شهدت الفترة الماضية تزايداً في أسعار السلع الاستهلاكية على الرغم من الجهود الرسمية المبذولة لتخفيض أسعارها. وقد شرعت ولاية الخرطوم في إنشاء أعداد كبيرة من مراكز بيع السلع الاستهلاكية المدعومة والمخفضة في الأحياء والأسواق لمجابهة موجة الغلاء التي تجتاح الأسواق ولتكون سداً منيعاً ضد جشع التجار وضعاف النفوس من المتاجرين بقوت الشعب. (smc) طافت أسواق الخرطوم لتستطلع آراء الناس حول رؤيتهم لدور مراكز البيع المخفض وما إذا كانت قد لعبت دوراً ايجابياً في تخفيف أعباء المعيشة على المواطنين وهل استطاعت حل قضية ارتفاع الأسعار.. فكانت الحصيلة على النحو التالي: محمد سيدأحمد موظف بالميناء البري قال فكرة المجمعات الاستهلاكية ممتازة ولكن هنالك قصور في المتابعة لأن أغلبية هذه المراكز لا توجد عليها رقابة بجانب عدم تناسب الحصص من المواد الاستهلاكية مع الكثافة السكانية بمناطق توزيعها ولابد من وجود سقف إستراتيجي للسلعة الاستهلاكية وذات التردد العالي وهنالك قصور في بعض المراكز حيث تسرب السلع من المراكز إلى التجار بجانب عدم مناسبة التوزيع الجغرافي لهذه المراكز فهنالك مراكز بعيدة عن أماكن المواطنين. الحسين الصديق طالب بجامعة الرباط كلية الإقتصاد قال هذه المراكز لم تحل أى مشكلة للمواطن لأن فرق السعر بينها والمحلات العادية بسيط جداً كما لا تتوفر كثير من السلع المهمة. على محمدأحمد طبيب بيطرى قال إنها فكرة ممتازة جداً وقد أسهمت كثيراً في رفع المعاناة عن كثير من المواطنين بتوفير عدد كبير من السلع الاستهلاكية وبأسعار مخفضة كما أسهمت كثيراً في خفض أسعار سلع كثيرة في السوق الموازى لأن المواطنين أصبحوا يترددون كثيراً على المجمعات الأستهلاكية المخفضة مما أدى إلى ركود حاد للسلع في المجمعات التجارية العادية. الوضاح جعفر أعمال الحرة قال هذه المجمعات أسهمت كثيراً في تخفيض الأسعار في الأسواق وأن عمل هذه المجمعات منذ لحظة وصول السلع إليها وحتى بيعها للمواطن تسير بصورة أكثر من ممتازة ولكن هنالك بعض التجار من أصحاب النفوس الضعيفة يقومون بإرسال المواطنين لشراء السلع المدعومة والبائع في المركز لا يفرق بين المواطن المحتاج لهذه السلعة وبين المواطن الذى أرسله التجار فمثل هذه الممارسات هى التي تؤدى إلى الحد من فائدة هذه المجمعات لأن التجار يخزنون السلع ويقومون ببيعها بأسعار عالية في أوقات الندرة وهو ما يؤدي إلى زيادة الأسعار. ياسين أحمد كدودة أعمال حرة قال مجمعات بيع السلع الإستهلاكية فكرتها ممتازة وهي خطوة جادة لمحاربة جشع التجار ولكن غياب الرقابة عليها أدى إلى أن تصبح أسعارها مثل المجمعات التجارية العادية وأفضل هذه المجمعات التي توزع اللحوم فسعرها يتناسب مع المواطنين وأنا شخصياً أتردد يومياً عليها. آمنة حسن ربة منزل قالت إن هذه المجمعات وفرت الكثير من السلع التي لم تكن في متناول اليد نسبة لإرتفاع أسعارها بجانب أنها أصبحت تنافس المتاجر العادية وأنا يومياً أقوم بشراء ما أحتاجه من مواد أستهلاكية دون أية مشقة أو عناء بسعر ثابت من هذه المجمعات ولابد من زيادة أعدادها لتغطية كافة إحتياجات المواطنين في جميع المناطق وتخفيف أعباء المعيشة عليهم. بعد هذه الآراء المختلفة ما بين مؤيد للمجمعات الإستهلاكية وبين منتقد لأدائها كان لابد من أن نستطلع عينة من أصحاب هذه المجمعات فكان أن التقينا ب(بشير دفع الله) قال العمل في هذه المجمعات يسير بصورة أكثر من ممتازة والاقبال عليها كبير من المواطنين والحصص التي تسلمنا لها المحلية من السلع المدعومة تأتينا أول بأول ولا يوجد أي تعقيد فيها أو تأخير إلا أن هنالك بعض ما يؤخذ على المواطنين فبعضهم يقوم بشراء السلع المدعومة لصالح التجار لتباع بأسعار عالية.