أغنية نوول اللوحة الخلفية مدينة سواكن ابان عصرها الذهبي كانت المركز التجاري الاوحد والبوابه التي بطل منها السودانيين للعالم الخارجي الحجيج السودانيين وسكان شرق واواسط افريقيا كانت معبرهم للاراضي المقدسة والمدينة تعج بالتجار من مصر واليمن والسعودية والهند والعراق وتركيا والصومال والجزيرة كانت مقرا للوكالات والشركات والعديد من البضائع والروائح العطرية والملبوسات تمر عبرها للسودان واهم المدن انذاك بربر وقد اختلطوا اهالي سواكن بالامرار والكميلاب والارتيقه والشعيباب الناطقين بلغة ( البداويت ) البجاوية مع الطيف العالمي العربي الاسيوي والمصاهرة معهم انتجت ( السواكنية ) برز منهم اليوم ال بعشر د. بعشر اول اختصاصي في الطب النفسي بالسودان مع د. التجاني وكذلك بازرعة اجداد الشاعر الرقم حسين بازرعة وآل باعبود ومصدق باعبود صاحب اسطول النقل البحري وال عبدربه والد المليونير محمد عبدربه صاحب شركات عبد ربه العالمية وآل جرتلي والد د. محمد عثمان جرتلي الشاعر الطبيب وآل يوسف الكابلي برز منهم عبدالكريم الكابلي الفنان الهرم و آل البربري التجار ببورتسودان وآل بيومي وآل العشي بكندا وآل شمس فقد كانوا رقما في أسواق سواكن وصاروا اسماء لا يستهان بها اليوم في بورتسودان - المدينة كان حاكمها التركي ممتاز باشا التي أنشأ دلتا طوكر وزراعة القطن واقام معسكر ( للنفي ) لمعارضي الدولة التركية في المرافيت جنوبطوكر وكانت المدينة يقطنها زعماء الامرار دربكاتي وعمده الارتيقة وعمدة الكميلاب عبدالقادر وتجار الهنود رامجي سامجي وشوتال بالمدينة مساجد الحنفيه والمالكية والشافعية والحنابله داخل ( الجزيرة ) وبالخارج جامع الختمية ( تاج السر ) الميرغني والشاذلية والبرعية والبدوية والقادرية وقصر الشناوي الشهير ذو 365 حجرة عدد ايام السنة . وكانت احياءها آنذاك ( الليلي ) والمشيل واندارا وكأس الدور والملكية وكانت بالمدينة اول مدرسة 1613م وفي حي ( الليلي ) كانت العذراء العاتكة الليمياء ( شكووان ) تداعبها نسمات الشمال الندية من البحر الابيض المتوسط معلنة انتهاء الصيف بسواكن وقدوم نسمات الشتاء الرقراقة التي تصاحبها امطار ( رزاز ) فكانت تداعب ابنها المصنوع من قصاصات القماش وتشدو مع الكلمات بلحن آسر تحكي لابنها سمعه ابائه وامهاته الحرائر الفضليات فاحتفظت الاجيال البجاوية الي يومنا هذا بالكلمات واللحن وتغنت بها ورقصت عليها برقصات رشيقة وتقول كلمات الاغنية للصبية البجاوية ( أريج ) ( تشكوان ) ليملن أيهه واياي شمال انفنيهيب درس هربايا إيان وهي مستلقية علي سريرها هبت عليها وداعبتها نسمات الشمال الندية مما جعلها في حالة استرخاء تام يغازلها النعاس والرغبة في الاسترخاء وهي تشاهد من النافذة عودة ( الخوجة ) المعلمين الي مدارسهم ايذانا بانتهاء الصيف ( الحرور ) وافتتاح المدرسة واهلنا مولعون بعلوم الجغرافيا ومسارها لتحديد الفصول صيف وخريف وشتاء و ربيع ومن ثم تعرج الصيبة الحسناء تهدهد طفلها وتلقن اذنية علي جذوره من الاباء والجدود وهم من الدوحة النبوية الشريفه من اشراف ( الحسنيين ) ابناء الحسن بن علي ( رضي الله عنه ) المنتشرين في خور بركة وغرب البحر الاحمر عشائر الاشراف همد شكون والشاطراب والتبتع فتقول انك يابنى من تلك السلالات الطاهرة النقيه من عترة الدوحة النبوية تشع من وجهك انوار الاشعاع النبوي فعش يا بنئ مرفوع الهامة فتقول : اوتبنتاي همد شكوواناي او شريف او شاطرابي وما ان تشب يابني ويقوى عودك وساعدك لابد لك ان تتحلى بصفات الكرم والشجاعة والحكمة والحلم هذه الصفات الاربعة يتصف بها سادة الناس فالجبن والخوار والخنوع لا تليق بسيد القوم فعليه