خلال السنوات الفائتة كانت الأسر والفتيات تتهافت على العريس المغترب باعتبار ان الاغتراب كان طريقاً ممهداً للثراء و (الترطيبة) كان وقتها المغترب يختار شريكة حياته من شرائط الفيديو التي كانت ترسل لهم ليشاهدونها في بلاد الغربة أو غيرها من أشكال الخطوبة.. المتغرب حينما تحط أقدامه البلد أو قريته أو مدينته يأتي محملاً بالشنط والهدايا ويبدو في قمة أناقته ووسامته يفوح منه العطر الجميل فتتهافت عليه بنات الأهل والجيران بيد ان الواقع تغير كثيراً خلال السنوات الخمس الأخيرة حيث تراجعت شعبية العريس المغترب خاصة بعد الأزمات الاقتصادية وارتفاع الأسعار بالخارج وتقليص رواتب المغتربين في بعض الدول واعتماد بعضها على العمالة الوطنية يظهر بالسودان نجوماً جدد وهم المقنبون عن الذهب عبر التعدين الأهلي نجد ان مئات الآلاف من الشباب توجهوا إلى الولايات التي ظهر فيها الذهب بكثافة سواء كانت مناطق ولايات نهر النيل أو وادي بشارة بمنطقة البطانة أو سودري بشمال كردفان والتي صارت قبلة للشباب الباحثين عن الذهب، فالحظ بسم لآلاف الشباب الذين ظفروا بكميات مهولة من الذهب جعلتهم متوفقين مالياً عن المغتربين مما أنعكس على أوضاعهم وأسرهم وبعض قرى شرق الجزيرة وشمال كردفان ظهرت على المعدنين الشباب علامات الدعة والغني، وثمة حركة لافتة في البناء والتعمير ظهرت على قرى تلك المناطق، فبات الشباب يتسابقون على تشييد أبنية فاخرة سقفها (عقد) بدلاً عن الجالوص الذي ودعته بعض القوى وزودت القرى بأحدث أنواع الأثاثات الفاخرة فودعت الأسر عهد الفضيات والسحارات وعناقريب القد، وانتصبت الأطباق الهوائية فوق أسقف المباني الصغيرة وودعت بعض الأسر التلفزيونات الصغيرة التي استبدلت بالشاشات الكبيرة من نوعية الHD وارتفعت معدلات الزواج في تلك المناطق بعد ثورة الذهب العجبية بهزم العريس المغترب أمام المنقبين عن الذهب 6/ صفر.