مجموعة الإصلاح تتمسك بإقالة السكرتارية بالولاية تقرير : (smc) لم يجف مداد من كتبوا عن خلافات الحركة الشعبية على مستواها الأعلى بحديث القياديان لأم أكول وغازي سليمان، إلا وهبت رياح عاتية من جهة الشمال تقول أن الأحداث تصاعدت بصورة متسارعة في صفوف الحركة الشعبية بالولاية الشمالية على خلفيتان، أولها طلب الحركة من حكومة الولاية سحب ممثلها بالمجلس التشريعي (امير ضرار) لمواقفه الإيجابية الرافضة لقرار المحكمة الجنائية بحق رئيس الجمهورية .. وثانياً قرار لمجموعة مكونة من (35) قيادياً بالمكتب التنفيذي ومجموعة الإصلاح بالولاية الشمالية محتواه (سحب الثقة من سكرتير الحركة الشعبية بالولاية الشمالية) الأسبوع الماضي. الاجتماع الساخن المذكور قرر سحب الثقة عن سكرتير الحركة بالإضافة الى حجز ممتلكات الحركة بما فيها السيارة التي يستخدمها المذكور وتكليف كوال اقويك ليقوم بمهام السكرتارية ..الأحداث بالولاية الشمالية حركت الساكن المقصود بقطاع الشمال، حيث تم تكليف وفد لرأب الصدع ومنع التشرزم داخل الحركة الشعبية، بجانب الوصول الى وفاق بين مجموعة الاصلاح التي تتمسك بإقالة سكرتير الحركة بجانب الأمين السياسي والمالي. وزير الحكم المحلي ازدهار جمعة التي تتهم هي الأخرى حسب ما ترى مجموعة الاصلاح بانتهاك المبادئ والأهداف الواردة في دستور الحركة، وتسببها في إبعاد القيادات الفاعلة من صفوف الحركة، والخلل التنظيمي والسياسي الذي لازم عمل الحركة بالولاية، بالإضافة إلى تراجع وتقليص عضوية الحركة بالولاية بسبب ما اسموه (الاساليب الرخيصة) والمؤامرات التي تحاك ضد أشخاص بعينهم يمثلون الثقل للحركة بالولاية. تصاعد الأحداث في الشمال يبدوا أنه ازعج القيادة العليا وقطاع الشمال التي بعثت وفداً رفيعاً لحسم الخلاف وحفظ ماء وجه الحركة هناك ... لكن الوفد الذي اجتمع مع قيادة الحركة بالولاية ومجموعة الاصلاح يبدو انه اصطدم برفض عنيد وتمسك واضح للقيادات باقالة المذكورين في اجتماع استمر لمدة ستة ساعات بحاضرة الولاية (دنقلا). ورغم ان الحركة بررت موقفها بسحب ممثلها بالمجلس التشريعي واستبداله بعضو الحركة شمس الدين عبدالرحمن بأنه أى (امير ضرار) يخالف الخط السياسي والتنظيمي للحركة، إلا أن رئيس المجلس التشريعي الأستاذ محمد خليفة قال ان أمير يمثل رأى الحركة وأن مواقفه إيجابية في كل القضايا التي تتعلق بالولاية. ويرى محمد على موسى القيادي بالإصلاح بالحركة ان موقف المجموعة مبنى على السياسات المهددة لوضع الحركة بالولاية، والخروج من الأساس الذي أنبنت عليه الحركة في بناء السودان الجديد، من خلال العمل في كل قطاعات المجتمع. ويضيف ان ما يحدث بالحركة بالولاية الشمالية يمثل رغبة القيادة العليا بقطاع الشمال بتمسكها بالقيادات الضعيفة والهشة لتمرير أجندة معينة عبر القطاع للقيادة العليا للحركة، مؤكداً ان القيادات الحالية بالسكرتارية جاءت بالتعيين من القطاع ولم تمارس الديمقراطية في اختيار السكرتاريات بالولايات .. ولم يستبعد موسى حجب المراسلات التي تقوم بها السكرتاريات من قبل قطاع الشمال حتى لا يفضح أمرهم. وكانت مجموعة الاصلاح قد خاطبت الأمين العام للحركة باقان اموم حسب افادة القيادي بالحركة تاج السر حمد محمد عثمان، وإبلاغه أساليب السكرتارية التي حدودها في انتهاك المبادئ والأهداف الواردة في الفصل الثاني من دستور الحركة، وانعدام العدالة والمساواة بين قيادات الحركة، وعدم ممارسة الديمقراطية والمشاركة في العمل السياسي والتنظيمي للحركة، وانعدام المؤسسية والمحاسبة والشفافية، بجانب المؤامرات التي تحاك ضد القيادات، وتصعيد قيادات هشة وضعيفة على حساب القيادات المؤسسة والمؤثرة في حراك الحركة السياسي والتنظيمي، إلى جانب تصدع جسم الحركة وتناقص عضويتها على نطاق الولاية، وتدنى الاستقطاب ومحاولة إبعاد القيادات الفاعلة. يبدو ان الرياح التي أتت من جهة الشمال كانت عاتية رغم أنها لم تكن الأولى ... فزيارة ياسر عرمان نائب الأمين العام لقطاع الشمال للشمالية قبل شهور قوبلت بالرفض مما أضطر منظموا الرحلة بتغيير مسارها، أما الاجتماع الذي التأم بدنقلا لبحث الخلاف وحسمه يبدو أنه لم يروق للغالبية من قيادات الحركة هنالك.وثمة مؤشرات تدعو للربط بين ما يحدث لقطاع الشمال هنا وهناك، وبين اختلاف القيادات العليا بالحركة والتململ الذي يحدث بالولايات بين الشمالية والقضارف والبحر الأحمر، بما يشير الى الهدوء في بعض الولايات الأخرى الذي يسبق العاصفة. عموماً فأن اجتماع وفد الحركة بالولاية الشمالية رغم انه لم يقوم بابعاد القيادات المطعون فيها، لكنه أيضا لم يحسم خلافات ومشاكل الحركة بالشمالية.