الاحداث حرم مهاجم الأشانتي كوتوكو الغاني إريك بيكوي مريخ السودان من نقطة ثمينة عندما تمكن من إحراز هدف غال لفريقه في الدقيقة (88) من عمر المباراة التي إستضافه ملعب بابايارا بكوماسي الغانية ضمن المجموعة الثانية للبطولة الكونفيدرالية.. جاءت المباراة في مجملها قوية من جانب الفريقين بأفضلية نسبية لأصحاب الأرض والجمهور الذين فشلوا في الوصول إلى مرمى أكرم الهادي سليم خلال الشوط الأول الذي شهد إلتزاماً دفاعياً مشدداً للاعبي المريخ.. أما الشوط الثاني فقد تحلل خلاله المريخ من الدفاع وبدأ في قيادة العديد من الهجمات على مرمى الأشانتي وكان قريباً من الوصول إلى المرمى في العديد من السوانح.. بهذه النتيجة يحافظ المريخ على صدارته للمجموعة بفارق الأهداف عن الفرق الثلاث الأخرى والتي تمتلك ذات الرصيد من النقاط. إنطلقت المباراة قوية من جانب الفريق المضيف الذي كاد وقبل أن تمر الدقيقة الأولى أن يضع بصمته الأولى في الشباك الحمراء عن طريق مهاجمه الخطير إريك بيكوي الذي سدد كرة قوية مرت على يسار القائم بسنتمترات قليلة، ولم تقف محاولات الأشانتي كوتوكو الغاني عند هذا الحد حيث ساهمت العارضة هذه المرة في إنقاذ مرمى أكرم الهادي سليم من هدف مؤكد عندما أبعدت في ثاني دقائق المواجهة تسديدة قوية من قدم بيكوي أيضاً.. بعد ذلك بدأ المريخ في لملمة أطرافه والدخول في أجواء المباراة حيث عمد لاعبوه إلى تناقل الكرة فيما بينهم في وسط الملعب لإمتصاص حماس لاعبي الأشانتي، وبرزت اول فرصة صريحة للمريخ في الدقيقة الخامسة عندما تصدى بدرالدين قلق لمخالفة ارتكبت مع إيداهور على الناحية اليسرى وسددها قوية إستلمها الحارس الغاني سلامة عبدالله بصعوبة منقذاً فريقه من هدف أحمر مؤكد.. بعد هذه الفرصة دانت السيطرة مجدداً للأشانتي الذي إعتمد مدربه بشير هايفود على طريقة اللعب (3/4/3) والتي عمل من خلالها على إستغلال سرعة الثنائي إريك بيكوي ويارا الذي كاد أن يصل إلى الشباك الحمراء من الكرة التي مررها له الخطير بيكوي بطرف رجله إلا أن الأول فشل في التعامل معها بصورة جيدة وأرسلها يسار المرمى. عقب مرور الربع ساعة الأولى من هذا الشوط بدأ المريخ في الخروج من القوقعة الدفاعية التي خضع لها لاعبوه بسبب ضغط الأشانتي المتواصل وأصبحت الهجمات متبادلة بين الفريقين حيث إعتمد المريخ على الإرسال الطويل لثنائي الهجوم إيداهور وهيثم طمبل الذي ظهر بعيداً عن مستواه المعهود وفشل في التعامل مع جميع الكرات التي وصلته.. يمكن عموماً أن نقول أن النصف ساعة الأولى من هذا الشوط كانت صعبة ورهيبة بالنسبة للاعبي المريخ وخاصة مدافعيه الذين إستماتوا في إيقاف الزحف الغاني على مرمى أكرم الهادي سليم الذي ظهر خلال هذا الشوط بمستوى رفيع وكان سداً منيعاً تكسرت عنده جميع هجمات الأشانتي.. وكاد إيداهور في الدقيقة الأربعين أن يوقع لصالح المريخ من التمريرة الخادعة التي أهداها له قائد المريخ فيصل العجب ولكن التدخل الجيد من جانب المدافع الغاني أساري أنقذ الأمور.. بعد ذلك تواصل اللعب سجالاً بين الفريقين بأفضلية نسبية للأشانتي الذي عمل لاعبوه وخلال الخمس دقائق الأخيرة من هذا الشوط على إحراز هدف يريحون به أعصاب جماهيرهم التي رصدت الكاميرات قلقها الكبير على فريقها، ولكن جميع هذه المحاولات تكسرت في ظل التمركز الصحيح لرباعي الدفاع المريخي سفاري، سعد عطية، بلة جابر وموسى الزومة