بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى : «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخواناً» صدق الله العظيم الاخوة المواطنون الكرام الآن وقد لاحت في سماء بلادنا بشائر الفجر الصادق للسلام القادم الذي بدأ وهجه يضئ ظلمات الامس الدامسة .. لتنطفئ احزان الماضي ومراراته . وفي هذا الوقت بدأت حملة ضارية في اجهزة الاعلام المعادية لتحجب عن الناس رؤية الحقيقة الواضحة .. ولتزرع فتنة جديدة .. لكن كل ذلك لن يحجب الحقيقة .. ان ما حدث في دارفور كان امراً دامياً وقاسياً على ابناء الشعب السوداني كافة وليس على ابناء دارفور التي عرفت بتاريخها وارثها الحضاري الإسلامي وعطائها المتصل منذ سلطناتها العريقة محافل مجد .. واروقة علم .. ومهد حضارة .. تلك هي دارفور التي كانت وما زالت وستظل باذن الله الحافظ الامين لكتاب الله تلاوة وعلماً وعملاً . المواطنون الكرام ان دارفور تمثل بالنسبة لنا اهم ركائز الوحدة الوطنية لذا فقد كانت الانقاذ حريصة على تحقيق طفرة انمائية في دارفور الكبرى استحقاقاً لها بغير منّ ولا اذى .. تمثلت في الجامعات وثورة التعليم العالي والعام ومجال المياه والصحة والانتاج ومشاريع التنمية التي تنطلق الآن في كافة المجالات مثال اعادة مشروع جبل مرة وساق النعام .. وام بيضابه وام عجاجه والمطارات وطريق الانقاذ الغربي وغيرها لتقف شاهداً على اهتمامنا بدارفور وسنظل على التزامنا في نهضتها وتنميتها .. انساناً وارضا وارثاً وتاريخاً . المواطنون الكرام : ان المحنة التي ألمت بأهلنا في دارفور ما زادتهم الا صلابة وحرصاً على صيانة نسيجهم الاجتماعي .. وقد قابلت اجهزة الدولة ومؤسساتها هذا الحرص والاصرار باستعداد اكبر لكبح جماح الفتنة بالدور الفاعل الذي قامت به القوات المسلحة وقوات الشرطة والقوات الشعبية الاخرى تصدياً للتمرد .. وبسطاً لهيبة الدولة .. وحماية للقانون ونشيد هنا بدور المواطنين والاجهزة الرسمية والشعبية في مساندة الدولة لتجاوز الفتنة .. واننا نجدد مرة اخرى الالتزام بما تواثقنا عليه في انجمينا .. ونؤكد بأن أمن الشقيقة تشاد جزء لا يتجزأ من امن السودان لذلك لن نسمح لاي جهة بزعزعة الاستقرار في الشقيقة تشاد انطلاقاً من دارفور . وندعو الجميع للتقدم لاكمال الخطوات المتبقية عبر الحوار الجامع لابناء دارفور وكل ابناء السودان داخل البلاد اكمالا واضافة للمبادرات الرسمية والاجتماعية . المواطنون الكرام : ارتكازاً على اعلاننا السابق بانتهاء العمليات العسكرية واحتواء التمرد والفتنة وحتى نقفل ابواب الشر فانني اعلن الآتي : اولاً : اعلان تعبئة كاملة لكافة الاجهزة لترسيخ الامن والاستقرار بضبط ومطاردة كل المجموعات المتفلتة من .. تمرد .. وجنجويد وتورا بورا .. وباشمرقه .. وتجريد المارقين من السلاح وتقديمهم الى العدالة .. ومنع اي مجموعات من عبور الحدود مع الشقيقة تشاد لزعزعة الاستقرار فيها. ثانياً : تقوم الاجهزة العدلية بدارفور بانشاء النيابات والمحاكم لمعاقبة عصابات النهب والمجرمين دون تباطؤ. ثالثاً : نشر قوات الشرطة لحماية المحليات وتأمين عودة المواطنين لقراهم ضبطاً للامن على مستوي السلطات الاتحادية والولائية والمحلية. رابعاً : اوجه جميع الوزارات عامة ووزارتي الزراعة والمالية خاصة بتوفير التقاوي اللازمة لانجاح الموسم الزراعي الحالي . خامساً : اوجه كل الوزارات المختصة بتنفيذ برامج التنمية العاجلة والخدمات الضرورية تحت اشراف مجلس الوزراء مع توفير المعينات والمال اللازم . سادساً : ادعو كافة المنظمات الرسمية والطوعية لنفرة شاملة تعني بالشؤون الانسانية لاعادة النازحين وتوفير المأوى والطعام والكساء والدواء لهم . سابعاً : اوجه الدعوة لابناء الولايات كافة وولايات دارفور خاصة وفي كل المواقع للعمل الجاد دعماً للنسيج الاجتماعي والتكافل والحوار والمبادرات وصولاً للمؤتمر الجامع . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته