سونا اختيار الطريق الملائم لمعالجة قضايا الحياة تتطلب دراية وحنكة وقد شهدت هذه القضايا تعقدت أكثر وأكثر و باتت من السمات البارزة فى هذا العصر. و من أبرز هذه الأزمات وضوحا (هي) الأزمات الاقتصادية، و العالم اليوم يبحث عن منهج جديد لمعالجة هذه الأزمات، وقد بدأ علماء الاقتصاد في العالم يتجهون نحو الإسلام لإيجاد الحل، و اهتموا بدراسة الاقتصاد الإسلامي منهجًا و نظامًا و فكرًا و تطبيقًا، و ألقى ذلك مسؤولية على علماء الاقتصاد الإسلامي ليقدموا للبشرية من يصلح حالها كما صلح أولها.. هذه المقدمة وردت لحديث لدكتور حسين حسين شحاتة الأستاذ بكلية التجارة جامعة الأزهر فى كتابه ( إدارة الأزمات الاقتصادية) (مواقف من حياة الرسول ) واشار شحاته فى كتابه الى ان الرسول فى بداية دعوته واجهته العديد من المشاكل لم يفصل الاقتصاد عن الدعوة، وقال فلا بد للدعوة من قوة اقتصادية و لا بد للاقتصاد من قوة عقائدية و قوة خلقية و قوة اجتماعية و قوة سياسية.: وابان شحاته بان الرسول (ص) كان له منهج متميز في معالجة هذه المشاكل، و كان هذا المنهج يقوم على أساس أن الإسلام نظام متكامل شامل يتكون من عدة نظم فرعية، و لا يجوز أن نعالج مشكلة بالانعزال عن النظام الأصلي،أن هناك علاقات تبادلية سببية بين نظم الإسلام الفرعية. و من ثم عند معالجته للمشاكل الاقتصادية لم يعالجها بالانفصال عن النظم الاعتقادية و الخلقية و الاجتماعية و السياسية، لأن الجميع يمثل كياناً واحدًا هو النظام الإسلامي الشامل. ويقول شحاته فى كتابه ان المال في الإسلام عصب الحياة و أساس تعمير الأرض، هو وسيلة لإعانة الإنسان على طاعة الله، و لذلك لا بد من أن يكون هناك ربط بين المال الصالح في يد الرجل الصالح، و لقد اهتم الرسول بذلك، فعندما هاجر إلى المدينة كانت سوق اليهود في المدينة في حي بني قينقاع و كان يسود هذ السوق الغش و الربا و أكل السحت والاستغلال و الخداع و الاحتكار، و كانوا يبيحون الربا بينهم و بين المسلمين و قال القرآن في ذلك: {ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل} و كانت الحياة الاقتصادية خاضعة لغير المسلمين، لذلك أنه لا بد و أن تكون هناك مواجهة . واوضخ شحاته أسس السوق ابان عهد المصطفى عليعه السلام وقال انها تتمثل فى حرية المعاملات بشروط معينة وهى ،عدم التضييق حتى تسهل المعاملات. وعدم فرض الرسوم على الأسواق حتى لا تكون سببًا في ارتفاع الأسعارو تحريم الاحتكار و التحكم. وتحريم الغش و الربا. واستعرض الدكتور شحاته فى كتابه نماذج سلوكية لحياة الرسول وقال انها كانت بمثابة عبر استفاد منها حيث يؤخذ من هذه النماذج أن المسلم يجب أن تكون حياته كلهالله سبحانه و تعالى و ينظر إلى المأكل و المشرب و الملبس ونحو ذلك على أنها وسائل تعينه على عبادة الله سبحانه وليست في حد ذاتها غاية مقدسة واوضح شحاته بانه ينظر الى تلك السلوكيات كما يؤخذ من هذه النماذج أن الرسول في الصبر عند المحن و الشدائد، و منها الشدائد الاقتصادية كان دائمًا قدوة ولم يتهاون في أمر الدعوة الإسلامية ولم يتنازل عن القيم و المثل و الأخلاق و السلوكيات التي أمر الله بها وبذلك استحق النصر بعد الأزمة و اليسر بعد العسر .