من أراد أن يفهم مقالات آدم خاطر عليه أن يقرأها بالمعكوس ليفقه مدى الحقد الدفين الذى يعمى بصيرة هذا الرجل ويكنه لأهل الجنوب والهامش الذى ينتمى إليه. لقد ظل هذا الرجل ينشر الكراهية ويبخس كل شئٍ يخص الجنوب والهامش والمعارضة قاطبةً مثل سيده الطيب مصطفى الذى ذبح ثوراً أسوداً يوم أعلان إستقلال جنوب السودان. نشر هولاء على الملا أن الجنوب عالة على الشمال الذى سيزدهر مباشرةً بعد ذهاب الجنوب. هل حدث هذا؟! ُيعتقد ألان أن الإزدهار الكيزانى الموعود كان مبنياً على بترول الجنوب الذى يراه آدم خاطر والطيب المصطفى إنه من حق الشمال حتى ولو كان جنوبية المنشاء. لم يعد خافياً على العيان إفرازات وقف تصدير النفط عبر أنابيب الكيزان: يصرخون الان أن ذلك إنتحار للجنوب وان الجنوب أراد إسقاط الحكومة و ان الجنوب يريد خنق الشمال إقتصادياً (ليه الولولة يا آدمو). إستفيق يا رجل وأنظر حولك، بعض كيزان (المؤتمر الوطنى) ألان يرفضون جملة وتفصيلاً مواقف وسياسات حكومة البشير. الأمر لا يحتاج لليمامة الزرقاء ليرى ماذا يحدث. قادتكم ألان يتحدثون مثل ميرى أنطوانيت عندما علمت عن إنعدام الخبز فقالت لماذا لا يشترى الفقراء الجاتوه (الكعك). هل هذا بعيد عن وعود الذهب الذى سيدر دخلاً مهولاً إلى خزينة الدولة عوضاً عن البترول (كل أمرئٍ يا كل زاده). عجبى ما الذى يثير حفيظة حكومة البشير هكذا. أيعقل أن يوافق حكومة الجنوب على ستة وثلاثين دولاراً لنقل برميل النفط إلى الأسواق الدولية. لن توافق أية حكومة مسئولة على ذلك الشرط التعجيزى. لماذا لم تتفاوضوا على تقسيم النفط لمدة عامين بعد استقلال الجنوب قبل إجراء الإستفتاء بدلاً من سرقة النفط وتهديد إستقرار دولة الجنوب. أيعقل أن يسكت جوبا على إحتلال مناطقه بعد أن أصبحت دولة. يبدو أن آدم وجماعته يهيئون الرأى العام فى الشمال لحرب سيدفعون ثمنه غالياً لانها ستكون آخر حرب يخوضه الكيزان مع الجنوبيين، وعلى نفسه جنت البراقش. إن شخصنة الخلاف فى الرئيس سلفا كيير والأمين العام للحركة الشعبية فاقان أموم، تكتيك يائس لصرف الأنظار عن الحقائق المرة التى تمور تحت الخرطوم. تتحدثون أن دولة جنوب السودان ستكتوى بقرار وقف تصدير النفط عن طريق أنابيبكم، الا تكتوون الان يا ود خاطر. قفلت حكومتكم الحدود فى مايو فى العام الماضى لخنق وتجويع الجنوب ومنعتم حتى حليب البودرة والحقنة عن أطفال الجنوب وأطلقتم النار على قوافل العائدين إلى الجنوب وفعلتم ما لم يفعله المالك فى الخمر (المثل المفضل للطيب مصطفى) من أجل تركيع الجنوب. عندما قرر الجنوب إعطاء الشمال منحة مالية أثناء المفاوضات رفضتم إسم المنحة ترفعاً، وتصرون على إنها ترتيبات مالية...أى مبلغ من الدولة لأخرى إما قرض أو منحة، أكيد يملك الكيزان خبراء فى هذا المجال. طبعاً المبلغ جاى من العبيد والخدم!! فالأفضل أن ناخذه على إستحيا. أى أخلاق يا رجل..لم يكن مفاجئاً أن يحتفل صحافة وكتاب المؤتمر الوطنى بالحرائق فى جوبا. ذكرنى هذا بتصريحات صحافى كوز (محى الدين تيتاوى) الذى رحب بزلزال الجنوب فى عام 1990 وصرح آنذاك أن الله إنتقم من كفار الجنوب وبعد ذلك بثلاثة سنوات هز الزلزال الخرطوم فسكت هذا الصحافى عن الكلام المباح. الحركة الشعبية التى تحمل عليها كانت تتصرف كدولة مسئولة أثناء النضال. كانت تطلق أسراكم ولكنكم كنتم تقتلون أسراهم. وبعد نيفاشا ظللتتم تشتمون حتى الراحل جون قرنق، وظلت الحركة الشعبية تحترم شهداءكم. لم يمس أو يذكر أهل الجنوب الزبير وشمس الدين وعبيد ختم بسوء إحتراماً لحرمة الموتى. أرايت الفرق يا ود خاطر. هولاء فى يوم الدينونة سيغالطون الملائكة، من الذى أشعل الحرب فى جبال النوبة والنيل الأزرق؟ هل كسبتم ألان الحرب فى تلك المناطق؟ أتريد أن تكتب تاريخاً مزوراً كعادتك يا ود خاطر؟ إن الحروب تطفيها خطاب سياسى يتناول حلول سياسية للقضايا العادلة. خذ منى النصيحة. السلم سيخدكم أكثر من الحروب التى تشنوها ألان. صدقنى لن تكسبوها أبداً. ثالثة الأثافى، أن هذا الرجل يصف دولة الجنوب "بدولة بوار فاشلة وفاسدة ومنهارة لا تملك أدنى المقومات للبقاء". ألم يقرأ آدمو بيانات الكيزان الذين يفرون من تيتانيك (السفينة التى غرقت فى المحيط الأطلنطى فى القرن السادس عشر). لقد أخطر الربان ركاب سفينة الإنقاذ بحلول ساعة الغرق لا محالة. أصحو يا رجل والحق بماليزيا التى يستثمر فيها الكيزان ثلاثة عشر ملياراً وخزينة الخرطوم خاوية. سنرى لمن ستكون الضحكة الأخيرة يا أدمو. (أنا ماشى نيالا عو عو أنا ماشى نيالا سمبلا). وأخيراً يا ود خاطر أنسى البترول، إما وفاقاً دولياً حوله لمنع الهمبتة أو تصدير البترول عبر جيبوتى ولامو ولو طال الزمن. خلينا نجوع ولو لثلاثة سنوات أخرى لانكم جوعتونا عقوداً.