وام أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن المبادرة العربية للسلام ليست لوحة الموناليزا توضع على الحائط وتعجب بها بل هى عبارة عن وثيقة هامة تشكل الموقف العربي. وقال موسى فى مؤتمر صحافى مشترك مع المنسق الأعلى للسياسية الخارجية والأمنية للإتحاد الأوروربى خافيير سولانا عقب لقائهما امس انه و أبلغ سولانا بهذا الموقف .وأنه بعد المناقشات التي جرت مع سولانا ومع مسؤولين فى الاتحاد الأوروبي فإنه يعتقد أن هناك هبوطا فى الحماسة التى كانت لدى الإتحاد الأوروبى وأن هناك نوعا من التراجع عن بعض الأمور .مؤكدا على ضرورة وضع هذه الأمور فى الإعتبار ومعرفة أسبابها وأن نتكلم معهم فيها وحول إمكانية تزايد الدور الأوروبى فى الفترة القادمة ليعوض الإنسحاب الدور الأمريكى المنشغل بسباق الرئاسة و.قال موسى لا أظن فهناك غياب للدور الأمريكى وكذلك هناك نوع من الغياب بالنسبة للإتحاد الأوروبى فيما يتعلق بالحل السياسى للمشكلة..مشيرا الى ان المجموعة الرباعية الدولية أطلقت خارطة الطريق ووضعت شروطا على الحوار الفلسطينى -الإسرائيلى لم تكن مفيدة فى الحقيقة .ولكن فى الإجتماعات معها نحاول أن نتكلم فى صلب الموضوع لأن هناك أشياء خطيرة للغاية لا تحدث أو أشياء أخرى خطيرة تحدث وحذر موسى من أن استمرار الوضع على ماهو عليه أصبح موضع لإشاعة اليأس والإحباط فى الشرق الأوسط كله . وقال إن هذا ما نتكلم فيه خصوصا فى إطار الوعد الذى وعده الرئيس جورج بوش فيما يتعلق العام 2008 ونتائج مؤتمر أنابوليس التى نراها تطير فى الهواء حاليا. وأضاف لا يوجد توقع كبير لحل مقبول للنزاع العربى الإسرائيلى ، وبالتالى لا يوجد توقع أن الوعد الذى وعدنا به سيتم الوفاء به. وحول تركيز الجهود الإقليمية والدولية على قضايا تفصيلية وليس لديها قدرة أو رغبة للوصول لحل شامل للقضية أكد موسى ان الأطراف لديها الرغبة ولكن قد لا يكون لديها القدرة .مشيرا أن هناك دوائر تركز على القضايا التفصيلية المهمة وبعض الدوائر تتحدث عن الخطوط الرئيسية بل تتحدث فى أسس وإمكانات السلام وعدم السلام وهل البدائل القائمة هى الوحيدة أم أن هناك بدائل أخرى. وأعلن موسى أنه سيتم عقد اجتماع تشاورى عربى فى نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث أزمة دارفور وذلك قبل اطلاق المفاوضات التى نص عليها قرار مجلس جامعة الدول العربية وأيدها الإتحاد الإفريقى .موضحا أنه على إتصال دائم بدولة بقطر التى ترأس اللجنة العربية المعنية بهذا الموضوع وتم الإتفاق على ذلك وحول مدى تجاوب الفصائل الدارفورية مع المبادرة العربية لحل الأزمة بالإقليم قال موسى إن التجاوب سوف يتصاعد وسمعتم بعض الانتقادات وتعبيرات الرفض ولكنها من قبيل التعليقات الأولية ولكننا نتكلم فى مشروع جاد يتضمن جمع كل الفصائل والحكومة والمعارضة للإنتهاء من هذا الموضوع ،فهو موضوع جاد وليس موضوع تراشق إعلامى وأكد ان الجامعة العربية تتعامل مع السودان ككل فالمنظمات المسلحة أو المتمردة كلهم سودانيون .وعلينا أن نحافظ على وجودهم ومن حقهم التعبير عن وجهات نظرهم ونرى كيف سنحل المشكلة ونصل للحل المعقول. وحول اعتقاد الحركتين المتمردتين الرئيسيتين فى دارفور بأن الجامعة العربية أقرب إلى الحكومة السودانية قال موسى. لا حجر على المعتقدات .مشيرا الى انه يتحرك فى إطار حوار أطلقته الجامعة العربية بالتعاون مع الإتحاد الإفريقى سيكون فى قطر. ورحب موسى بعودة العلاقات بين السودان وتشاد ووصفها بأنها مهمة وحول زيارته للبنان اليوم الإثنين قال إنه سوف يحضر افتتاح الحوار اللبنانى والجلسات التى سيتم فيها الحوار الفعلى فى بيروت .معربا عن أمله في أن يضيف هذا الحوار للإيجابيات التى حدثت على الساحة اللبنانية ويضعف السلبيات ز من جانبه أوضح المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالإتحاد الاوروبي خافيير سولانا أن الهدف من جولته الحالية فى المنطقة هو الإطلاع على الموقف قبل التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث ستجرى اجتماعات هامة الشهر الجارى. وقال سولانا إنه أراد من جولته الحالية إجراء حوارات مباشرة حول الوضع فى المنطقة حيث التقى فى وقت سابق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس كما التقى امس مع الرئيس المصرى حسنى مبارك وسوف يلتقى مع ملك الأردن وأضاف سولانا بأن هناك بعض التفاؤل حول احتمالات التوصل من الآن وحتى نهاية العام إلى شيئ من التقدم فى عملية السلام التى وصفها بأنها أمر أساسي ومن ثم يجب أن تكون شاملة .مشيرا فى هذا السياق إلى أن هناك بعض المؤشرات حول بعض التقدم. وأكد سولانا أن الاتحاد الأوروبي سيظل ملتزما بل أكثر التزاما بالتحرك دعما لعملية السلام .موضحا أن الاتحاد الأوروبي سيقوم بعملية تقييم للموقف فى الشرق الاوسط بعد اجتماعات الجمعية العامة لللأمم المتحدة. وشدد خافيير سولانا على ضرورة وجوب تحرك عملي لدعم التسوية .وقال إنه من الملاحظ أن الهدوء على الأرض أفضل الآن عما سبق.