(BBC) تقوم شركة تويوتا اليابانية العملاقة لصناعة السيارات بتطوير سيارات صغيرة يتحكم فيها الإنسان الآلي ويرتديها السائقون كالملابس حول أجسامهم، بحيث يبدون وكأنهم في شرنقة. ويتضمن تصور شركة تويوتا صنع سيارة يركبها سائق واحد تكون هي نموذج المركبات في القرن الحادي والعشرين، وتكون على شكل ورقة شجر تسير على أربع عجلات، أو على شكل بيضة تمشي على قدمين. وستعرض هذه النماذج إلى جانب معروضات أخرى تمثل حلولا آلية لمشكلة الانتقال في القرن القادم خلال معرض إكسبو 2005 في آيشي باليابان في مارس/ آذار عام 2005. وتنتمي هذه الأشكال من وسائل الانتقال إلى مجموعة الآلات التي يطلق عليها اسم، وسائل النقل الشخصية، وهي وسائل انتقال لا تحدها الحدود. وكان طراز تويوتا الذي يشبه ورقة الشجر هو آخر الأشكال التي عرضتها الشركة في إطار مفهوم النقل الشخصي في العام الماضي. واستخدمت الشركة في صنع هذه السيارة مواد نباتية صديقة للبيئة، وهي مزودة بنظام للتنقل فائق التقنية يضمن انتقالا آمنا للمركبة الشخصية في حارات مجهزة خصيصا. ويسمح هذا الطراز للراكب الوحيد بإجراء مناورات ضيقة وفي زوايا صعبة، ويمكن أن يسير في وضعية رأسية على السرعات البسيطة، كما يمكن أن يسير أفقيا كالسيارات العادية في حالة السرعة الكبيرة. ويمكن طلاء السيارات الجديدة باللون المفضل لدى قائدها وحسب اختياره، كما أن السيارة مجهزة بأنظمة للمعلومات والترفيه والموسيقى. "أفكار مبتكرة". كما ستعرض الشركة في نفس المعرض أيضا طرازا على شكل بيضة، وهو مركبة على شكل إنسان آلي له ساقان، يمكن التحكم فيه بواسطة عصا للتحكم. ويعلو راكب هذا الطراز إلى ارتفاع سبعة أقدام، ويسير بسرعة 1.35 كيلومتر في الساعة، كما يمكن أن يصعد على الدرج أو يهبط من عليه. وتساعد السيقان التي وضعت مفاصلها بحيث تنثني إلى الخلف، كسيقان الطيور، على صعود الدرج و الهبوط من عليه. وقال ديفيد جيلينجووتر، من مجموعة دراسات النقل في جامعة لافبرو البريطانية: "هذه أفكار مبتكرة ستتحول في المستقبل إلى منتجات تجارية، لكن ذلك لن يحدث قبل سنوات". وقال: "هذه الابتكارات لها جاذبية، وربما كان لاسمها المرتبط بالتكنولوجيا الحديثة علاقة بهذه الجاذبية، ولكن في هذه المرحلة من الابتكار، يصعب تحديد الجمهور المستهدف ومكانة هذا المنتج في الأسواق في المستقبل". هياكل يمكن ارتداؤها وتتخذ المركبات الشخصية بعدا جديدا، حيث تعمل على زيادة القدرات البشرية. وتمثل تجربة تويوتا أحدث المحاولات لخلق هياكل يرتديها الراكب حول جسمه، بحيث يكون هو نفسه مركز عملية التنقل من مكان إلى آخر. وكانت أبحاث الجيش الأمريكي أيضا قد ركزت على الهياكل الروبوتية التي يرتديها الركاب، لكن شركة تويوتا قفزت بالفكرة إلى الحيز التجاري عن طريق نماذج حقيقية. وتبدو المركبات التي يرتديها البشر حلا مثاليا لكبار السن ولمن يحتاجون إلى رعاية خاصة، وأيضا للجنود في ساحات المعارك العسكرية. وبينما تسعى شركة تويوتا إلى تسويق هذه المنتجات على نطاق تجاري واسع، تقول الشركة إن مركباتها الجديدةستسهل لكبار السن والمعاقين الانتقال السهل من مكان إلى آخر دون الاستعانة بآخرين. عقبات تعوق النجاح غير أن الخبراء لا يتقبلون الفكرة بتفاؤل تام، ويقول دكتور جيلينجووتر لبي بي سي: "هؤلاء الذين يحتاجون هذا النوع من المساعدة هم من كبار السن ومن الضعاف بدنيا، ونريد أن نعرف إذا ما كانت هذه الوسائل الجديدة للانتقال ستكون مناسبة لهم أم لا". كما أن الاعتبارات التصميمية أيضا كان لها مكان في رأي الخبراء، يقول دكتور إيريل أفينيري، من مركز الانتقال والاجتماع في جامعة وست إنجلاند في بريستول ببريطانيا: "التصميم المتاح للمركبات الشخصية لا يناسب الاحتياجات الخاصة لكبار السن والمعاقين". وقال مفسرا: "على سبيل المثال، يعاني كبار السن صعوبة في تحريك رقابهم والجزء العلوي من أجسامهم، وهو ما يتسبب في صعوبة في النظر إلى الجانب وإلى الوراء أثناء الانتقال". وأضاف: "التصميمات الجديدة تتطلب تغييرا في سلوك من يستخدمها هؤلاء المسنين الذين اعتادوا أنماطا معينة على مدار عقود، وبالطبع فإن كبار السن ليسوا مجبرين على قبول هذه التغييرات". وقال: "ربما كان ذلك عائقا آخر من عوائق نجاح تسويق هذه المركبات على المستوى التجاري". وربما تكون هذه المركبات أفضل للفئات المتخصصة كالعسكريين أكثر من إمكانية تعميمها على الأسواق التجارية بشكل عام. وقال دكتور جيلينجووتر: "فكرة المركبات الشخصية فكرة جيدة، لكنها تحمل الكثير من التساؤلات، ما مداها، وما مدى تكيف أصحابها معها، وما هي البنى التحتية التي تتطلبها". وقال: "وأعتقد أن هذه المركبات تعرض عددا من الأسئلة المهمة، أكثر من إجابة البعض الآخر".