ان يكون مقداما وجريئا وشجاعا يتقدم اهله في المعارك ويدافع عن عرضهم وارضهم وان يكون القائد حليما غيرمتهور يسوس الامور بميزان العقل ويبتعد عن اهواء العاطفة ويكون صدره رحبا لتقبل النقد ولايغتر بالمدح فينثني ويطرب فالناس يابني يجيدون لحن الحديث ويحسنون الطلاء لنيل منفعة وغنيمة ولكن بعض الناس لايغترون بالمدح فينثني ويطرب فالناس يابني يجيدون لحن الحديث ويحسنون الطلاء لنيل منفعة وغنيمة ولكن بعض النقاد ان كان حديثهم صعبا للقبول فهو كالدواء رغم مرارته يؤتي اكله بالشفاء فساده الدنيا الاسخياء فالكرم يابني يفتح نوافذ الامل للبؤساء والفقراء ( يسد الجوع ) ويضمد الجراحات ويمسح الدموع لليتامي ويغني المساكين ( التعفف ) من مذلة السؤال ومرارة الفقر فالكريم مشتهر بلغ المسامع والقلوب واهلك البجه يقولون ( هدريت مبرر ) الميدان الرحب الممتد لما لا نهاية ( ever green ) هذا هو الكريم الذي تهش الناس عند لقاءه واخيرا عليك بالحلم سيد الاخلاق فهو العفو والتسامح وكتم الغيظ فالحق سبحانه وتعالي جل جلاله الكبير المتعال يقول : والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) ويقول الرسول صلي الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة الا حسنوا الاخلاق ) فتحلي يا بني بالحلم والترفع عن الصغائر ولا تحمل في قلبك غلاً ولا حقداً علي الناس ، فالحب يا بني صانع المعجزات فتغنت لابنها . نوول واوريني يكسا فدقتينا بتكتا اشوبشوبا وان سألت يا بني من امهاتك عن امهاتك الحرائر الفضليات فهن قانتات عفيفات لم يدنسن شرفهن مشتهرات بين قبائل البجة بالعفة وسمو السيرة قانهات لا يطرقن ابواب الناس بمذله السؤال ولا يتبرجن موصوفات بالحياء ذوات الألي والعليه من القوم لان امهاته لم تمتد اليهن ايدي الاذلال والمهانة فحري بابناءهن الذي رضعن من اثدائهن ان يترفعوا ويتعالوا للسمو والقيادة والريادة فتقول نووول اور نيي كشياوا وكيشياتي دورارى كلافانا وعندما بلغ عمر ابنها النضج وصار رقما في المجتمع السواكني ويشار اليه بالبنان ويتجول في منتديات المدينة ويشارك المجتمع فصار يناقش المدير التركي ممتاز باشا في الامور الادارية والاجتماعيه لمجتمع سواكن وسكانها وان اختلف معه الباشا مدير سواكن في حلول القضايا ( فنوول ) يشد الرحال الي كسلا لرفع الامر الي المدير الاعلي للمحافظة التركية لتحقيق مطالب اهله ويستعد لتجاوزهم وشد الرحال الي الخديوى بارض الكنانه ( مصر ) فتقول : أوباشة شورييني ممتاز أندم قونبى كسلايد هه كوررنبي فاغنية نوول تتحدث عن جغرافية المنطقة سواكن وتوضح ان التعليم قد دخلها 1916 م وان المجتمع بسواكن يضم الاشراف الحسنيين واهل المهجر من ارض الشام الحسنيين واهل الشام واليمن السعيد وتونس الخضراء وارض الرافدين وشبه الجزيرة الهندية والاناضول وارض الكنانة وديار شنقيط ( موريتانيا ) وان اهل المنطقه ( البجه ) الامرار والاتمن والارتيقه والكميلاب ذوى رأي وحكمة وشجاعة وحلم وان ارض البجة معطاءة منذ القدم وصدقت ام ( نوول ) الصبيه العذراء فصارت اغنيتها خالدة يتلوها جيل عن جيل فصارت من عيون الغناء البجاوى وان لحنها شجي طروب تتمايل الصبايا برقصات رشيقه عند عزفه حتى ان اللحن قد تعشقته ولاية كسلا فجعلته شعارا لاذاعتها وتتيه ارض سواكن به فكل لافتات المطاعم والمقاهي ووكالات السياحه اتخذته شعارا واسما لدورها فحيثما تلتفت اليوم يمنه ويسره في سواكن تمتع ناظرك مقهى ( نوول ) ومنتدي ( نوول ) ودار نوول للسياحة فالتحية لسواكن ارض سليل الدوحة النبوية ( تاج السر الميرغني ) وارض بطل البحر الاحمر ( عثمان دقنة ) وصحبة دربكاتي وقوبلاي اور وخضر الحسنابي .