حول تطوير الجبهة الديمقراطية .. حصيلة نقاشات سلسلة من اللقاءات السرية ظلت تتواصل تضم أعضاء المكتب السياسي والغرض من تلك الاجتماعات واللقاءات .. بحث مشكلات الجبهة الديمقراطية .. فماذا كانت الحصيلة ؟! أول ما استرعى انتباه الرفاق وحثهم على الجلوس – باعترافهم – طبيعة عمل الجبهة الديمقراطية ذاتها وفشلها في التعبير عن تطلعات الجماهير الطلابية وتأليف التحالف الواسع الذي يجب ان يضم شتات الناغمين على (ديمقراطية) الجبهة (الفاشستية) ! وكذلك ركزت على محور البناء التنظيمي (الجديد) للجبهة الديمقراطية والقضايا المتعلقة بتطوير النظام (الداخلي) للج.د .. ولم تغب على فطنة (الرفاق) الجدد أن النظام الداخلي (قيد العمل به) ، والمنسوخ من النظام المعمول به داخل الحزب (الأب) ، أنه أحد الأسباب الرئيسية للأزمة الذاتية للج.د بحيثيات أن : (1) لائحة الجبهة الديمقراطية المعمول بها لم تعبر عن (الطبيعة) المرجوة له مما أدى إلى عزوف أعداد (غالبة) من الطلاب من الانضمام .. وآخرون ترهلوا بفعل تلك اللوائح والعجز عن التواؤم معها . (2) النظام الداخلي للج.د أسهم في تقليل فاعلية ونفوذ ج.د السياسي والجماهيري ، وغياب المنابر المتخصصة داخل ج.د والتي تعنى بقضايا البرنامج ، وبالتالي انحسر نشاط ج.د وفقدت وجودها في ميادين النشاط الثقافي والاجتماعي . (3) أصبحت لائحة الجبهة الديمقراطية – بوجهة نظر المكتب السياسي – اساساً للعلاقة الشائهة بين فرع الحزب والجبهة الديمقراطية . والتي اتسمت بالصراعات حول الصلاحيات ، واخذت طابع التنافس اضافة الى ازدواجية النشاط وتكراره . مقترحات وافكار (الرفاق) لتطوير ال ج.د كان من رأي المناقشين من اعضاء المكتب السياسي للج.د الآتي : 1- تطوير النظام الداخلي بما يضمن (الجاذبية) لدائرة الاستهداف والفاعلية ضمن البرامج السياسية والصراعات على الساحة . 2- انماء حالة الصراع الفكري بين (الخصوم) في حين اذكاء الديمقراطية المركزية كأداة للقرار السياسي داخل أجهزة الج.د . 3- تبسيط طريقة واجراءات نيل العضوية .. واستهداف ابناء الاقليات والمغتربين والمتأثرين بسياسات الجبهة . واحداث حالة من (التغيير الاجتماعي) الذي يستدعي محاربة (تأصيل) الجبهة للمجتمع . 4- وفيما يتعلق بناء الهيكل كان من رأي "وادي حلفا" : بناء هيكل للجبهة الديمقراطية على أسس جديدة (لتحقيق ما سبق) ، على أساس المكاتب النوعية (الفئوية) .. ثقافي أكاديمي ، مكتب المرأة والطالبات ، العمل النقابي وصراع الخدمات ، الى جانب اساس جهوي (.. مكتب القوميات !) . الديمقراطية المركزية هل تضمن الوحدة التنظيمية ؟! قطع (الرفاق) في واد حلفا – المكتب السياسي للج.د – أن مبدأ الديمقراطية المركزية سيضمن الوحدة التنظيمية من خلال وحدة القيادة ، وهو الامر الذي عانت منه الج.د طيلة السنوات الماضية ، وتضمن الوحدة الفكرية والسياسية .. ومن تدابير الديمقراطية المركزية ان يتم الاحتفاظ بالقيادة الموحدة للمكاتب السياسية والتنظيمية . لكن الرفاق اتخذوا من المحاذير .. عواقب وخيمة يقضي اليه التطبيق (غير المسئول) : - ضعف القبضة التنظيمية على تنظيم الجبهة الديمقراطية (انحسار ديكتاتورية القيادة) . - ضعف الوحدة السياسية والفكرية بين العضوية (التفلت وتسيب العضوية) . بين أساس (الكليات) والاساسي النوعي من رأي الج.د .. هناك ميزة ربط (الرفاق) واذكاء (النضال) ضد ديكتاتورية القوى الرجعية (الجبهة – الأمة والاتحادي المشاركين) .. في حال العمل باساس الكليات لما يؤدي من ربط بواقع الصراع مع القوى المذكورة . وعن الاصلاحات الهيكلية والادارية تعمد الج.د الى تقليص المستويات الادارية (من خلال زيادة عدد عضوية الهيئات) .. فيما تحتفظ الهيئات القائدة بمعدلات استقرارها (ديكتاتورية) . صراع الج.د مع فروع الحزب بالجامعات الهزائم المتكررة التي عصفت بأداء (الرفاق) وحجمت مدى النضال اليومي لاستعادة المنابر والديمقراطية (المفقودة) .. جزء من أسباب ذلك .. رئيسي .. يعود لحالة الصراع وتداخل الاختصاصات بين الج.د وفروع الحزب في المجالات الجامعية المختلفة .. لذلك رأى (رفاق) وادي حلفا : - مركزية الجبهة الديمقراطية للطلاب السودانيين هيئة تنسيقية وليست قيادة للمجالات (ترك المجالات لقيادات الفروع !) . - شأن أي عملية تجديد ، فان تطوير الجبهة الديمقراطية ، ضرورة لا يمكن انفاذها دون : (1) مراعاة الظرف السياسي .. وعقد التوازنات الضرورية التي تجري خلالها عملية التطوير . (2) توافر النضج الفكري ، بنضال الرفاق القدامى والجدد ، ومساهمات الزملاء في افساد ما يزرعه برنامج الجبهة (الرجعي) . والتوحد حول ذلك من عضوية الج.د (الملتزمة) بأوسع شكل ممكن . خاتمة المطاف .. وحصيلة نقاشات الرفاق ملخص حيثيات نقاش وادي حلفا حول القضية .. ضرورة تطوير اساليب وادوات الصراع بالنسبة للج.د مع منع تداخل المهام والاختصاصات بينها وفروع الحزب بالجامعات .فضلاً عن انتهاج الديمقراطية المركزية .. ودكتاتورية المكاتب القيادية كفضيلة (يثاب) عليها الرفيق في طريق نضاله نحو عالم تقدمي ومتحرر !.