القاهرة : وكالات تلقى الرئيس المصري محمد حسني مبارك رسالة امس من رئيس الجمهورية المشير عمرحسن أحمد البشير تتعلق بتطورات الأوضاع على الساحة السودانية و خاصة تطورات الأوضاع في دارفور و الأزمة بين السودان و المحكمة الجنائية بجانب سير تنفيذ اتفاق السلام الشامل و العلاقات السودانية التشادية جاء ذلك خلال استقبال الرئيس مبارك امس لوزير الخارجية دينق ألور الذي يزور القاهرة حاليا حيث جرى خلال اللقاء إستعراض مجمل الأوضاع على الساحة السودانية والجهود المصرية فى دعم السلام والاستقرار بالسودان وجهود التنمية واعادة الإعمار في الجنوب وصرح وزير الخارجية عقب اللقاء أنه قدم شرحا للرئيس مبارك حول ملتقى مبادرة أهل السودان و توصياته المحتملة خلال الأيام القادمة ، مشيرا إلى أن هذه المبادرة من شأنها مساعدة مبادرة الجامعة العربية و الاتحاد الأفريقي برئاسة قطر للوصول إلى أرضية مشتركة بين الحكومة و الحركات المسلحة في دارفور. و بالنسبة للأزمة الحالية بين السودان و المحكمة الجنائية أوضح وزير الخارجية أن الرئيس مبارك متفهما لهذه القضية ( ومتفاعل جدا معها) ووجه بتمليك السودان دراسات لخبراء مصريين في هذا الصدد من شأنها أفادة السودان في مواجهة ادعاءات المحكمة الجنائية ، لافتا إلى أن تلك الدراسات مهمة جدا و سيستفيد منها السودان و قال وزير الخارجية دينق ألور في تصريحاته أنه قدم شرحا للرئيس مبارك حول ماتم تنفيذه من اتفاقية السلام الشامل و ما تبقى منها وأثره على المرحلة المتبقية من الفترة الإنتقالية وصولا إلى الاستفتاء في 2011 ( وهو مرتبط بطريقة تعامل حكومة الوحدة الوطنية مع تنفيذ اتفاق السلام ) ، منوها إلى أن مصر لديها إهتمام كبير بوحدة السودان التي ترتبط بصورة مباشرة باتفاقية السلام الشامل لذا ( وضعنا الرئيس مبارك في الصورة ) وهو نصح بضرورة تنفيذ الاتفاقية وفقا لما تم الاتفاق عليه في نيفاشا لكي تعطي تأثيرا ايجابيا على نتائج الاستفتاء المقبل. وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك تطمينات بشأن وحدة السودان في الاستفتاء القادم ، وما يثار من أن اتفاقية السلام بين الشمال و الجنوب ليست نموذجا يحتذى به لحل مشكلة دارفور رد الوزير دينق ألور أن هناك إختلاف كبير بين مشكلة الجنوب و مشكلة دارفور ، مشيرا إلى أن اتفاق السلام الشامل يعطي خيار الوحدة بصورة واضحة و قيادة الحركة الشعبية هي قيادة وحدوية وموقفها واضح في هذا الشأن. و حول إعادة التمثيل الدبلوماسي بين السودان و تشاد و تطبيع العلاقات والضمانات التي حصلت عليها حكومة السودان بعدم تكرار تشاد لخرق الاتفاقيات الموقعة بين البلدين أوضح الوزير ألور أن هذا الاتفاق تم التوصل إليه عبر مجموعة الاتصال برئاسة ليبيا و الكنغو برازفيل و هم القائمين على هذا الإتفاق الخاص بإعادة الدبلوماسيين و فتح السفارتين في البلدين كما أن المجموعة هي الضامن لتنفيذ هذا الاتفاق بجانب التنسيق بين البلدين لضمان عدم عودة التوتر في العلاقات وحول الدور المصري في دفع الحركات الدارفورية نحو المبادرة العربية و الأفريقية برئاسة قطر، والدور العربي في قضية دارفور قال وزير الخارجية أن الدور المصري مهم للغاية نسبة لما تحظى به مصر من ثقة لدى الحكومة و الحركات الدارفورية و يسعى الطرفان إلى أن يكون لها دور في حل المشكلة وأوضح أن الدور العربي فاعل في قضية دارفور و هناك ثلاث منظمات اقليمية قامت بأدوار فاعلة منها الجامعة العربية و الاتحاد الأفريقي و منظمة المؤتمر الاسلامي و جميعها لها ادوار فاعلة وهي ضاغطة على المحكمة الجنائية و لصالح السودان وفيما يتعلق باتفاق السلام الشامل أوضح وزير الخارجية أن اتفاق السلام الشامل يعني خيار الوحدة و هي أولوية الحركة الشعبية ، و شرطها الوحيد هو تطبيق هذا الاتفاق بشكل كامل وحول العلاقات الثنائية أكد وزير الخارجية أنها إحدى الموضوعات الكثيرة التي تم بحثها مع الرئيس مبارك ، مشيرا إلى وجود عدد من المشروعات المشتركة بين البلدين في المجالات الإستثمارية و الخدمية بالأضافة للتعاون الثقافي و الدبلوماسي ، مشيرا إلى أن هناك وفد استثماري مصرى كبير سيزور السودان في 26 من الشهر الجاري ، و سيلتقي مع المسؤولين في الخرطوم و جوبا.