الاحداث قامت كتلة الممتاز أمس الأول برفع مذكرة الى لجنة الاستئنافات العليا التابعة لاتحاد كرة القدم السوداني والتي يرأسها الأستاذ محمد الشيخ مدني، طالبت من خلالها بالسماح لها بتقديم طلب الاستئناف ضد قرار اللجنة المنظمة المتعلق بمباراة الهلال والنيل الحصاحيصا نيابة عن نادي الهلال.. واستندت الكتلة في طلبها هذا الى أن القرار المذكور أدخل الرياضة بالبلاد في أزمة حقيقية قد تؤدي الى الحاق كثير من الضرر بالأندية والمنتخبات القومية بمختلف مستوياتها.. وحملت المذكرة توقيعات الممثلين لأحد عشر نادياً من ضمنهم ناديا النيل الحصاحيصا والمريخ العاصمي.. وجاءت هذه المذكرة نتاجاً لتحركات قادتها مجموعة من الشخصيات بقيادة الأستاذ مبارك الكودة وذلك في أعقاب اعلان نادي الهلال عن انسحابه الرسمي من المشاركة في الدورة الثانية للدوري الممتاز اذا لم يتم برمجة مباراته مثار المشكلة تنفيذاً لقرار الوزير السيد محمد يوسف عبدالله رقم (8) الصادر بتاريخ (25/8/2008م). وتزامنت مذكرة كتلة الممتاز المرفوعة للجنة الاستئنافات العليا مع طلب قدمه لها السيد المستشار القانوني لوزارة الشباب والثقافة والرياضة لفحص قرار اللجنة المنظمة التابعة للاتحاد العام بخصوص مباراة الهلال والنيل.. وقد جاء رد لجنة الاستئنافات العليا سريعاً حيث أصدرت قراراً بقبول طلب الفحص ومخاطبة أطراف القضية لموافاتها بالوقائع والحيثيات خلال فترة لا تتعدى سبعة أيام، الى جانب تأجيل مباراة الهلال والنيل من اليوم الاثنين الى حين النظر في الاستئناف المقدم من كتلة الممتاز.. وقد استندت لجنة الاستئنافات في قراراتها على أن قرار السيد الوزير رقم (44) الفقرة الثالثة (الغاء منافسة الدوري الممتاز للعام (2008م)) قد صدر بعد انقضاء (24) ساعة فقط من قرار اللجنة المنظمة مما جعل استخدام نادي الهلال لحقه القانوني في الاستئناف حسب النظام الاساسي واللوائح خلال (48) ساعة غير ممكن. ووتتابعت الأحداث بسرعة بالغة حيث أصدر مجلس ادارة نادي المريخ مساء أمس الأول بياناً خطيراً حمل توقيع أمينه العام الاستاذ محمد جعفر قريش جاء فيه: ( يؤكد نادي المريخ بان موقفه حيال الازمة الناشبة بين نادي الهلال والاتحاد العام من جهة ووزارة الثقافة والشباب والرياضة من جهة أخرى لا يزال ثابتا ولم يتغير البتة ويتلخص في ان الحل الوحيد للمشكلة لابد ان يتم في اطار القوانين واللوائح المنظمة للحركة الرياضية وتحت اشراف المؤسسات الرياضية الشرعية القائمة بدون تدخلات من اي جهة للتأثير على القرار.. مع كل الاحترام والتقدير لرأي الاخوة في كتلة الممتاز والتي اجتمعت نهار السبت 9/8 بفندق السلام روتانا بما فيها رئيس الكتلة (مندوب المريخ) وتوجهها للالتفاف حول القانون بالاستئناف للجنة الاستئنافات العليا نيابة عن نادي الهلال وهو النادي الوحيد الذي رفض الحضور للاجتماع المذكور بل اعلن صراحة بانه غير معني بقرار اللجنة المنظمة ولن يستأنف القرار فهذا تحايل واضح على القانون باسم اعادة طلب وفحص قرار اللجنة المنظمة.. وهي سابقة خطيرة في تخطي القوانين واللوائح واجراءات التقاضي.. إن أي حل مقترح للمشكلة يتجاوز القوانين واللوائح يمثل سابقة خطيرة جدا في مسار الكرة السودانية ويمكن لاي نادى يتمرد