وكالات: حذرت دراسة بريطانية جديدة من أن العمل فى مهن متدنية المستوى والبقاء تحت سيطرة المدراء والموظفين الأعلى مرتبة لمدة طويلة, يزيد خطر الإصابة بالأمراض القلبية. وأوضح الباحثون فى كلية لندن الجامعية, أن سبب الارتباط بين تدنى المستوى الاجتماعى والاقتصادى وضربات القلب يرجع إلى التوتر الذى يزيد من سرعة دقات القلب ويقلل قدرته على الاستجابة للمؤثرات الخارجية, وهو ما أثبتته الدراسات السابقة أيضا التى بينت وجود نسبة أعلى من أمراض القلب بين العمال فى المستويات المهنية المتدنية. ووجد هؤلاء بعد متابعة أكثر من ألفى رجلا من الموظفين فى الخدمة المدنية البريطانية, حيث يتم تصنيف العمال فيها لدرجات وظيفية حسب الراتب, أن استجابة القلب للمؤثرات الخارجية قلت بشكل كبير كما ازدادت سرعة نبضاته بين الرجال فى الوضع المهنى المتدنى ويعانون من ضعف السيطرة فى العمل. ولاحظ الباحثون أن معدل نبضات القلب عند هؤلاء الرجال كانت أسرع بحوالى 2.3 نبضة فى الدقيقة, مقارنة بنظرائهم فى المراكز المهنية العليا. وكشفت هذه الدراسة التى نشرتها مجلة "سيركيوليشن" الصادرة عن جمعية القلب الأمريكية, ودامت لمدة 20 عاما, أن سرعة نبضات القلب وضعف استجابته كانت ظواهر مصاحبة لما يعرف بالمتلازم الأيضى الذى يتألف من اتحاد عدة عوامل خطر تزيد فرص الإصابات القلبية. ولاحظ الباحثون أن هذا الارتباط بين تدنى مستوى المهنة وأمراض القلب بقى قائما حتى بعد ضبط عوامل الخطر الأخرى كالتدخين وسوء التغذية وقلة الرياضة. ويعتقد العلماء أن الجهاز العصبى الذاتى الذى يتحكم بالوظائف اللاإرادية كنبضات القلب, يستجيب بطريقة ما للمؤثرات والعوامل البيئية, مشيرين إلى أهمية أن ينتبه الأشخاص الذين يعانون من مشكلات فى العمل أو يشعرون بعدم الرضا عنه, لصحتهم وأنفسهم ومحاولة تغيير هذا العمل ليتجنبوا خطر الأمراض.