الخرطوم: smc نظم مركز دراسات المجتمع (مدا) مؤتمراً صحفياً بقاعة المركز السوداني للخدمات الصحفية (smc) ظهر اليوم حول مشاركة المنظمات غير الحكومية في مؤتمر ديربان (2) لمناهضة التمييز العنصري تحدث فيه البروفيسور حسن حاج علي والأستاذة مشاعر الدولب وحضره لفيف من الإعلاميين والمهتمين . ابتدر الحديث بروفيسور حسن حاج علي مبيناً أن الوفد السوداني المشكل من منظمات المجتمع المدني شارك بفاعلية ومثل السودان خير تمثيل واستطاع عكس الصورة الحقيقة لحقوق الإنسان في السودان. وقال بروف حسن إن هناك بعض الدول الغربية قاطعت المؤتمر مما يؤكد ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين وعدم قبول الآخر لدى بعض الدول الغربية التي تدعي الديمقراطية وتنتهك حقوق الإنسان. مثمناً دور منظمات المجتمع المدني السوداني التي شاركت في المؤتمر التي كان لها الأثر الفعال حيث استطاعت عكس الصورة الحقيقة لواقع حقوق الإنسان في السودان وأوضحت مواقف السودان في الكثير من القضايا ذات الصلة بالمؤتمر. منتقداً في الوقت نفسه الآلة الإعلامية الغربية التي ثبت وتفبرك إدعاءات وأكاذيب ضد السودان. وزاد قائلاً أنه منذ آخر مرة اجتمع فيها مؤتمر ديربان في عام 2001، شهد العالم زيادة في نوع العنصرية المعروف ب(الاسلاموفوبيا). أحداث الحادي عشر من سبتمبر المؤسفة أعطت للبعض الضوء الأخضر لإطلاق موجة من الحقد والبغض ضد الإسلام والمسلمين.وفي دائرة السياسة أصبح ما يسمى بالحرب على الإرهاب مظلة جامعة للدول حول العالم تنفذ من خلالها سياسات وقوانين داخلية وخارجية تستهدف دول ذات أغلبية مسلمة وأقليات مسلمة في دول أخرى تحت شعار "الحرب على الإرهاب". شنت الولاياتالمتحدة حرباً على كل من العراق وأفغانستان تسببت في مقتل الآلاف من الأبرياء دون أن يجعل هذا العالم مكاناً أكثر أمناً من الإرهاب. إسرائيل شنت حرباً على لبنان صيف عام 2006م، مؤخراً على غزة، أدت إلى مقتل مئات وجرح الآلاف والتدمير الشامل للبنية التحتية في غزة. الحكومة الإسرائيلية اليوم تتبع سياسة التطهير العرقي البطيء في القدس بالاستيلاء على بيوت الفلسطينيين وطرد الأسر. معتقل غوانتانامو المدار من قبل الحكومة الأمريكية يحتوى على المئات من المعتقلين المسلمين من غير توجيه أي تهم لهم أو محاكمة وقد كان من بينهم مصور الجزيرة السوداني سامي الحاج الذي كان محجوزاً لست سنين وقد تعرض للتعذيب والعنف، حتى تم إطلاق سراحه العام الماضي. مايسمى بالحرب على الإرهاب تسبب في اعتقال الكثير من الشباب المسلم في سجون سرية من خلال عمليات تعرف ب(التسليم الخاص) حيث يتم تطبيق أبشع أنواع الخطف والتعذيب. في هذا السياق لابد من أن نشير بالاستحسان إلى سياسة الإدارة الأمريكيةالجديدة نحو إغلاق هذا المعتقل والقضاء على أساليب التعذيب والسجون السرية. أظهرت وجهها القبيح في أوروبا وأمريكا الشمالية حيث تعاني الجاليات العربية والإسلامية من أنواع مختلفة من التمييز. هذا يضم تطبيق قوانين تحت شعار (الأمن القومي) الزيادة في عمليات التفتيش الأمنية المذلة في المطارات مثال على ذلك التي أصبحت شيئا عادياً. استهداف المنظمات الخيرية والإغاثية المسلمة بتهمة تمويل الإرهاب قلل من الإعانات المتوفرة للإغاثة وحالات الطوارئ في كثير من الدول المسلمة بما فيها. الاسلاموفوبيا أيضاً أظهرت نفسها في شكل التهجم على شخصية النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في صورة الكاريكاتيرات العنصرية المنشورة في صحف أوروبية يمينية من بضع سنوات في استخدام غير صحيح لحق حرية التعبير. يجب الدفاع عن حرية التعبير، ولكن التهجم غير العقلاني على الأديان لإثارة الكراهية والخوف من الأجانب (الزاينوفوبيا) مرفوض ويجب مجابهته. الاسلاموفوبيا تتجلى كذلك في العرض غير الصحيح للعرب والمسلمين في الإعلام الغربي والتقليل من فرص الرد عليها. في كثير من الأحيان يعرض العرب والمسلمين كإرهابيين، غير عقلانيين، ممارسون للتميز الجنسي، وعنيفين. مثل هذا العرض يغرس صوراً نمطية عن المسلمين في العالم ويصعب مسألة الوصول إلى الحلول سياسية واقتصادية في العالم الإسلامي أحياناً. قضية دارفور وشكل عرضها في الإعلام الغربي يمثل نموذجاً لعرض قضية سياسية واقتصادية في إطار تصورات نمطية سالبة. الإعلام الغربي يعرض مشكلة دارفور أنه صراع بين العرب (الأشرار) و (الضحايا) الأفارقة هذا الوضع ليس خاطئاً فحسب ومجرد من التحليل السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ولكنه تسبب في إطالة النزاع عن طريق جعل مواقف الحركات المسلحة في دارفور أكثر تشدداً لأنهم يعتقدون إن الغرب معهم.