انتقد الخبير الاقتصادي وزير المالية الأسبق الدكتور عبد الرحيم حمدي بطء تنفيذ سياسات بنك السودان المركزي الاقتصادية الإسلامية واستعرض خلال فعاليات المنتدى الاقتصادي الذي أقيم بقاعة الصداقة بالخرطوم تحت شعار الاقتصاد الإسلامي وحركة الاقتصاد العالمي تجربة السودان في ذلك المجال. وطالب حمدي من خلال الورقة التي قدمها بنماذج عملية في إدارة الشأن العام والاقتصاد والتجارة ونظم التمويل المصرفي في الدولة قائلاً إن أغلب البنوك السودانية لم تدير سياساتها المالية بطرق إسلامية صحيحة، كاشفاً عن خروج 40% من السودانيين خارج الدورة الاقتصادية وعزا حمدي ذلك الأمر إلى عدم تطبيق النظم المصرفية الإسلامية بصورة سليمة. وأشار حمدي إلى أن تجربة الفكر الاقتصادي الإسلامي في البلاد ساهمت في رسم أقدار الناس اجتماعياً واقتصادياً باعتبار أن تجربة الحركة الإسلامية لديها أكثر من (23) عاماً وقفت سنداً قوياً وراء ذلك الأمر. وحول التجربة الإسلامية الاقتصادية في المجال الزراعي قال حمدي إن ثورة الإنقاذ خصصت للزراعة أسبقية في التمويل فارتفعت المساحة المزروعة من 3% إلى 40% مما يؤكد نجاح أسلمة الاقتصاد الزراعي. من جانبه أشار الدكتور أحمد المجذوب الخبير الاقتصادي أن الاقتصاد الإسلامي هو المخرج الوحيد للعالم من كافة أزماته السياسية والاجتماعية والاقتصادية، مبيناً أن السودان انتقل من الشعارات إلى النظرية والتطبيق معتبراً في ذات الوقت أنه لا يوجد نظام اقتصادي واحد وإنما مجموعة مذاهب مختلفة تدير الاقتصاد الإسلامي والعالمي. وفي سياق متصل اعتبر الدكتور عبد المنعم محمد الطيب الخبير الاقتصادي والمصرفي أن المصارف الإسلامية مؤسسات مصرفية حديثة النشأة لم يتجاوز عمرها ال(4) عقود، مشيراً إلى أنها باشرت أعمالها في بيئة مصرفية تسيطر عليها الصيرفة التقليدية، مضيفاً أن السودان طبق المنهج الاقتصادي الإسلامي المتكامل العام 1977 لافتاً إلى أن البنك المركزي لعب دوراً كبيراً في إدارة النظام المصرفي الإسلامي. وأشار محمد الطيب إلى فكرة تطبيق النظام المصرفي الثنائي والذي جاء نتيجة لاتفاقية السلام الشامل العام 2005م والتي وقعت بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ليتم من خلاله توزيع الثروة والسلطة والسياسات النقدية. من جهته ألمح الخبير الاقتصادي الأستاذ عمر الفاورق أحمد الأمين إلى تجربة التأمين الإسلامي في السودان ونشأته في الإطار الفقهي والاعتبارات الشخصية وواقع التأمين الإسلامي اليوم وفوائده المختلفة على الدولة والجمهور بجانب تطرقه لتجربة التأمين التعاوني الإسلامي.