبية للخروج من المأزق والتحديات التي يواجهها السودان والعمل على حماية أراضي السودان من التدخلات والمطامع الخارجية . وأبدى كودي رؤيته في المشورة الشعبية بالولايتين موضحا ان قرار الرئيس البشير الرامي لتأجيلها بسبب الظروف الأمنية قرار جيد . واستنكر كودي دعم حكومة الجنوب للحركات الدارفورية المسلحة أو ما يعرف بتحالف كاودا ، كما تطرق الحديث لمواضيع اخرى متعدده ... فإلى مضابط الحوار: ملامح سياسات وبرامج الحزب .. بدءا سألنا الفريق دانيال كودى عن ملامح سياسات وبرامج حزب الحركة الشعبية (تيار السلام) وهل سيكون حزبا قوميا ام سيركز على قضايا الولايتين ؟ فأجاب بالقول: الحزب يعتبر حزبا وطنيا في المقام الأول ويتميز بمبادئ ورؤى وبرامج تصب في إطار مصالح الوطن العليا إضافة لذلك يعمل على إزاحة الآثار السالبة التي تركتها الحركة الشعبية لتحرير السودان والاستفادة من كل أخطائها السابقة، وسيعمل الحزب وفقاً لمبادئ الديمقراطية السائدة والوقوف مع برامج التنمية والعمل على تحقيق طموحات الشعب السوداني فى السلام والاستقرار وبالتالى فهو حزب قومي وفقاً لقانون مجلس الأحزاب ، بعيداً عن الجهوية. وفى هذا الاطار فنحن لدينا أولويات سياسية للعمل على نشر ثقافة السلام والمشاركة الشعبية للخروج من المأزق والتحديات التي يواجهها السودان ولذلك نرى انه على جميع القطاعات ان تعمل على ترسيخ الهوية بأن نكون سودانيين ونعمل على حماية أراضي السودان من التدخلات والمطامع الخارجية التي تحيط به بغض النظر عن الانتماءات القبلية والدينية ، والعمل على وضع الحلول المناسبة لقضايانا بالتضامن مع كافة ألوان الطيف السياسي والاجتماعي والثقافى في السودان. ماذا عن جهودكم لإكمال عملية المشورة الشعبية ؟ نحن نرى ان قرار الرئيس البشير حول المشورة الشعبية قرار صائب لأن الأوضاع في الولايتين لا تسمح بإجرائها ووفقاً لنصوص اتفاقية السلام الشامل التي تتضمن ثمانية نقاط والتي من أولها هو أخذ آراء المواطنين بالولايتين حول رؤيتهم في تبعية الولايتين ومستقبلها وذكرت في المبادرة الأولى بأنه لابد من إيقاف الحرب وتحسين الوضع الإنساني بجانب إكمال الترتيبات الأمنية لتسيير العملية على وجهها الصحيح وعندما كنا نتفاوض عبر اتفاقية نيفاشا كنا نتبع لفصيل واحد ولكن الآن مواطنو الولايتين ينتمون لكافة الأحزاب السياسية من الأمة، البعث، المؤتمر الوطني وغيرها، لذلك لابد من إفساح المجال للمواطنين بالولايتين لاستطلاع آرائهم. ماهو دوركم فى نزع فتيل الأزمة بالولايتين ؟ أولاً نحن نستنكر الحرب وندين كل من يبدأ بالعمل على زعزعة الاستقرار بالولايتين والدليل على ذلك كنت مستشار سلفاكير لشؤون الولايات وعندما اندلعت الحرب في السادس من يونيو اجريت اتصالاً مع عبد العزيز الحلو ومولانا أحمد هارون بأن من يبدأ الحرب سنكون ضده لأنها تدمر كل شيء وتعمل على زعزعة الأمن والاستقرار وذلك لخبرتنا العسكرية الطويلة في مجال الحرب ، لذلك وضعنا الاتفاقية موضع التنفيذ، وثانياً تركت منصبي في حكومة الجنوب لكي أعلن بأنني ضد الحرب ولابد أن نسعى لإحلال السلام بالولايتين ولذلك أنا مهتم جداً بألا تكون جنوب كردفان ساحة للحرب بين الشمال والجنوب ، لأن المتضررين أولاً هم أهلنا ، ولكن للأسف الشديد تم تكوين ما يعرف بالجبهة الثورية والتى لا يوجد فيها أحد من قيادات النوبة ، ولكن معظم مقاتليها وبما يقارب 86.3% من أبناء جبال النوبة ، بمعنى أنهم سيستخدمون أبناء النوبة لتحقيق أهدافهم وليس لأحد منهم طموحات لإسقاط نظام الخرطوم إنما هي حرب وخسارة لشعب جبال النوبة كشعب أصيل في منطقة جبال النوبة ولذلك نرى ان الشعب السوداني سواء بالجنوب أو الشمال لا يحتاجون للحرب ونحن من المفترض أن نكون ضمن خطة الترتيبات الأمنية وكنت عضوا في لجنة الترتيبات التي تعمل في عدة محاور ورأينا أن قوات الجيش الشعبى بالولايتين تتبع لقيادة سلفاكير. وبالتالى هم الآن تحت رئاسة حكومة الجنوب وفي نفس الوقت ان الرئيس البشير على رئاسة القوات المسلحة فلماذا لا يجلس الطرفين كزعماء لدولتين متعايشتين على مر الأزمان ، والعمل على عدم مساعدة الطرفين لجهات أخرى تعمل على زعزعة الاستقرار بالبلدين وذلك دعما للمصالح المشتركة بينهما وانهاء المنكافات السياسية وإزالة الاحتقان بينهما نسبة لأن الدولتين تتميزا بأطول شريط حدود يبلغ 1200 كلم ومشاركة أبناء النوبة في زمن القتال هي التي اوصلتهم لفصل الجنوب ، ولولا ذلك لاختلفت المعايير وبالتالي فأن أبناء النوبة يقومون بتكرار نفس الخطأ القديم بأن تكون قيادتهم بأيدي أخرى وبالتالى يدفعون الثمن ، وهذا أمرغير مقبول بالنسبة لنا لذلك نناشد بأن يكون لدينا قيادة ولذلك السلام هو أفضل خيار لنا جميعاً. الأطراف المستفيدة من المتاجرة بقضية النوبة ؟