قلت مرة ان الدكتور عمر القراي لا يقرأ علي كثرة ما يكتب . ثم وجدت ان آفته اكبر وامض . فقد نشر منذ ايام كلمة بعنوان (عندما ينكسر الرجال) وهي من نوع ما كنا نسميه التعليق علي الاخبار علي عهد الفريق عبود او نميري ، ومثل ذلك التعليق واسطة عقد الاعلام رخيصة ، يبدأ الواحد فيه بخبر سعيد ما للنظام ليلهب ظهور خصومه بشواظ التنكيد لا تزعه خصلة ديانة ان يزن الامر ويقسط فيه فخصومه مدانون وان طاروا ، ويفعل ذلك كل يوم. بدا القراي في مقاله الاخير بهبة سبتمبر الماضي ، ثم حمل علي من انكسروا في رايه فخذلوا الشباب الذين "مهروا الثورة بدمائهم الذكية" ووجدت نفسي ضمن هذه الطائفة المنكسرة مع السيد مع السيد الصادق والحسيب النسيب الميرغني وقضاة وضباط في القوات المسلحة فجئنا حسب قوله بصور بغيضة من التخاذل المخزي والتهاون المزري ، ومناصرة القتلة والدفاع عن من سفكوا دماء الابرياء ، و"ولع " القراي في الحبيب الامام بما تواضع عليه غيره من كتبة التعليق علي الانباء . وتساءل " لماذا لم يقلد السيد الصادق المظاهرات التي خرجت من مسجد السيد عبدالرحمن ؟ ويبدو اننا خسرنا حسنة بالنكتة . فسؤال القراي يذكرني بمساخة رباطابية معروفة : قيل ان رجلين هربا من وجه كلب معقور ، وقال احدهما للاخر معربدين : ماتشيلك حجر ترمي بيهو الكلب دا ، قال الاخر : وانت جاري فوق برش ..ومثل القراي ادمن الجري علي برش الغربة خالي حجارة ويعرف يقينا ما ينبغي ان يفعله اخرون بحجارة الوطن. ضرب القراي بي مثلا لانكسار المثقف ، وقال انني كتبت ادافع عن الاخوان المسلمين في مصر زلفي لاخوان السودان . واستغرب لدفاعي عن اخوان مصر بعد ما فعلوه بالشعب السوداني ربما عرفتم ما فعله اخوان السودان بنا ولكن لا اذكر ما فعله اخوان مصر بنا تحديدا ومعروف عن اخوان مصر انهم اعتزلوا اخوان لاسودان لترفعهم عن الانضواء في التنظيم الدولي للاخوان ، بل طلب الاخواني المصري الشيخ عبدالبديع صقر من عبدالعزيز بن باز كبير علماء السعودية تكفير الترابي علي بينة بعض فتاويه ، وصرف الترابي التهمة ككيد من التنظيم العالمي لرفضه ان يتنازل عن استقلالية حركته لاية جهة كانت. نتجاوز ذلك الي عبارة شاذة من القراي حذرت بها انه لا يقرأ فحسب بل هو معاق وجدانيا ، فاستغرب لدفاعي عن اخوان مصر في وقت انكر قادتهم انهم اخوان في التحريبات بعد التحقيق ، وهو يشير الي تحقيقات الامن مع عضهم نشرتها الصحف والتلفزيون ، ولم اجد فيها سوي الداعية صفوت حجازي تلجلج في دفتر التحري وانكر عضويته لتنظيم الاخوان ، وربما كان بالفعل ليس من الاخوان اما الاخرون انكروا بالطبع التهم الملفقة عن الارهاب ونحوها ولكنهم ثبوتا ثبات المؤمن الواثق من ربه وقضيته فرفض مرسي ان يقف اامام النيابة ليدلي باقوال وهو الرئيس الشرعي للبلاد وقال البلتاجي انه عضو بالجماعة منذ السبعينات ، وقال محمد بديع انه مرشد الجماعة ، ورفض الخروج من زنزانته للتحقيق قائلا لهم انهم قتلوا ولده وحرقوا بيته فلا يريد ان يراهم فاضطروا للانتقال للتحقيق معه في الزنزانة ، ولم اسمع استعادة لاي القران احذق وارشق من استعادة بديع لها وهو يدفع افتراء المحققين قيل له انكم شيدتم غرفة من حديد لتعذيب خصومكم قال " سيعلمون غدا من الكذاب الاشر " قيل له انكم بذلتم المال والطعام لاغراء الناس بالاعتصام معكم قال " بل نقذف بالحق علي الباطق فيدمغه فاذا هو زاهق وكلم الويل مما تصفون " وحذرهم سوء عاقبتهم قائلا : "عما قليل ليصبحن نادمين " وربما بدات ندامة الكسعي في مصر منذ حين. ليست اعاقة الوجدان مما اصاب القراي في قراءته الخرقاء المضللة " ان لم تكن المزورة " لافادات قادة الاخوان فحسب بل في استعادته اصلا ، وهو المثقف الشجاع ، بمحضر تجري صادر عن جهة امنية للخوض في شان معتقلين بذمة الامن ما يزالون ، كيف سمح له ضميره و1ذوقه وتدريبه كحامل دكتوراة ان ياخذ استجواب جهة امنية كمصدر لاي مبحث في حقائق الناس وشجاعتهم ، ويزيد القراي الامر نكرا بانه لا يتجرج من تزوير حتي هذه المادة الخبرية المسرطنة ، وما كنت انتظر مهما شطح بي الخيال ان ياتي اليوم الذي يستعين ميه منتسب للحركة الجمهورية بمحضر استجواب امني او فقهي بعد ما استتاب مجلس علماء السلطان في 1985 نخبة من رفاقه وحملوهم ان يتنصلوا عن عقيدتهم وينكروا استاذهم الشهيد قبل صباح الديك ، ومن علي التلفزيون .وكان محضرا مهينا لا قيمة له من جهة الحق او الحقيقة الا في الكشف عن سقوطنا العمودي في حضيض الخلق والمثل العليا ، ولم يعلق بوجدان القراي من محنة منظمته تلك شئ بلقبه عاديات الاستجواب فينزه قلمه عن الترويج له بحق مناضلين مشرفين يقفون اليوم بشجاعة منقطعة النظير دفاعا عن المجتمع المدني والديمقراطية . فاذا جاز يا قراي قبول استجواب الامن كبينة قاطعة لماذا اراك يا قراي تحتج في نفس المقال علي ما اذاعته جهات عندنا عن الصور الفاضحة في موبايل الدكتورة سمر ميرغني؟ وغدا اكتب عن حمادة قليل الادب من شيعة القراي الذين يلعفهم بهذا اللغو المعارض الشجاع ...من وراء حجاب