على الشرعية في المستقبل استخدام سلاح الانسحاب والضغط الجماهيري مهما كانت المبررات الواهية وحينها فعلى كرة القدم السودانية السلام.. عليه فان مجلس المريخ سيناهض اي مقترح فيه تجاوز والتفاف حول القوانين واللوائح وطريقة التقاضى كما ناهضنا من قبل المساس باهلية وديمقراطية الحركة الرياضية).. وكرد منه على بيان مجلسه أكد الاستاذ عبدالقادر همت مساعد رئيس نادي المريخ ورئيس كتلة أندية الممتاز خلال تصريحاته لصحيفة المشاهد أمس على أن جميع الخطوات التي تمت وافق عليها رئيس النادي جمال الوالي الذي أشار الى أنه كان على اتصال دائم معه وأضاف: (أخذت موافقة رئيس النادي قبل التوقيع على المذكرة).. وظهر الأمس هاتفت (الأحداث) الاستاذ خالد سيد أحمد المستشار القانوني السابق لنادي المريخ للتعليق على التطورات الأخيرة لقضية الموسم بما فيها بيان نادي المريخ حيث قال في هذا الاطار: (مجلس ادارة نادي المريخ باصداره لهذا البيان اكد على عدم احترامه للمؤسسية وسيخسر اتفاق أندية الممتاز على رئاسته لكتلتها.. يبدو أن قرار رفع الاستئناف نيابة عن نادي الهلال تم بالأغلبية الميكانيكية التي احترمها رئيس الكتلة الاستاذ عبدالقادر همت ولكن مجلس المريخ خذله بتنصله عن الاتفاق الذي تم). من الأشياء التي أثارت الجدل في أعقاب مذكرة كتلة الممتاز أنها حملت توقيع رئيس نادي النيل الحصاحيصا الأستاذ معتز محمود وهو ما عنى ضمناً تراجع النادي عن جميع مواقفه السابقة والتي أعلن من خلالها رفضه التام لأي اتجاه لحل القضية يحرم النيل من حقه القانوني الذي أثبتته له اللجنة المنظمة.. وللوقوف على الأسباب التي أدت لتراجع النيل عن موقفه السابق استنطقت (الأحداث) الأستاذ ياسر محمود عضو مجلس ادارة نادي النيل الحصاحيصا الذي قال: (فلنعترف جميعاً بأن القضية أصبحت شائكة وتشعبت كثيراً لذلك كان لا بد لنا من أن نحتكم لصوت العقل ونجلس مع الجميع من أجل الوصول الى حل يرضي جميع الأطراف).. وأكد محمود على أحقيتهم بكسب نقاط مباراتهم أمام الهلال الثلاث ولكنه قال: (الواقع يقول أن استمرار هذه القضية وبشكلها السابق كاد أن يؤدي بنا لعهود الرياضة الجماهيرية.. الغاء الدوري الممتاز لن يؤثر على الأندية التي تلعب فيه فقط بل سيتجاوزها الى بقية اندية السودان).. واختتم ياسر حديثه بالتاكيد على أن تراجعهم عن موقفهم السابق لا يعد تنازلاً بل هو شموخ وكبرياء عرف بها أهل النيل الحصاحيصا.. ومن جانبه هاجم الاستاذ خالد سيد أحمد موقف نادي النيل قائلاً: (القانون منح النيل نقاط مباراته أمام الهلال وليس له الحق في أن يعترض على حكم القانون.. أعتقد أن موقف النيل منذ البداية لم يكن واضحاً وكان متأثراً بما يحدث حوله لذلك لم أستغرب موقفهم الأخير). أما الأستاذ محمد سيد احمد رئيس اتحاد الكرة بالحصاحيصا فقد خالف موقفه موقف النيل الحصاحيصا المبدئي الداعم لكتلة الممتاز حيث قال خلال تصريحاته ل(الأحداث) ظهر الأمس: (أعتقد أن هذه المذكرة سقطة ادارية كبرى وقع فيها كل من شارك في صناعتها باعتبار أن من يقوم بهذه الخطوة يجب أن يكون هو الطرف المتضرر، وطيلة عملنا بالوسط الرياضي والسياسي لم نسمع باستئناف قدم بالوكالة).. وأضاف : (لجنة الاستئنافات قبلت الاستئناف شكلاً واستندت