سونا اتساع رقعة السودان جعلته يكون عرضة لزراعة الألغام علي حدوده مع الدول المجاورة اثناء الحرب العالمية الثانية اضافة للحرب الأهلية بالجنوب التي دامت أكثر من عشرين عام زرعت خلالها كمية كبيرة من الالغام كل هذه الأسباب أدت إلي أن يصنف السودان في المرتبة العاشرة من حيث انتشار الالغام في اراضيه عالميا كما احتل المرتبة الثالثة بعد انغولا وموزمبيق افريقيا حيث اشارت الدراسات الأولية الي زراعة 2 مليون لغم وذخائر متفجرة في مساحة تقدر 000ر80 كلم مربع في كل انحاء السودان. شعار الاحتفال باليوم العالمي للالغام الذي اختاره المركز القومي للالغام بالتعاون مع منظمات الاممالمتحدة والمنظمات الوطنية الطوعية العاملة في مجال الالغام بالسودان هذا العام وهو من اجل سودان خالي من الالغام يحتاج لتضافر الجهود الرسمية والشعبية لتحقيقه قبل حلول العام 2014 وهو الزمن الذي حدد وفقا لاتفاقية "اتوا" لمكافحة الالغام المصادق عليها السودان في 2003 ودخلت حيز التنفيذ في 2004. العميد مهندس العوض البشير مدير المركز القومي لمكافحة الالغام عبر عن ارتياحه للانجازات التي تحققت في قطاع الالغام في المناطق المتأثرة بالشمال والجنوب مشيرا الي ان عشرين ولاية من ولايات السودان تأثرت بالالغام منها 14 ولاية تأثير مباشر وهى ولاية البحر الاحمر وجنوب كردفان والنيل الازرق وولاية كسلا اضافة لولايات الجنوب مستعرضا انجازات الفريق الوطني منذ انشائه بقرار جمهوري في 2006 وتكوين مفوضية للالغام بالجنوب لتعاونه علي تنفيذ اتفاقية اتوا في بنودها الاربعة وهى محور الازالة الذي بدأ بالمشروع الحيوي ازالة الالغام من طريق السكة حديد بابنوسة واو بطول 446 كلم في زمن وجيز وبأقل تكلفة ثم بعد ذلك طريق كسلا همشكوريب بطول 224 كلم وطريق كسلا - بلس - وكسلا - اللفة وهو الطريق الذي يربط السودان باريتريا. وفي الجنوب ذكر ان المركز بالتعاون مع مفوضية الالغام قام بتنظيف طريق السلام وهو الطريق البري الذي يربط شمال السودان بجنوبه ويبدأ من الرنك الي ملكال ثم بور ثم جوبا ويبلغ طوله 987 كلم كما تمت نظافة حوالي 100 2 مليون متر مربع في ولاية اعالي النيل ساهمت بصورة كبيرة في استقرار العائدين من النازحين واللاجئين. واشار العوض للانجازات التي تمت في ولاية البحر الاحمر شملت طريق طوكر - قرورة بطول 138 كلم وفي النيل الازرق تمت نظافة 600 الف متر لخدمة توصيل ابراج الكهرباء للمنطقة اما في جنوب كردفان فقد بدأ العمل في ازالة الالغام منذ توقيع اتفاقية وقف اطلاق النار بجبال النوبة عام 2003 وشملت النظافة عدة طرق اهمها كادقلي - الحمرة - كاودا وطريق كادقلي - تلودي واضاف قائلا بان الانجازات في المناشط الاخرى الخاصة بالتوعية وتأهيل ضحايا الالغام قطعت شوطا كبير في كل الولايات مشيدا بالجهود التي تبذلها المنظمات العالمية والطوعية في مجال التوعية وتأهيل الضحايا واعادة دمجهم في المجتمع اضافة الي تملكهم وسائل انتاج وتشير التقارير الي ان عدد ضحايا الالغام في السودان حتى الآن 400/4 مصاب. واثنى العوض علي الخطوة الايجابية التي حققها السودان في التزامه بتدمير المخزون الاستراتيجي للالغام بالنسبة للجانبين القوات المسلحة والحركة الشعبية الذي يقدر 485ر14 لغم وتم تدميرها قبل الزمن المحد له وفقا لنص اتفاقية "اتوا" ووجد اشادة من الامين العام للامم المتحدة في تقريره السنوي عن الالغام وقد احتفظ السودان ب 5 ألاف لغم لأغراض التدريب وتطوير وسائل الكشف وتناول العميد العوض الخطة المستقبلية التي تسعى السلطة التنفيذية لتنفيذها في الفترة القادمة وتأتي في مقدمتها الخطة الانتقالية بالتركيز علي تأهيل الكادر الوطني في محاور اتفاقية "اتوا" الاربعة حتى يصبح السودان مؤهلا لاستلام برنامج مكافحة الالغام من منظمات الاممالمتحدة في الزمن المحدد في العام 2011 مؤكدا جاهزية الفريق الوطني لتحمل المسئولية خاصة بعد تلقيه عددا من الورش التدريبية في الخرطوم ونيروبي بواسطة مكتب الاممالمتحدة لمكافحة الالغام. وقال ان المركز سينفذ عدة مشاريع ازالة في كل من كسلا والنيل الازرق وجنوب كردفان والبحر الاحمر اضافة للولايات الجنوبية شاكرا المانحين الذين ساهموا في توفير الدعم الفني والمادي داعيا للمزيد من التعاون حتى تزال كل الالغام من ارض السودان الاستاذ جورج كوج باراج مفوض مفوضية الالغام بالجنوب قال ان التاثير الأكبر للالغام بالولاياتالجنوبية ولذلك تم وضع اولويات لتنفيذ الخطة بالتركيز علي الطرق الرئيسية بين المدن الكبيرة - كطريق ملكال - خور فلوس وطريق ايوت - بكتاب - بانجور وطريق يامبيو - طمبره - واو بجانب نظافة الطرق الفرعية وعدد من حقول الالغام في المناطق الخطرة كما تمت نظافة الطرق التي تربط الجنوب بدولتي يوغندا وكينيا اضافة للعمل الذي تقوم به المفوضية بالتعاون مع المنظمات فى مجالي التوعية وتأهيل ضحايا الالغام. ودعا الاستاذ عبد العاطي عبد الخير مدير الحملة السودانية لمكافحة الالغام التي تضم 72 منظمة عالمية ووطنية لتوفير الدعم المادي للمنظمات الوطنية حتى تستطيع ان تقوم بدورها علي اكمل وجه خاصة مجال التوعية وتأهيل الضحايا اضافة لجهودها في المناصرة والمساندة مؤكدا علي كفاءة وقدرة الكادر السوداني العامل في مجال الالغام.