سونا تهدف الرؤية القومية للاستراتيجية ربع القرنية 2007-2031م لاستكمال بناء أمة سودانية موحدة آمنة متحضرة متقدمة متطورة. ووفقاً لذلك فقد انعقد أمس الملتقى التفاكري الأول للإعلاميين السودانيين بالداخل تحت شعار دور الإعلام في تجديد الرؤية القومية وغاياتها الاستراتيجية وخاطب دكتور تاج السر محجوب الأمين العام للمجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي الملتقي موضحاً ان الاستراتيجية الشاملة ترمي إلى تحديد معالم المستقبل المختار وكيفية الوصول إليه باستنهاض طاقات الأمة كافة. وقال د. تاج السر إن غايات الاستراتيجية الشاملة تشمل الغايات الوطنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتنموية والتنظيمية مشيراً للدور الهام للإعلام في التبشير والتبصير بهذه الغايات من أجل تجذير الاستراتيجية الشاملة وتقديم إضاءات هامة مشيراً لسيكولوجية الإنسان السوداني التي ترغب في تحقيق الأفضل مبيناً الدور الرئيسي للإعلام في هذا المجال الذي يؤدي إلى تعميق الغايات الاستراتيجية في وجدان الأمة. وأكد د. تاج السر أن الإعلام من خلال التفاعل مع مقومات السلام الشامل ومقتضيات السيادة الوطنية يقوم بدوره الهام تجاه الاستراتيجية ويقود لمنهج الإحياء الثقافي وهو شديد الاهتمام بالتطور الديمقراطي الذي يقوم على ركائز الحكم الراشد ويدفع بمتطلبات التنمية المستدامة ويحفز المشروعات الرائدة التي تستهدف خفض معدلات الفقر كالنهضة الزراعية والصناعية كما أن الإعلام يتقدم مع البناء المؤسسي والقدراتي ويتطور مع تطوير الثقافات المعلوماتية والاتصالاتية و يدفع آليات تطوير البحث العلمي والتقني. د. كمال عبيد وزير الدولة بوزارة الإعلام والاتصالات أشار خلال الملتقى الي أن كافة القضايا الاستراتيجية لا تصلح للمناورة فقضايا السيادة الوطنية والسلام والفقر وغيرها قضايا مهمة لابد أن يعمل المجتمع على تطويرها. وقال إنه تتم الآن معالجة بعض البرامج والخطط استناداً على الاستراتيجية مشيراً إلى أن واحدة من قضايانا الهامة هي الشراكة في مجال الإعلام إذ أنه في مجال الحكم الراشد وسيادة القانون يجب تطوير شراكة فاعلة بين الجانبين من أجل تحقيق الهدف الاستراتيجي وأضاف أنه لابد للدولة من أن تضطلع بدورها وذلك بالقيام بتأسيس البنيات الأساسية للإعلام. وأكد د. كمال عبيد أن دور الإعلام مهم جداً في التركيز على كافة القضايا المحورية الكلية خاصة إذا أخذنا بمبدأ التخصص والنظر في مجال المساواة بين الجميع من أجل تلاقح الرؤى في كل قضية من القضايا بالتساوي علي ان تقوم الدولة بواجبها في مجال توفير المعلومة داعياً إلى ضرورة أن يتناول الإعلام حقوق المواطن السوداني بمنأى عن الصراع السياسي بحيث يتم تأمين المصالح العليا للمواطن وألا تنتهك هذه المصالح لمصلحة أطراف خارجية وتحقيق الأهداف التي تجتمع عليها الكافة لتحقيق التنمية والسلام والحكم الراشد وكافة الغايات والرؤى التي تحدثت عنها الاستراتيجية. ودعا سيادته للتصويب نحو الغايات والأهداف لتعزيز المواطنة والهوية السودانية والخروج من بؤر الاحتقان كافة والرد على الدعاوى المناوئة في وسائل الإعلام الأخرى. وأوضح د. مضوي الترابي الخبير الاستراتيجي أن التفكير الاستراتيجي هو المواءمة بين الثابت وهو الدولة والمتغير وهي الحكومات فالتفكير الاستراتيجي يقوم على أسس هي الرؤية والرسالة والمادة الاستراتيجية من ناحية الكم والكيف والمتابعة والقياس والتقييم. ودعا خلال الملتقى إلى ضرورة التفكير الإيجابي البعيد عن النظرة الحزبية الضيقة من أجل تحقيق الأهداف الكبرى مشيراً إلى أن تحقيق الاستقرار السياسي والسلام على مستوى الدولة هو المكون الأساسي في ديمومة وبقاء الاستراتيجية. ودار نقاش مستفيض في ختام الملتقى دعا فيه الإعلاميون المشاركون الي ضرورة تحقيق الشراكة بين الإعلاميين والدولة وذلك من أجل أن يقوم الإعلاميون بدورهم في التخطيط والهم الاستراتيجي فالقضية تتعلق بأمة كاملة مطالبين بإعطاء الإعلام دوره الريادي وذلك بدعم الإعلام بمعينات العمل المطلوبة من الدولة مشيرين إلى ضرورة العمل من أجل تطوير الأهداف بالحساب القيمي والأخلاقي من أجل ضبط المعايير الأخلاقية والنهوض بالأمة السودانية واستعجال بنائها.