هذه الحركات خرقت كافة الأعراف والمواثيق الدولية حركات التمرد تختطف الأطفال وتجبرهم قصرا علي حمل السلاح الأطفال شاركوا في العمليات العسكرية و استخدموا دروعا بشرية في الحرب أثار الضرب والحياة القاسية بالمعسكرات أصبحت وصمة بارزة علي ملامح الأطفال المجتمع الدولي يسمع ويري ويعلم حقيقة الامر ولكن! بالرغم من أن دستور البلاد للعام 1998 كفل للجميع الحق في ممارسة النشاط السياسي السلمي بكل ربوع البلاد إلا أن حركات التمرد المسلح قطعت الطريق على المواطنين بدار فور واتبعت أساليب شتى لممارسة هذا النشاط المسلح فقد اتبعت أساليب الترويع والقتل وتدمير المدن ونهب وسائل المواصلات العامة والخاصة واستباحت الأموال العامة والخاصة وأهدرت طاقات البلاد الاقتصادية والبشرية واختطاف الأطفال وتعطيل برامج التنمية في حرب لا طائل من ورائها ولا منتصر فيها ولا مهزوم سوى السودان. كل الأساليب التي انتهجتها حركات التمرد بدارفور تعتبر مخالفة لدستور البلاد والقوانين السودانية والمواثيق الدولية والإقليمية بحقوق الإنسان والخاصة بحقوق المرأة والطفل وبيان ذلك في المادة (20) من الدستور السوداني لسنة 1998م التي تنص على ان لكل إنسان الحق في الحياة والحرية والأمان على شخصه وكرامة عرضه ألا يلحق وفق القانون وهو حر يحظر استرقاقه او تسخيره أو إذلاله او تعذيبه وهذه المادة تتوافق مع المادة الثالثة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تنص على ان كلك فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه وتتوافق مع المادة الرابعة التي تنص على أن لا يجوز استرقاق أو استعباد أي شخص ويحظر الاسترقاق وتجارة الرقيق بكافة أوضاعها وتتوافق كذلك مع المادة الخامسة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تنص على عدم جواز تعرض أي إنسان للتعذيب وللعقوبات او المعاملات القاسية والوحشية أو الخاصة بالكرامة. ولكن وخرقا لكل هذه الدساتير والأعراف والمواثيق الدولية فقد انتهجت حركات التمرد بدارفور منذ بداية الأزمة سياسة اختطاف الأطفال واستخدامهم في عمليات الحرب. فقد استطاعت السلطات بولاية شمال دارفور استرداد (7) من الأطفال الذين اختطفتهم حركات التمرد إلى ذويهم وكانت هذه هي إفادة العائدين من معسكرات التمرد بدارفور. حكايات بلسان أبرياء الطفل محمد جابر هارون احد الفارين من معسكرات التمرد بولاية شمال دارفور يبلغ من العمر 12 عاما قال انه تم اختطافه بواسطة مسلحين ملثمين أثناء ذهابهم إلى خلوة الشيخ يوسف عثمان ومعه أربعة من زملائه بالخلوة فقد ذكر الطفل محمد انه وبعد عملية الاختطاف تم اقتيادهم إلى داخل معسكرات التمرد وبعدها بيومين فقط اجبروا على حمل السلاح والمشاركة في العمليات الحربية وقال إن احد زملائه رفض حمل السلاح إلا انه تعرض للضرب من قبل قائد المعسكر ومنع من الأكل ليوم كامل. وحكى الطفل محمد قصة هروبه من المعسكر وقال انه وعندما أرسل لإعداد الطعام إلى مجموعة من المتمردين قام بالتسلل إلى خارج سور المعسكر وسار لمدة يوم كامل إلى أن وجد قرية صغيرة قدمت له الطعام والشراب وسلمته الي السلطات التي قامت بتسليمه بعد ذلك إلى وذويه. الطفل إسماعيل أبكر يبلغ من العمر (13) عاما حكى قصة اختطافه من قبل مجموعة مسلحة أثناء سيرهم في طريقهم لجلب المياه من منطقة عين سرو وقال إن مجموعة التمرد اقتادته ومعه اثنين هم اسحق الأزرق وعلي جاد الرب إلى معسكرات التمرد وإرغامهم على التدريب العسكري وتدريبهم على كافة أنواع الأسلحة بالمعسكر وقال أنهم شاركوا مع المتمردين في اشتباك تم بينهم والقوات الحكومية بمنطقة عين سرو. الطفل محمد أحمد على يبلغ من العمر (13) عاماً تم اختطافه من محلية مليط شمال الفاشر وقال إنه عندما حاول الهروب تعرض للربط و تم منعه من الطعام والشراب وتعرض للضرب المبرح الذي وضح جلياً بظهره وإحدى ساقيه ، مشيراً إلى أنه وجد عدد من الأطفال داخل المعسكر يقومون بالعديد من الأعمال الشاقة و خدمة قادة المعسكر. الطفل إبراهيم يعقوب قال إنه من مواطني منطقة كبكابيه يعمل مع والده في الرعي تم أسره وعدد من الأنعام التي تركها له والده لرعايتها وأوضح أن المتمردين استولوا على عدد من الضأن واقتادوه إلى مكان لا يعلمه ومن ثم تم إطلاق سراحه إلا إن اثنين من المتمردين وجدوه في طريق عودته وذهبوا به إلى داخل معسكر المتمردين ، وهناك تعرف إبراهيم على أحد الأطفال