أحداث ومؤشرات د.أنور شمبال [email protected] رسم وزير المالية والاقتصاد الوطني الأستاذ علي محمود في الحوار الذي اجراه معه المركز السوداني للخدمات الصحفية ونشرته اكثر من ثلاث صحف أمس الأحد، صورة متفائلة جداً للأحوال الاقتصادية والمعيشية، ونتمنى صادقين أن تكون اقواله تلك صحيحة وواقعية، ولكن يبدو أنه ومنذ أن وجد انتقاداً قاسياً عن حواره مع صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، الشهير الذي وعد فيه المواطنين بالعودة إلى العصيدة والكسرة بعد خروج النفط بانفصال الجنوب، ظل يعمل الف حساب في تصريحاته بحيث لا تجعله في وجه المدفع أمام حزبه (المؤتمر الوطني)، أما عامة الناس فلا يخشاهم، ولا يخشى نقدهم، ما دام اؤلئك راضين عنه. فقد قال في حواره الأخير مقللا من ذهاب النفط إن الدولة تكيف وضعها حسب ظروفها، وفي يوم من الأيام لم تكن الميزانية تعتمد على النفط، ولكن لدينا الآن نفط محلي يدخل المصافي ليعود علينا بعائدات في الوزارة بالجنيه السوداني، وأنا اعتبر هذه مساهمة مقدرة. الآن النفط لا يشكل نسبة كبيرة، حوالي (20%) من الميزانية التي تعتمد على الإنتاج المحلي والرسوم التي نأخذها على الخدمات من نفط الجنوب العابر، هذه المسألة مقدور عليها. وحول انخفاض سعر عملتنا الوطنية قال إن زيادة الدولار حالة نفسية، وأن السعر السائد في السودان الموازي ليس هو السعر الذي نستورد به القمح والمواد النفطية والسكر وزيوت الطعام والأدوية وكل السلع الإستراتيجية المرتبطة بالمواطن بسعر الدولار المحدد من البنك المركزي، ولدينا من الدولارات ما يكفي لاستيرادها والدليل أن الرغيف لم يزد. الدولار المطروح في السوق الموازي هو للمضاربة وليس الشراء، ولا يوجد عاقل يشتري دولارا بهذا السعر حتى يستورد به سلعة تأتي بعد شهر ليجد الدولار انخفض، وأنا أتوقع أن يستمر الانخفاض.. لان هناك من يفتعل فوبيا في السوق ويروج لعدم وجود عملة صعبة حتى يرفع السعر. اعتقد هذا الحديث جيد أن كان مبنيا على معلومات حقيقية، وليس لامتصاص حالة الارهاق التي اصابت كل من يعمل في أي نشاط اقتصادي، والغم الذي غيم على كل مواطن ذهب إلى السوق ليتسوق... وها هم الصناعيون يعلنونها داوية أن ارتفاع سعر الدولار مهدد للصناعة، وبذلك ينعون الصناعة الوطنية بأنفسهم، بعد أن رفضوا نعي وزير المالية الأسبق عبد الرحيم حمدي قبل سنتين والذي تعهد حينها بإقامة أعظم جنازة لها.