الخرطوم :سونا اعلنت السلطة القضائية ان احكاماً بالاعدام صدرت في حق 36 من افراد القوات النظامية بولايات دارفور حتي الآن وقال مولانا دكتور عبدالرحمن شرفي قاضي المحكمة العليا ورئيس المكتب الفني والبحث العلمي في منبر السلطة القضائية حول واقع القضاء السودني امس ان نسبة الانجاز في الفصل في القضايا للعام 2008م بلغت 97% مقارنة ب 98% في العام 2007م مشيرا الي ان المحكمة العليا ومحاكم الاستئناف والجزئية استقبلت في العام 2008م 542 الف و223 دعوي تم الفصل فيها بنسبة 97% واضاف ان عدد قضايا القتل التي تم الفصل فيها بلغ 812 قضية وعشرة الآف قضية سرقة اعلي نسبتها في ولاية الخرطوم في حين تم الفصل في 4792 من قضايا الشيكات واكد شرفي ان القضاء في السودان يتمتع بالاستقلالية مشيراالي انه امر متوارث في الدساتير السودانية حيث تتمتع السلطة القضائية بالاستقلال المالي والاداري وان هناك ضمانات تكفل هذا الاستقلال منها عدم عزل القضاة وعدم التدخل في عمل القضاء واشار الي ان القضاء السوداني لديه خصائص تجعله نظاما متفردا ويتمتع بمرونة كبيرة تجعل القاضي قادرا علي محاكمة القضايا اياً كانت بحيث لايكون هناك تقديس للنصوص بل تغليباً لروح العدل اضافة الي ان هناك مادة في الدستور تعطي رئيس القضاء الحق في اصدار منشورات لمعالجة ما يستجد من احداث وقال دكتور شرفي ان القوانين تعالج المسائل الجوهرية وتترك للقضاء معالجة القضايا الاخري من خلال الاجتهاد ومنها الحياد المطلق في الدعاوي الجنائية والذي يعتبر حيادا ايجابياً واضاف ان النظام القضائي يلجأ لنظام الصلح والعفو حيث تراكمت له خبرة في فض المنازعات وترسيخ قواعد العدالة المجتمعية القائمة علي الصلح والتكافل منتقدا محاولات بعض الدول لاقامة نظام لمحاكم هجين داخل السودان مشيرا الي ان مايردده البعض عن عجز وعدم رغبة القضاء السوداني في اجراء المحاكمات مرده غياب المعلومات وقال ان قضية الصحافي محمد طه محمد احمد وجدت حقها كاملاً في نظام التقاضي وتوفرت لها كل سبل العدالة وتم منح المتهمين حق الدفاع بالمعايير الدولية والاستقصاء في الدعوي واستنفاد كافة طرق الطعن مشيرا الي ان القضية شهدت 72 جلسة وان قرار قاضي الموضوع صدر في 1400 صفحة وان اكثر من 20 قاضياً راجعوا قرار محكمة الموضوع عبر مراحل الاستئناف وقدم مولانا شرفي سردا لتطور القضاء في السودان ابتداءاً من سلطنة دارفور والسلطنة الزرقاء في سنار مرورا بالعهد التركي ودولة المهدية وعهد الحكم الثنائي مؤكدا ان القضاء حاليا يعتبر في ابهي صوره اشراقاً وذو فاعلية حقيقية اكثر من اي قضاء آخر .