الذي قال أنه كان يدرس معه بمدارس الأساس بالمحلية. الطفل أبكر عيسي عبد الجبار لم يعرف عمره الحقيقي تعرض إلي شرخ في رجله اليسري حينما حاول الهروب من داخل المعسكر المحاط بكمية من الأشواك ،وقال انه لم يتلقى أيا من أنواع التعليم الأكاديمي إلا انه تعلم إطلاق النار وكيفية استخدام السلاح داخل معسكر التمرد الذي امضي فيه تسعة اشعر،وذكر أن احد المتمردين ساعده في الهرب بعد أصيب بشرخ في رجله اليسري وحمله علي عربة لاندكروزر إلي خارج المعسكر . الطفل يوسف التجاني الصادق يبلغ من العمر (14) عاما مصاب بأحدي عينية إصابة حسب إفاداته أنها إصابة طبيعية ولكنة بغم ذلك لم يسلم من مصيدة التمرد الطفل التجاني يحفظ كثيرا من القران الكريم الذي تدارسه بالخلوة مع مجموعة من زملائه كل أمنياته أن يلتقي بهم للعلاقات التي تربط بعضهم البعض. الطفل اسحق عبد الكريم يبلغ من العمر (11) عاما قال انه تدرب علي حمل السلاح بعد أن صب علي رأسه الماء وتعرض للضرب بحذاء آدم موسي احد المتمردين الذي كان يجبره علي حمل السلاح والوقوف به ليلا أمام راس قائد المعسكر يومين من كل أسبوع قال إن قوة من أفراد قوات الحكومة اقتحمت المعسكر في وضح النهار واستطاعت إنقاذهم من قبضة المتمردين واشار الي انه يعتبر نفسه في أحسن حالاتها بعد ان خرج من معسكرات التمرد وفي سبيل العودة إلي أهله وذويه. الطفل اسحق يبدو عليه الذكاء الفطري فقد تحدث إلينا كثيرا عما وجده داخل معسكرات التدريب وحتى المحادثات الخاصة جدا التي كانت تتم بين القادة بالميدان وكشف لنا الكثير من اللقاءان التي كانت تتم داخل المعسكر بين متمردين بارزين بأسمائهم وسمع عن جهات شاركت في عمليات التمرد بدارفور. برغم هذا لم تتوقف الانتهاكات كل هذه المشاهد التي قامت بها حركات التمرد بدارفور ولم تراعي فيها كافة المواثيق والأعراف الدولية فقد انتهكت حركات التمرد بدارفور المواثيق الدولية بانتهاكات صريحة لحقوق الإنسان وحقوق الأطفال لم يكن ذلك غريبا علي حركات التمرد بدارفور التي استعبدت أهلها وفرضت عليهم الإقامة الجبرية في مناطق العمليات واستخدمت الأطفال وكافة المواطنين دروعا بشرية ومنعتهم من الحصول على القدر الذي يستحقونه من معونات الحكومة الاتحادية في مجال الدواء والرعاية الصحية والتعليم وفرضت عليهم بقوة السلاح واقعا قاسيا وأليما لا يوزاي شيئا سوى الاسترقاق والاستعباد وتركت المدنيين تحت رحمة الجوع والمرض والاحتجاز القسري واختطفت سيارات وعمال الإغاثة والعالمين في الحقل الإنساني ورغم وجود علامات واضحة للأمم المتحدة وغيرها من المنظات على سياراتهم وعلى العكس من ذلك السلوك ظلت الحكومة تؤمن للعاملين بالحقل الإنساني أقصى درجات الحماية والتيسير لأداء عملهم وإضافة جهدها الرسمي إلى جهدهم الطوعي واستثمرت الهدنة التي تمت فأوصلت المواد الغذائية إلى معسكرات المتمردين أنفسهم ويسرت للأهالي سبل الحركة بوسائل حركة على نفقة الحكومة وأوصلت من استطاعت إيصاله من المرضى . كل هذه الأشياء ولم تترك حركات التمرد الأطفال لحياة اللعب واللهو والتعليم وحفظ القران واستخدمت الأطفال وجندتهم للحية العسكرية حياة الحرب والاقتتال وحمل السلاح دون بلوغهم السن التي يجب أن تنتظرهم إلي ان يصبحوا قادرين علي حياة المعسكرات والأحراش والأدغال. لقد عاد هؤلاء الأطفال إلي أهلهم وذويهم من مناطق التمرد ومعسكراته بعد ان امضوا شهورا عديدة ذاقوا فيها العذابات المرة، فمنهم من تعرض للضرب المبرح الذي ترك أثارا واضحة علي أجساد هؤلاء الأطفال ومنهم من تعرض للطفيليات والحشرات التي نهلت من جسده ومنهم من لم يعرف مصيره حتى الآن. استضافة السلطات الأمنية للأطفال السلطات الأمنية بولاية شمال دارفور تسلمت الأطفال المختطفين توطئة إلي إرسالهم إلي ذويهم بعد أن قدموا لهم كافة التسهيلات والخدمات، فمن بين هؤلاء من لم يتناول الطعام والشراب لعدة أيام بسبب المسافات الطويلة التي قطعوها سيرا علي الأقدام. رأي المجتمع الدولي فهذه مشاهد من صور مثلتها حركات التمرد بدارفور والمجتمع الدولي يسمع ويري وقد اعترف الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان ووزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول والمبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة بتجاوز حركات التمرد للقوانين والأعراف والمواثيق الدولية واستخدام هذه الحركات الأطفال في الحرب.