بسم الله الرحمن الرحيم تفاءل أبناء الولاية الشمالية كثيراً بانتخابهم للسيد/ والي ولايتهم الحالي لسببين اثنين، أولهما أنهم انتخبوه بمحض ارادتهم، والثاني أنه أحد أبناء الولاية ومن العالمين بمشاكلها. غير أن أهلنا في الولاية الشمالية ولما لم تمض الا شهور قليلة على هذا الانتخاب، انتابهم احساس بأنهم سلكوا الطريق الخطأ بهذا الاختيار الذي لم يصادف أهله والذي اصيبوا من جرائه بخيبة أمل كبيرة لأن الشخص الذي اختاروه لتولي مهام ولايتهم لم يثبت لهم انهم فعلاً احسنوا الاختيار ووضعوا الرجل المناسب في المكاسب. بل على العكس من ذلك، فقد اضحى مواطنو الولاية في قناعة بأن الوالي الحالي لا يرجى منه الكثير لتقديم شئ لصالح الولاية أو مواطنيها بالرغم من انه احد ابنائها. ويبدو أنه زاهد في هذا المنصب وغير راغب فيه اصلاً، إن لم يكن متوجساً من عظم المسئولية أو ربما عدم ثقة في امكانياته الذاتية للاضطلاع بهذه المهمة بالرغم انه كان نقيباً لاتحاد المحامين السودانيين لعدة دورات. ولكنه لم يفعل شيئاً خلال الفترة الماضية منذ توليه لمسئوليات الولاية الشمالية يعكس قدراته في القيادة كاتخاذ القرارات المهمة التي تصب في صالح انسان الولاية كما نرى ونسمع من رصفائه في الولايات الاخرى .. فنراه قد سلم نفسع لوزير الكهرباء والسدود وخضع له تماماً للدرجة التي احس معها مواطنو الولاية بأن الوالي الحقيقي لتلك الولاية هو السيد/ اسامة عبد الله وزير الكهرباء والسدود وليس سيادة الوالي المنتخب. فلا يمر يوم الا وهناك مشاكل تطل برأسها في الولاية ومنها مشاكل الاراضي والتي تتصدر كل المشاكل حيث يتم بيعها أو منحها للاجانب بقرارات فوقية وعلى رأسها (سئ الذكر) القرار رقم/ 206 الذي نزع اراضي الولاية ليتبعها لسد مروي أو تسليمها للاجانب صينيين ومصريين بدعوى استثمارها، وملاك الارض الحقيقيقين يتذمرون ويحتجون ليل نهار على تلك الاجراءات والوالي الهمام لا يحرك ساكناً يعكس به وجهة نظر مواطن الولاية وكأن الامر لا يعنيه من قريب أو بعيد .. فكيف يسمح شخص لنفسه أن يكون جسراً لتمرير قرارات جائرة في حق مواطني الولاية، بالرغم مما تطفح به الصحف اليومية والمواقع الالكترونية من مقالات تعكس رفض انسان الولاية الشمالية لهكذا قرارات واجراءات بحيث وصلت السخرية من احد كتاب المقالات بأن يصف الوالي الحالي "بكرزاي الولاية الشمالية" كناية على سلبيته وعدم مقدرته حتى على عكس رأي مواطني الولاية الرافض لتلك الاجراءات للجهات العليا، ولعلنا لا نجافي الحقيقة ان قلنا إنه ربما جيئ به شخصياً ليكون جسراً لتمرير كل اجراء او قرار مرفوض من قبل مواطني الولاية والذين يتم التعدي على حقوقهم نهاراً جهاراً وعلى مرأى ومسمع الوالي (الهمام) الذي ثبت أنه يمثل فعلاً لا قولاً دور ال (Yes Man) بامتياز حيث لا اعتراض لديه على أ ي قرار لا يصب في صالح مواطن الولاية مهما كان، ولا حتى ابداء رأيه الشخصي حوله .. بل ديدنه التسليم والاستسلام لكل ما ينزل عليه من قرارات دون مراعاة لمصلحة الولاية