أخيرا تأكد ماقلناه من قبل في هذه المساحة أن الازمة التي فجرها نادي الهلال ضد اتحاد الكرة ما كان لها ان تصل الى مستوى التصعيد وتخرج من طاولة اتحاد الكرة لو تعامل مجلس الهلال مع قضيته العادلة بهدوء بعيدا عن الانفعال والتحديات وسلك الطريق القانوني باستئناف قرار مجلس الاتحاد كما فعل من قبل في قضية قابيتو وفعل المريخ في قضيتي شيكوزي وابوبكر كوني او اللجوء للمحكمة، لان كل الدلائل تشير الى ان الهلال لن يخسر القضية التي لايختلف علىها اثنان اذا اتبع الطريق الصحيح. والآن انقشعت السحابة والدخان الخانق والكثيف الذي ملأ الجو الرياضي بفعل فاعل واتبع الهلال الخطوات التي طولب بها وخاطب الاتحاد رسميا امس ملتزما بلائحة المنافسة وعدم اشراك اللاعبين المجنسين والعودة للمنافسة باداء مباراة الىوم امام فريق الخرطوم. قلنا ان التحديات والعنتريات لن تحل مشكلة مهما كان حجم المتظلم وان الالتزام بالقانون هو الطريق الوحيد لاسترداد الحق واحترام اللوائح والمؤسسات وقد اضاع الهلال وقتا ثمينا وشغل المجتمع الرياضي والوزارة والاتحاد وحتى رئاسة الجمهورية وادخل لاعبيه وجمهوره في حالة شد وجذب قد تنعكس على مسيرة الفريق ولم يجد اي طريق غير الانصياع للقانون والالتزام باتباع الخطوات المطلوبة وتنفيذ كل ماطلبه الهلال مهما حاول ان يجمل موقفه. زوبعة عاشها الوسط الرياضي صنعها اصحاب الاجندة الخاصة بداية برئيس النادي وانتهاءً بالاعلام الرياضي الذي صب الزيت على النهار ليس على مستوى الصحافة الرياضية المتخصصة ولكن للاسف الاذاعة الرياضية التي اشعلت الفتيل وهي تسمح للجمهور المتعصب بالحديث ولرئيس نادي الهلال وهو يطلق الاساءات التي لم يسلم منها احد دون ان توقفه او تقاطعه وتبث الأناشيد الحماسية وكأننا في حرب وليست قضية رياضية. نعم وكما قلنا ونقول ان للهلال قضية عادلة تتمثل في توقيت القرار بعد ان دخل في التزام مع اللاعب سولي شريف وفقد خانة كان يمكن ان يستفيد منها في ضم لاعب وطني لو صدر قرار الاتحاد قبل التسجيلات ولكن اخطأ الهلال في الاسلوب الذي انتهجه في الدفاع عن قضيته وكان يمكن ان يختار احد اللاعبين ويؤدي مباراته امام النيل ويقدم استئنافاً للاتحاد لمعالجة قضية اللاعب الثاني بدلا من الانسحاب الذي ادخله في حسابات معقدة بعد ان اصبح تحت رحمة اللجنة المنظمة وقد يفقد ثلاث نقاط في مشوار الدفاع عن لقبه. وعاد ليبدأ من الصفر زوبعة خلقها الاعلام ولكنها كانت درسا عظيما كنا بالفعل نحتاج له بعد ان تأكد انه لا كبير على القانون ولا احد يستطيع ان يأخذ حقا دون التزام بالقانون واللوائح وقد كان الاعلام الرياضي هو الخاسر الاكبر الا القلة .. والتحية للاذاعة القومية التي تعاملت مع الازمة بمهنية وعقلانية واثبتت ان القائمين على امرها يدركون عظمة رسالتهم. والغريب ان يطالب الوزير في بيانه ببرمجة مباراة الهلال والنيل وهو قرار فني ليس من حق الوزير او اية جهة غير الاتحاد الافتاء فيه ويعني مس اهلية الرياضة.. والاغرب ان يرد في بيان الاتحاد ان اللجنة المنظمة التي تنظر امر المباراة ستضع في الاعتبار توجيه الوزير الخاص باعادة المباراة وهذا يعني ان الاتحاد رهن قراره الفني وكان يجب ان يكتفي بما ورد في البيان بأن الامر يخص اللجنة المنظمة فقط. بيان غريب للمريخ تضامن المريخ مع الهلال في قضيته من خلال تصريحات رئيس النادي السيد جمال الوالى لاجهزة الاعلام المختلفة وتصريحات مساعد رئيس نادي المريخ المهندس همت لكل وسائل الاعلام بلسان كتلة الممتاز اللذين اكدا ان للهلال قضية وكانت تصريحاتهما دافعا قويا للهلال لتصعيد قضيته. وبعد ان حلت الازمة جاء المريخ ليعلن هو الآخر التحدي ملوحاً بالانسحاب في حالة برمجة مباراة الهلال والنيل. صحيح من حق المريخ الاحتجاج على تدخل الوزير في القرار الفني ولكن المريخ ليس طرفا والنادي الوحيد الذي من حقه الاحتجاج هو النيل! كان يجب على المريخ انتظار صدور القرار او تبني رأيه من خلال كتلة الممتاز التي يقودها. بيان غريب في توقيت غريب خصم من رصيد المريخ