في ذلك على خيوط واهية ممثلة في جملة (عدالة قضية الهلال)ن ما حدث سيفتح عليها وعلينا أبواباً لن نستطيع اغلاقها خلال مقبل الأيام فماذا سنقول لنادي تأخر عن تقديم الطعن خلال فترة السماحية المحددة ب(48) ساعة وجاء بعد ذلك واعتذر بحجة عدم اكماله لرسوم الاستئناف.. وبهذه المناسبة هل دفعت رسوم هذا الاستئناف الذي تقدمت به أندية الممتاز نيابة عن نادي الهلال).. وتابع رئيس اتحاد الحصاحيصا: (لا يمكن أن يحاسب برئ بجريرة مذنب.. المسألة واضحة تماماً فكل ما يحدث الآن هو امتداد لصراع شخصي يقوده رئيس نادي الهلال ضد الدكتور كمال حامد شداد رئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم.. والسبب في ذلك يعود الى انتخابات الاتحاد الأخيرة والتي فشل خلالها ادريس في مقارعة الاجماع الكبير الذي ناله شداد.. وعموماً هي حرب بين من الذين ارتضوا أهلية وديمقراطية الحركة الرياضية وبين الذين حاربوها وسيحاربوها).. وأكد محمد على عدالة القضية الحالية مشيراً في ذات الوقت الى أنهم لن يقبلون بأنصاف الحلول وطلب من الدكتور كمال حامد شداد والأستاذ محمد الشيخ مدني أن لا يغفلوا عن تطبيق القانون بحذافيره وأضاف: (لن نركن لمن يريد تطويع القوانين لصالحه وسنعمل بكل قوة على اخراجه وبتره من مجتمعنا الرياضي).. وكشف رئيس اتحاد الحصاحيصا أن ادارة نادي النيل قد تتراجع عن موقفها المساند لكتلة الممتاز بعد تصريحات مجلس ادارة نادي الهلال والتي أعلن خلالها عدم ركونه واعترافه بجميع لجان الاتحاد بما فيها لجنة الاستئنافات وقال: (لا نريد التدخل في قرارات النيل باعتباره أحد أكبر الأندية بالبلاد ويمتلك العديد من الاداريين المميزين الذين كانوا يريدون مساعدة الهلال الذي رفض المساعدة، لذلك أتوقع أن يعود النيل عن موقفه السابق وأن يساند ديمقراطية وأهلية الحركة الرياضية). وفي اطار آخر أكد الأستاذ خالد سيد أحمد على أن الطلب الذي تقدم به المستشار القانوني لوزارة الثقافة والشباب والرياضة للجنة الاستئنافات العليا لفحص قرار اللجنة المنظمة يعد اعترافاً صريحاً من جانب الوزارة بتدخلها في الشأن الفني من قبل عندما أصدرت قرارها رقم (8) الخاص باعادة المباراة وأضاف: (ما حدث يدلل تماماً على حجم الاضطراب الكبير الذي يسود القوانين واللوائح المنظمة للنشاط الرياضي بالبلاد.. حقيقة أستغرب كثيراً التغييرات العديدة التي طرأت على موقف كتلة الممتاز والتي رفضت من قبل أي تسوية للقضية خارج نطاق القانون).. وهاجم سيد أحمد مجلس ادارة نادي الهلال بسبب اتخاذه قراراً بالانسحاب عن الدوري الممتاز دون الرجوع لقواعده وجماهيره وأضاف: (هذا دليل واضح على أننا كسودانين لا نجيد التعامل مع السلطة، ودائماً ما نستخدمها لتصفية حساباتنا مع الأشخاص.. لا يحق لك أن تلغي مشاركات فريق له جماهير تعد بالملايين مكايدة لشخص).. وحول رؤيته القانونية لخطوة كتلة اندية الممتاز ورفعها للاستئناف نيابة عن نادي الهلال أشار سيد أحمد الى أن تلك الخطورة ليست قانونية وذلك لأن أندية الممتاز لم تكن أحد أطراف القضية منذ بدايتها وأضاف: (الهلال رفض أن يتقدم بأي استئناف وهو أحد أطراف القضية الأساسيين لذلك لا أجد أي مبرر قانوني يسند أندية الممتاز في استئنافها الذي قدمته).
