تقرير: بابكر الحسن يعتبر الوصول إلى سوق افريقية مشتركة هو الهدف النهائي لاعضاء السوق المشترك لدول شرق وجنوب افريقيا (الكوميسا) التي تم التوقيع عليها في العام 8991م، بعد ان قررت الدول الاعضاء في منطقة التجارة التفضيلية لدول شرق وجنوب افريقيا (PTA) تطوير التعاون فيما بينها بعد النجاح الذي حققته هذه الاتفاقيات. وتهدف الكوميسا التي تضم «02» دولة في عضويتها الى النمو المتواصل والتنمية المستدامة بالانتاج والتسويق المتوازن والمتناسق وذلك بدفع عجلة التنمية المشتركة بانشاء مناخ استثماري محلي واجنبي وتعزيز العلاقات بين السوق المشترك ودول العالم. ونصت اتفاقية الكوميسا في بنودها علي استمرار تطبيق جداول التخفيضات الجمركية التي اقرتها منطقة التجارة التفضيلية والتي تبدأ ب «06%» أكتوبر 3991م، وتنتهي ب «001%» أكتوبر 0002م، مع ازالة جميع الحوافز الجمركية خلال عام من انضمام الدولة، والتوصل الى تعريفة جمركية «اتحاد جمركي»، في العام 4002م، ومن ثم التوصل الى اتحاد نقدي خلال اربع مراحل تنتهي في العام 2025م. وفي الايام القليلة الماضية عقد تجمع الكوميسا قمة للرؤساء بمنتجع شلالات فكتوريا شارك فيها الرئيس عمر البشير، وقد ركز في خطابه على نقاط معينة في الجانب الاقتصادي بعد تعزيز الموقف السياسي والأمني تجاه الجنائية ومحاولاتها اليائسة للهيمنة وانتهاك استقلال وسيادة الدول لنهب ثرواتها وطالب بتعزيز الجهود لحشد الانشطة المؤدية الى اتحاد جمركي يتجاوز العقبات وصولاً للمشاركة الفعلية عبر الاستقلال الامثل للموارد، وركز على دور القطاع الخاص والمرأة بصورة عامة، وعرج في حديثه على التنمية الزراعية وصندوق الكوميسا الانشائى. وفي السياق يقول د. عبد الحميد كاشا رئيس لجنة التجارة والصناعة بالمجلس الوطني ان الكوميسا هي احد التجمعات التكاملية الافريقية تهدف الى التعاون المشترك بين الدول الاعضاء في مجال الاقتصاد والاستقرار الأمني للمواقف المشتركة بين الدول الاعضاء والعالم الثالث باقامة حماية اقتصادية واقليمية في ظل معطيات الاحداث العالمية. واضاف كاشا ل (الرأي العام) ان مرحلة الاتحاد الجمركي تتم عبر مؤسسات اقتصادية تبدأ بالتجارة التفضيلية مروراً بالتعريفة الجمركية الخارجية ومن ثم الانتقال الى التجارة الدولية، التي تعتبر الكوميسا هي الممهد للانضمام إليها، واشار كاشا الى ان ذلك يتم عبر زمن طويل وتتبعه سلبيات وايجابيات كالتعاون بين هذه الدول. وأوضح كاشا ان السودان يعمل على تهيئة المناخ للمستثمرين الراغبين للدخول في شراكات استراتيجية بتحديد خارطة جغرافية للاستثمار مع تأهيل البنى التحتية للنظم المصرفية والطرق وغيرها، واشار كاشا الى ان مهمة صندوق الكوميسا هي تغطية الفاقد الايرادي للدول الاعضاء بعلم تغطية العجز ومعالجة بعض المشاكل خاصة ميزان المدفوعات نتيجة تخفيض وازالة الرسوم الجمركية. واضاف كاشا: يمكن للمجلس الوزاري تقديم طلب لبعض الاعانات وايضاً يمكن تستفاد من الصندوق في دعم بعض المشروعات، واشار كاشا الى مشاكل الانضمام والمشاركة والاندماج بين الدول خاصة لمواجهة الاشياء التي تهدد العالم الآن، وذلك بالدمج الاقليمي في العالم لأن القدرات التنافسية ضعيفة جداً. واشارت سيدة الاعمال وداد يعقوب رئيسة اتحاد سيدات الاعمال بالاهتمام الذي اولاه الرئيس في قمة الكوميسا للمرأة بصورة عامة وللقطاع الخاص بصورة خاصة، وثمنت دور الرئىس في دعمه وتبنيه لبنك الاسرة، واشارت وداد الى ما يسمى (Femcan) أو تجمع نساء الكوميسا والذي يهتم كثيراً بتطوير العلاقات بين سيدات الاعمال وقالت وداد: ان المرأة الافريقية عامة والسودانية خاصة هي رائدة في العمل وتقوم بادوار متميزة في العمل التجاري والصناعي، اضافة الى دورها كمنتجة في جميع النواحي سيدة او عاملة او ريفية. وفي السياق استبعد الفريق صلاح الشيخ المدير السابق للجمارك نجاح الاتحاد الجمركي للكوميسا وضرب مثال بدول الخليج والتي قال إنها لم تستطع استخدام العملة الموحدة والتعريفة الجمركية، واشار صلاح الى ان ميثاق روما 3591م الذي لم يكتمل إلاّ في العام 9002م، للدول الاوروبية المتقدمة. واضاف: ما بالك بالدول الافريقية (الكوميسا) واردف: السودان لم ينجح في صادرات الكوميسا وظل مستورد أكثر من اللازم وخاصة البضائع المصرية التي لم تجد حظها من التسويق في دول اخرى. وقال رغم تحكم التجارة المصرية في بعض السلع الاستراتيجية كالاسمنت وغيرها كالارز لم يكن هنالك إلتزام تجاري واضح من المصريين يرمي لاتفاق تجاري، واشار صلاح الى ان السودان يركز في جميع انشطته على السياسة قبل الاقتصاد عكس الدول المتقدمة، واضاف: نحن «تحركنا مشاعرنا ولا تحركنا مصالحنا» وان السياسة متغلبة على كل الأمور، واوضح ان الاقتصاد يعني (1+1=2) وقال (1+1) في السياسة لا يساوي «2» بل تعني اشياء كثيرة.