ولا مصلحة مواطنها .. أم - يا ترى – إنه حريص على موقعه الاداري في الولاية وموقعه في الحزب الحاكم كعضو، ويود الاحتفاظ بهما دون مواجهات ولذلك لا يهش ولا ينش .. فكيف يسمح لنفسه أن يلعب هذا السلبي الضار بانسان الولاية وهو المحامي الذي يفترض فيه ان يكون أحرص الناس للركون الى القانون والعدل والحفاظ على الحقوق التاريخية لمواطني الولاية بحكم موقعه واتخاذ مواقف ايجابية تسجل له حتى وان ترك المنصب بمحض اراداته او ازيح منه كما حدث لسلفه الاسبق المهندس ميرغني صالح الذي وقف في وجه القرار الظالم المعروف بالقرار رقم/206 رافضاً تبعية جل أراضي الولاية الشمالية ان لم كلها لادارة سد مروي وأبى السماح لنفسه ان يكون جسراً لتمرير قرار ظالم في حق الولاية وحق مواطنيها وهو المسئول الاول عنها وعن مواطنيها بحكم موقعه، ذلك الموقف الذي أدى الى الاطاحة به من موقعه كوالي للولاية رغم انه من كوادر الحزب الحاكم. وهو موقف سيسجله له أبناء الولاية في سجل التاريخ بأحرف من نور، كيف لا وهو الذي اختار لنفسه أن يكون هو الضحية وكبش الفداء بدلا من أن يكون شريكاً في عمل ضد مصلحة الولاية وأبنائها .. ليخلفه شخص مغمور نكرة عاث فساداً في الولاية حيث قام بييع جل الاصول الحكومية من مباني واراضي في سوق النخاسة (موقع المستشفى القديم مثالاً)، ولا يدري احد أين ذهبت عائدات بيع تلك الاصول... أما المستشفى الجديد فأمره عجب ان تراه من الخارج تجده تحفة معمارية اما من الداخل فتستقبلك الروائح الكريهة المنبعثة من الصرف الصحي الذي تم تنفيذه بطريقة عشوائية وبشكل رديئ لا يمت للمواصفات الهندسية بصلة .. وكل ذلك لكي يقول أنه انجز مشروعاً للولاية في عهده بينما الذي يزور المستشفى ويتجول فيه يقول ليته لم ينجز شيئاً.. فحالة عنابر وغرف المستشفى تغني عن كل سؤال فهي من السوء والرداءة بمكان بحيث لا يمكن وصفها في كلمات محدودة في هذا المقال .. أما جسر السليم – دنقلا، فقد تم افتتاحه هو الآخر قبل أن يتم فيه العمل بصورة مرضية وجيدة، فحاله ليس بافضل من حال المستشفى.. ومع ذلك كوفئ هذا المغمور على جرائمه تلك في حق الولاية ليتم تعيينه وزير دولة في وزارة اخرى قبل أن يلقى به الى خارج الحلبة في التعديل الوزاري الاخير، وهو الذي ليس له أي تاريخ سياسي ولا أكاديمي، وكل ما يعرفه الناس عنه أنه كان يوماً ما مجرد (ساعي) في احدى المصالح الحكومية في مرحلة من مراحل حياته. ذهب ذلك الوالي النكرة بكل اخطائه وسلبياته ليخلفه الوالي الحالي الذي اختاره مواطنو الولاية بارادتهم، وليتهم لم يفعلوا، فقد اصبح هو الآخر وبالاً عليهم بدلاً من أن يكون معيناً لهم. فان كان سلفه فساداً يمشى على قدمين فقد اضحى الخلف لا أمل فيه ولا رجاء منه البتة لزهده في المنصب وسلبيته في ادارة الولاية وتفريطه في مقدرات الولاية وعلى رأسها الاراضي الزراعية التي بيعت أو منحت للاجانب دون وجه حق ومواطن الولاية ينهش جسمه الامراض الخبيثة التي باتت ماركة مسجلة باسم الولاية في غياب الحد الادني من الرعاية