ولماذا يعتقل اللواء تلفون؟ نحن لا نريد تكرار الخطأ السابق باستخدام أبناء النوبة الذي أصبح هاجس ولأغراض لا نستفيد منها في منطقة جبال النوبة انما تقود للموت والدمار والتشريد وغيره ، واعتقال اللواء تلفون كوكو يعتبر سياسي وليس عسكري والدليل على ذلك عندما كنا في طريقنا للولاية لمساعدة الحلو في حكم الولاية وعقدنا اجتماع للاتفاق حول ذلك واتفقنا على أن يسافر اللواء خميس جلاب للخرطوم لأنه كان وزير دولة بالثروة الحيوانية وكان اللواء تلفون كوكو المبعوث الشخصي لسلفاكير لشؤون ولاية جنوب كردفان وعملت ترتيبات ومعي تلفون لإرسال عرباتنا للخرطوم ونحن نسافر عبر الجو للخرطوم ومن ثم نذهب لكادوقلي وفي هذه الأثناء طلب اللواء تلفون إجازة من قاعدة بلغام وفي هذا التوقيت تم اعتقال اللواء تلفون كوكو للحيلولة دون الذهاب للولاية والمسئول عن الاعتقال هو عبد العزيز الحلو لتخوفه منه في خلق مضايقات في حكم الولاية ولذلك هذه جريمة سياسية ولابد من حكومة السودان من التدخل لإطلاق سراحه لأنه أصبح مواطن سوداني ولم يرتكب جريمة يعاقب عليها وإنما تم احتجازه لاعتبارات أخرى لم يراعى فيها مبدأ التعايش السلمي ولذلك نوجه نداء لكل الأطراف السياسية المعنية والمجتمع المدني لإطلاق سراحه. انت متهم بتشكيل الحزب بايعاذ من المؤتمر الوطنى؟ إجاب (ضاحكاً) أولاً .. أنا لديّ شخصية اعتبارية واعتز بذلك كثيراً ولا انصاع لإملاءات الآخرين وتصوراتهم وبرامجهم ولكن إذا جئنا للواقع السياسي أنا عضو مجلس الشعب المفوض منذ عام 1982م والذين عاصروني في ذلك الوقت علي عثمان ويس عمر الإمام وغيرهم ولذلك تجربتي السياسية قديمة ولدى علاقات سياسية مع المعارضين القدامى مثل الصادق المهدي، محمد عثمان الميرغني وهذا الحزب تم تكوينه بمبادئ ورؤى وأهداف وبرامج لتحقيق مصالحنا ولابد من ان تكون لنا علاقات مع القوى السياسية بما فيها المؤتمر الوطني وإلا حملت السلاح من الجنوب وصرت معارض في جبال النوبة وهذه قناعتنا وتضحيتنا كقيادات للنوبة في الوقت الذي هرب فيه قيادات النوبة للجنوب ولذلك هذا قرار شجاع لإعلان مبادرتي لتوفير الحماية لمنسوبي الحركة الشعبية بمفهوم حماية الوطن. ولكن ليس لديكم نواب في المجلس الوطني فكيف تستطيعون خدمة قواعدكم؟ هذا سؤال مهم جداً ... فنحن كحزب بعد أن تم تسجيلنا في مجلس الأحزاب كان لدينا (4) نواب في المجلس وعندما اندلعت الحرب ذهب ثلاثة منهم ، وكذلك لدينا نواب في مجلس ولاية النيل الأزرق ولذلك قمنا بتثيبت الذين يوجودون الآن وهذا اتفاق على مستوى الرئاسة بالرغم من شطب اسم الحركة الشعبية لتحرير السودان وتم حجب العضوية ولذلك هذا جانب إداري سياسي طارئ لكي يظل الذين لم يختاروا الحرب في مواقعهم. وفي انتخابات الولاية التكميلية فازت الحركة الشعبية بواحد وعشرين معقدا والمؤتمر الوطني 32 مقعدا وهي مكملة لبعضها ولكن بعد اندلاع الحرب صار لا يوجد تمثيل للحركة والذين يوجودون في مجلس تشريعي الولاية ينتمون للمؤتمر الوطني وبالتالي تم تكوين حكومة ذات قاعدة عريضة بالولاية ولذلك لابد من تشكيل المجلس من قاعدة عريضة بعد تجاوز الترتيبات واللوائح الدستورية واستمرار دولاب الدولة عبر مجلس تشريعي فاعل واجرينا ترتيبات مع مولانا أحمد هارون واتفقنا على ذلك. إذن لماذا فشلت مبادرتكم لوقف الحرب والإصلاح بين المتحاربين؟ الذين قالوا ذلك هم الفاشلون في هذا التقييم ونحن لدينا ترتيبات عسكرية لإيقاف الحرب والعمل على نشر ثقافة السلام وهي ترتيبات سنفصح عنها لاحقاً ، لا نريد الكشف عنها الآن وعلى الذين يفتقدون المبادرة ان يذهبوا للولاية ليروا كم عدد العائدين للولاية وكذلك عليهم استطلاع الآراء في الطرف الآخر لكي يقفوا على آرائهم حول المبادرة.