إشراقة النور « أهم صادراتنا الذهب والدكاترة والنبق» مانشيت كوميدي منسوب إلى السيد وزير المالية علي محمود ، زينت به جريدة السوداني قبل أيام أعلى صفحتها الأولى ،اضطرني أن أعيد لبس وتبديل جميع نظاراتي «نظارة القراية ، ونظارة الكتابة ونظارة الفهم ، ونظارة فك شفرة الكلمات ،لأفهم ماذا يقصد السيد الوزير ، بتصدير الدكاترة والنبق ؟؟؟!! وأخيرا كذبت جميع «عويناتي «واستعنت بزوجي الذي تعادل شهادته شهادة امرأتين مثلي ، فأعاد علىّ قراءة المانشيت مرة أخرى بكامل «نبقه» و»دكاترته» كل يوم تزداد قناعتي أكثر بأن السيد وزير المالية رجل قدم إلينا من كوكب آخر يدور خارج مجموعتنا الشمسية ، وهو كوكب « معالي الوزراء « والذي لا علاقة له بما يحدث في واقعنا الاقتصادي الكارثي ، على الرغم من أن أهل هذا الكوكب كانوا بشرا مثلنا في غابر الزمان ، يمشون في الأسواق ، ويأكلون الطعام ، ويتزوجون من امرأة واحدة لا غير ،ويعرفون أن بالسودان( 200) مليون فدان صالحة لزراعة القطن والصمغ ،وقصب السكر وعباد الشمس ، وكلها محاصيل مؤهلة للتصدير ،ولكن حكومة الإنقاذ رأت غير ذلك ، وأبدلت جنتنا بجنتين ذوات أُكُلٍ خمط وأثل وشيء من» سدر» قليل أما في موضوع «تصدير» الدكاترة ، فقد حاز وزير المالية قصب السبق ، على هذه الفكرة العبقرية ، والتي يستطيع من خلالها و بسهولة التخلص ، من جيوش الأطباء ، التي تشكل «صداعا « دائما لحكومته ، في توظيفهم والإيفاء بالتزاماتها تجاههم ،وبدلا من الاستفادة من العقول والكوادر الطبية لما فيه خير الإنسان في بلادنا ، يفخر المسئول الأول عن التخطيط وإعداد السياسات الاقتصادية في السودان بتهجيرهم وتصديرهم شأنهم شأن النبق لا ادري متى «سيهبط» وزير المالية ، وإخوانه الوزراء من «كوكبهم العالي» إلى «جمهورية السودان»، ويواجهون واقع فشل المواسم الزراعية ، وتوقف عائدات البترول ، والجنيه المنهار أمام الدولار، وغلاء الأسعار ، والحياة «الضنكة» التي يعيشها معظم الناس ويرحمونا من مثل هذه التصريحات؟ أو متى سيتوقف وزير المالية على وجه الخصوص عن تصريحاته «الطريفة « منذ أول تعيينه حول دعوته للناس بالعودة إلى أكل الكسرة ، إلى تطمينه الأخير لهم بتحسن في الاقتصاد وأن الأسعار في حالة استقرار، ولم يتبق له إلا يكمل «والمواصلات ساهللللللا والرغيفة أأدي كده « الجملة الكوميدية الشهيرة لعادل أمام في مسرحيته «شاهد ما شافش حاجة ولكن الذي اعرفه جيدا إنه لا يجب أن نغمط السيد وزير المالية حقه في الشكر ،وذلك على قدرته غير المسبوقة على إضحاكنا ، ونزع البسمة من شفاهنا ونحن في قلب المأساة ، إذ جعل مرارة «الانهيار الاقتصادي» تذوب في حلقونا مثل «حلاوة قطن «. وتعبيرا عن امتنانا ،باسمى وباسم القراء الذين يوافقون على فكرتي ، قررت أن نقوم بصنع درع كبير من ذهب التصدير ، وإهدائه إلى السيد وزير المالية