الذي ظهر خلال هذا الشوط بمستوى أكثر من جيد حيث نجح في القيام بدوريه الدفاعي والهجومي على أكمل وجه.. من الملاحظات المهمة خلال الشوط الأول المستوى الغريب الذي قدمه مهاجم المريخ النيجيري إيداهور والذي فشل في التعامل مع جميع التمريرات التي وصلته ليضاف هذا الفشل إلى المردود السلبي الذي قدمه هيثم طمبل خلال الشوط، وقد دفع الجميع لتوقع أن يقوم المدرب الألماني كرورجر بإستبدال أحدهما مع بداية الشوط الثاني. الشوط الثاني جاءت بداية هذا الشوط قوية من جانب الأشانتي الغاني الذي كاد أن يصل إلى مرمى المريخ عند الدقيقة الأولى حيث نجح سفاري في اللحاق بالكرة قبل أن تصل إلى قدم الخطير بيكوي، وجاء رد المريخ عنيفاً حيث قاد لاعبوه ثلاث هجمات متواصلة على مرمى سلامة عبدالله حارس الأشانتي كوتوكو الغاني الأولى وصلت إلى العجب وسددها قوية مرت من اليسار إلى اليمين دون ان تجد متابعة من أي من الثنائي إيداهور وطمبل والثانية تسديدة قوية للنيجيري أوبينا من بعد دائرة السنتر بقليل إصطدمت بالدفاع الغاني وعادت إلى أوبينا مرة أخرى، أما الثالثة فقد كان بطلها بلة جابر الذي إنخرط بالكرة على الناحية اليسرى وتبادل التمريرات مع إيداهور وأرسل عكسية خطيرة إستمات مدافع الأشانتي أساري في إبعادها إلى الركنية عند الدقيقة (4).. بعد ذلك قاد أساري نفسه هجمة خطيرة على مرمى المريخ تبادل من خلالها التمرير مع عدد من زملائه وأرسل تسديدة قوية تطاول لها وأبعدها أكرم الهادي سليم إلى الركنية في الدقيقة الخامسة، تلى ذلك وبدقيقة واحدة ظهور ممتاز آخر لحارس المريخ أكرم الذي أبعد تسديدة قوية أخرى من إريك بيكوي إلى الركنية.. وفي الدقائق التالية تركز اللعب في وسط الملعب حيث عمد لاعبو المريخ إلى الإحتفاظ بالكرة لأكثر وقت ممكن ومن ثم قيادة الهجمات على المرمى الغاني عن طريق أطراف الملعب موسى الزومة وبلة جابر الذي قدم واحدة من أجمل مبارياته خلال الفترة الأخيرة.. ومن هجمة مرتدة للمريخ في الدقيقة (58) وصلت الكرة إلى قائد الفريق فيصل العجب الذي هيأها لقلق الذي قام بتسديدها قوية في جسد مدافع الأشانتي أوبيبا، بعدها بدقيقة أنقذت العارضة الأشانتي من هدف محقق عندما أبعدت رأسية نصرالدين الشغيل إلى خارج المعلب. في الوقت الذي توقع فيه الجميع أن يقوم مدرب المريخ بسحب أحد المهاجمين هيثم طمبل أو علاء الزهرة قام كروجر بمفاجئتهم جميعاً وقام بسحب قائد الفريق فيصل العجب ودفع بديلاً عنه بالمهاجم العراقي علاء الزهرة في وسط الملعب وهي المهمة التي وضح ومنذ الدقائق الأولى التي تلت دخوله عدم قدرته على القيام بها على أكمل وجه، وهذا ماحدث حيث لم يزد دخول الزهرة من الفاعلية الهجومية للمريخ كثيراً بسبب عدم تعوده على الخانة الجديدة وبسبب التواضع الكبير في مستوى ثنائي الهجوم إيداهور وطمبل .. وتواصل اللعب بهجمات متبادلة بين الفريقين دون أن ينجح أي من الفريقين في الوصول إلى المرمى بسبب التألق الكيبير لحارسي المرمى خاصة أكرم الهادي سليم الذي أعاد للجميع ذكريات العملاق حامد بريمة في التعامل مع المباريات الصعبة حيث نجح وإلى جانب إنقاذ فريقه من عدة اهداف محققة في التعامل مع مجريات المباراة بخبرة تفوق عمره بسنوات حتى جاءت الدقيقة (88) والتي إستلم عندها المهاجم الخطير بيكوي الكرة داخل الست ياردات وموه وسدد بقوة في الشباك محرزاً هدفاً قاتلاً لفريقه إنتهت عليه المباراة.