الصحية على امتدادها طولاً وعرضاً. كما لم يتم حتى الآن اجراء اي بحوث علمية أو أي شئ من هذا القبيل في الولاية للوصول للاسباب الكامنة لانتشار هذا المرض القاتل فيها بمعدل يفوق كل المعدلات في مثيلاتها من الولايات الاخرى. ولكن السيد/ الوالي غير آبه بشئ من حوله ويتواجد في العاصمة مع اسرته اكثر من تواجده في مكان عمله في الولاية .. ولعل عدم اصطحابه لاسرته لتقيم معه في الولاية لحين انتهاء مهمته فيها، يعكس عدم رغبته في الاستمرار في هذا المنصب .. فان كان الامر كذلك فما ذنب الولاية ومواطنيها .. ولماذا لا يؤثر الابتعاد عن هذا المنصب بدلاً من الاستمرار فيه دون أن يقدم شيئاً ايجابياً أو انجازاً يحسب له.. ولماذا كل هذه السلبية وعدم الاكتراث لكل ما يجري من حوله في الولاية من تعدي صارخ على حقوق مواطنيها من الاراضي الزراعية والتي هي حق تاريخي لهم بحكم انتمائهم لها .. فان كانت هناك مشاريع تنموية يزمع اقامتها فلتكن تحت اشراف قيادة الولاية وحكومتها .. وليس تحت وصاية اشخاص مجهولون اتت بهم صدف التاريخ الى المنصب الوزاري، فجنحوا الى فرض سلطانهم على كل مقدرات الولاية وفي مقدمتها الاراضي الزراعة مدعوماً من المركز في عملية لا تخلو من الجهوية والقبلية .. أما الوالي الذي يفترض فيه أن يكون السلطان الاول في الولاية لا يحرك ساكناً ولا يسمع صوته لاحد .. صامت بلا حراك "بحر ابيض لا موج له ولا عرق" كما يقول المثل الشعبي .. فمتى سيكون لوالي هذه الولاية المنكوبةّ صوت وصدى كرصفائه من ولاة الولايات الاخرى، فظلم ذوي القربى اشد .. ومتى تكون له بصمات واضحة وانجازات للولاية وأهلها ليجعلها الله له في ميزان حسناته .. فالشمالية هي الجهة الوحيدة التي لم تبحث عن حقوقها حتى اليوم بالجوء الى السلاح أمام السلطة المركزية كما حدث في الجنوب الذي (ذهب مع الريح) ودارفور الملتهبة مع أماكن اخرى في كردفان والنيل الازرق، والشرق الذي يتحين الفرصة ليجدد المواجهة المسلحة مرة اخرى رغم الاتفاق الموقع بينه وبين المركز. فهل الشمالية مكتوب عليها التعاسة والفقر وقلة الموارد وعدم الاستئثار بأي مشروع تنموي بينما تجد جارتها الشرقية تعج بالمشاريع التنموية العديدة الزراعية منها والصناعية، من ضمنها خمسة مصانع اسمنت .. نعم خمسة مصانع اسمنت في ولاية واحدة .. صدق أو لا تصدق !!! بل وكل المشاريع الاستثمارية والتنموية المقدمة للسودان من الدول والمستثمرين الاجانب توجه لهذه الولاية دون غيرها .. أما لماذا فالجواب لا يحتاج لكبير عناء لمعرفته ولا يخفى عن فطنة القارئ .. أما الولايات الاخرى والولاية الشمالية أولاها، فليس من نصيب لها غير الامراض المميتة لانسانها ونباتها كالسرطانات والحشرة القشرية .. وغيرهما من البلاوي وواليها الهمام في سبات عميق وليس لديه أدنى اهتمام بشئونها .. فهل من مغيث لهذه الولاية يا ولاة الامور ؟؟ نأمل ذلك .. وحتى نرى شيئاً ايجابياً امام أعيننا في هذه الولاية .. لا يسعنا الا أن نقول: "حسبنا الله ونعم الوكيل". عبد العظيم ادريس