الراى العام تعادل منتخبنا الوطني بهدف لكل امام نظيره المنتخب المالي في اللقاء الذي جمع بينهما مساء امس على ملعب استاد المريخ بأمدرمان ضمن التصفيات المزدوجة لبطولتي كأس العالم والامم الافريقية بعد ان كان منتخبنا الوطني الاقرب لتحقيق الفوز لولا سوء الطالع والشفقة والتسرع الذي سيطر على لاعبي منتخبنا وهو يعمل على تنفيذ الجمل التكتيكية في الشق الهجومي، بينما اعتمد المنتخب المالي على الارسال الطويل عن طريق الهجمات المرتدة. الشوط الأول لعب منتخبنا الوطني بالتنظيم «2/4/4» وبتشكيلة تضم حافظ في حراسة المرمى وطارق مختار واحمد الباشا وبلة جابر واسحق كرنقو «رباعي دفاع»، موسى الزومة والشغيل وقلق وهيثم مصطفى «رباعي وسط»، مدثر الطيب وهيثم طمبل «ثنائي هجوم». بهذا الوضع نجح منتخبنا الوطني في امتلاك الكرة والاستحواذ عليها والتحرك والبناء في شكل تمريرات طويلة بغرض اختراق دفاع المنتخب المالي واحراز هدف يربك به الحسابات وتمكن بذلك من الوصول الى المنطقة الخطرة لاكثر من مرة ولكنه افتقد للتركيز في التعامل مع معظم الكرات. وبالمقابل لعب المنتخب المالي بالتنظيم «2/4/4» وبمشاركة كل نجومه المعروفين بقيادة سيدو كيتا وعمر كانوتيه وتراوري وصموئيل وعمل المنتخب المالي على التعامل مع المباراة بهدوء وبرود شديد وباحترافية كبيرة وعمد من خلال ذلك على التمرير الممرحل والتنقل للقيام بعملية السحب لخلق مساحات وفراغات في نصف ملعب منتخبنا الوطني والتفكير في امتصاص حماس لاعبي منتخبنا وعزله عن جماهيره وبدأ في الاسراع والتقدم مما زاد العبء على خط دفاع منتخبنا الوطني. مع مرور الزمن ارتفع ايقاع اللعب لافراد منتخبنا الوطني وتخلوا عن الرهبة والخوف وعملوا على تنظيم الالعاب وشكلوا خطورة على دفاع المنتخب المالي وكان الاقرب للوصول للشباك واحراز الاهداف. في الدقيقة «19» قاد المنتخب المالي هجمة مضادة مستغلاً تقدم افراد منتخبنا الوطني ليرسل «تراوري» كرة عالية يقابلها «الباشا» ويعيدها للداخل ليجدها سيدي كيتا ويحولها في المساحة الخالية ليجدها «عمر كانوتيه» ويسددها في المرمى محرزاً الهدف الاول لمنتخب مالي في ظل غياب الرقابة والتغطية. بعد هذا الهدف المفاجئ عمل منتخبنا الوطني وتحرك بإيجابية وتعامل مع مجريات المباراة بثقة كبيرة ويقود هجمات متنوعة عن طريق العمق والاطراف ويصل الى المنطقة الدفاعية للمنتخب المالي بطريقة خطيرة لاكثر من مرة. وفي الدقيقة «24» مرر «قلق» كرة بينية وسط دفاع المنتخب المالي ليتسلمها «مدثر الطيب» بمهارة فائقة ويسيطر عليها ويسدد كرة على الطائر محرزاً الهدف الاول لمنتخبنا الوطني على يمين الحارس ليفعل هذا الهدف فعل السحر في نفوس افراد منتخبنا ليقدم اداءً جاداً وقوياً ولكن عابه التغطية والرقابة وعدم المراقبة لمنابع الخطورة في المنتخب المالي ليجد «كانوتيه» فرصة ذهبية في الدقيقة «31» وكاد يحرز الهدف الثاني لولا تدخل الحارس في الوقت المناسب وينقذ الموقف لينتهي الشوط الاول بالتعادل بهدف لكل. الشوط الثاني منذ انطلاقة الشوط الثاني اتضح بأن المنتخب المالي يشدد هجماته ويكثفها عن طريق الجهة اليمنى لدفاع منتخبنا الوطني بالعمل على امتلاك الكرة وتمريرها في وسط الملعب وتحويلها بصورة مفاجئة عن طريق الارسال الطويل الى الجهة اليمنى لدفاع منتخبنا مما اربك الاداء الدفاعي لتشكل الهجمات المرتدة خطورة، ولكن مع مرور الزمن نشط الاداء لمنتخبنا الوطني وكان الاقرب لتحقيق الفوز اذا احسن التركيز خاصة بعد الاستبدال الذي اجراه المدرب بخروج «كرنقو» في الدقيقة «14» ليحل مكانه مهند الطاهر الذي لعب في عمق الوسط ويتحول موسى الزومة الى وظيفته بالطرف الايسر الشئ انعكس بصورة ايجابية عن الاداء بصورة عامة، حيث امتاز الاداء بالتمرير السريع مما تسبب في ارهاق لاعبي المنتخب المالي الذي واصل في الضغط الهجومي ويتألق دفاع منتخبنا الوطني في افساد كل الكرات. في الدقيقة «21» مرر هيثم مصطفى كرة في عمق دفاع المنتخب المالي ليتسلمها «مهند الطاهر» بمهارة كبيرة ودار حول نفسه لترتد من الحارس ويسددها مدثر الطيب رأسية لتعلو العارضة، حيث سيطر عليه الشفقة والتسرع ويضيع هدف مؤكد لمنتخبنا الوطني. في الدقيقة «22» استبدل المنتخب المالي بخروج مصطفى ليحل مكانه عبد الله لايقاف السيطرة الميدانية لمنتخبنا الوطني الذي استبدل «قلق» ويحل مكانه راجي عبد العاطي وتزداد خطورة ألعاب منتخبنا ويواصل في قيادة الهجمات التي ادخلت الربكة والاضطراب في صفوف لاعبي المنتخب المالي الذي واصل في قيادة الهجمات المرتدة. في الدقيقة «37» اجرى منتخبنا الوطني تبديلاً بخروج المهاجم المتحرك والمزعج والخطير مدثر الطيب ليحل مكانه عزالدين الحمري ويواصل منتخبنا في الاداء الجاد والقوي ليفرض اسلوبه على المنتخب المالي الذي اجرى استبدالاً بخروج «صموئيل» ليحل مكانه «سليمان» لتأتي الدقيقة «43» ويقود منتخبنا الوطني هجمة منظمة وسريعة ويمرر هيثم مصطفى كرة «مقشرة» لمهند الطاهر الذي يتواجد في عمق دفاع المنتخب المالي ويسيطر على الكرة بكل مهارة ويعدل من وضعه ويسدد كرة قوية تعلو العارضة ويضيع هدف مؤكد لمنتخبنا الوطني بعد ان تعامل مع الكرة بشفقة وتسرع لاحراز الهدف ليعلن الحكم بعد ذلك عن نهاية المباراة بتعادل منتخبنا الوطني مع المنتخب المالي بهدف لكل. وفي اعتقادنا أن النتيجة لا بأس بها خاصة اذا نظرنا للظروف الصعبة التي مرت على منتخبنا الوطني وهو يستعد لهذه المباراة وعلينا العمل على الاعداد والاستعداد بصورة افضل للمباريات المقبلة ويمكننا بمزيد من الجهد ان نقلب كل التوقعات في هذه المجموعة.