· حول تراث المذكرات الحزبية ، كانت أول تجربة بالسودان قد قام بها نواب من الحزب الإتحادي الديمقراطي في برلمان العام 1968م حين كان الزعيم الأزهري رئيسا للحزب وسيادة مولانا محمد عثمان الميرغني راعيا للحزب والشيخ علي عبدالرحمن الضرير نائبا للرئيس والدكتور أحمد السيد حمد أميناً عاماً ، كتب شباب النواب في المذكرة التي رفعوها للأزهري مطالبين بأهمية إعادة هيكلة الحزب حتي تتاح الفرصة لقيادة جديدة وبدماء جديدة بدلا عن جيل الخمسينات الذي كان يحتل القيادة ومقاعد الوزراء أيضاً ، وقد إشتهروا وقتذاك تحت إسم ( نواب المذكرة ) ، وقيل وقتها أن القيادي الراحل الشريف الحسين الهندي كان يؤيد أطروحات نواب المذكرة ، بل قيل أنه هو الذي حملها للأزهري وتم حولها إنعقاد عدة إجتماعات سرية بين الأطراف ولم تؤثر علي تماسك الحزب ووحدته ، ثم بعد ذلك ملأ خبرها الصحف ، أما ثقافة المذكرات التي تجري حاليا في جميع الأحزاب قد إتخذت طريقة لا تتبع المؤسسية في شيء وهي تفتقد إلي ( إتيكيت العمل التنظيمي ) ، ذلك أن أصحاب المذكرات يهرولون فور إعداد المذكرات إلي الصحف ومواقع النت ، بل بعضهم يعقد لها مؤتمرا صحافيا ، وبرغم ذلك فإنها لا تناقش داخل مؤسسات الأحزاب لأنها أصلا لم يتم تقديمها إلي القيادة ، مايؤدي إلي مواتها بعد أن تحدث زوبعة فقاعية عالية سرعان ما تتلاشي ، وهنا نلاحظ الفرق بين العمل التنظيمي المؤسسي أيام زمان ، وبين التسرع العشوائي في الأمر حالياً ، ولا أزيد . · هاهي حكومة الجنوب تنذر شركات النفط الآسيوية والسودانية ، خاصة التي تشكل الكوسنتريوم ( الصين – ماليزيا - الهند – والسودان ) بأهمية نقل مقارها إلي جوبا خلال إسبوع واحد كحد أقصي ، والسؤال هو : هل ستنقل الشركة السودانية للبترول مكاتبها إلي جوبا والتي تمتلك خمسة بالمائة من أسهم الشراكة ؟ وبالطبع لاشيء يثير الدهشة في ذلك الإنذار لأن ثمانين بالمائة من النفط تمتلكه حكومة الجنوب.. والسؤال تارة أخري : ماذا عن أبراج تلك الشركات التي شيدتها بشوارع الخرطوم الهامة .. من سيشتري ومن سيبيع ؟ · عادت برامج في ساحات الفداء للتلفزيون القومي تارة أخري بعد توقف دام لعشر سنوات ، والسؤال هنا : من المنتج لها ، وهل هناك إمكانية تسويقها في القنوات السودانية الأخري ذات المشاهدة العالية ؟ أم أن الأمر يختصر علي القومي الذي ظل يفتقد إلي الحيوية بسبب توقف الإبداع في برامجه خلال السنوات الأخيرة . وهل أصلا هناك جدوي من برامج ساحات الفداء بعد أن خرج جيشنا بالكامل من الجنوب في وقت مبكر بعد نايفاشا ، ليجعل الحرب تنتقل إلي مربع الشمال بعد أن كانت كل مدن الجنوب تحت سيطرة الجيش القومي قبل الإتفاقية ... وبصراحة من المسؤول؟؟ · حملت الصحف تصريحات بعض إتحادات الطلاب بالجامعات التي تدعو إلي إيقاف برامج الغناء والموسيقي حتي يستعد الشباب للتجييش والدفاع الشعبي ، وقد أتي التركيز علي برامج نجوم الغد .. فهل مثل هذا الطلب الطالباني سيحقق نجاحات عسكرية ؟ ذلك أن ترغيب الشباب للزود عن حياض الوطن يحتاج جرعات عالية من حوارات الإقناع ( الديالكتيكي ) كما يقول الشيوعيون ، تماما مثلما إقتنع الشباب بالتضحية في سنوات الإنقاذ الأولي قبل نايفاشا ، والموضوع له علاقة بتمدد مواعين الفساد إبان الثروة النفطية التي رحلت سريعا قبل أن تنعكس آثارها علي إقتصاديات السودان الزراعية والرعوية ، فذهب النفط وراحت الزراعة مسبقا في خبر كان. · أحدث رحيل فنان أفريقيا الأول وإمبراطور الغناء الأفريقي فراغا تاما في حيوية الغناء السوداني ، وليس ذلك بسبب وفاته فحسب ، لكن لم يهب الله تعالي مبدعي شعبنا كثافة إنتاج فني وروائع تأليف موسيقي مثلما كان يتمتع بذلك محمد وردي ، فقد كان وردي يمثل مرحلة عريضة جدا من نوعية الغناء المسؤول والنشيد الوطني الذي يغرس خاصية حب الوطن في نفوس الجماهير .. وهذا الرحيل لابد من أن يشحذ همم أهل الفن للإجتهاد أكثر في التأليف الموسيقي ، خاصة وأن العديد من جيل شباب الفنانين لم يضف شيئا خالدا راسخا بعد ، وقد نلاحظ أن تطريبهم يظل وقتياً ، ثم ينتهي الأمر بإنتهاء الحفل المحدد .. ورحم الله وردي السودان . · محطة أخيرة : في زيارة خاطفة لنا لمدينتي ودمدني وبركات لمدة يوم واحد رأيت الأسي يأخذ مأخذا كبيرا في نفوس الرياضيين هناك ، وذلك بسبب هبوط أعرق فريقين لكرة القدم بالسودان كله خارج الممتاز وهما الإتحاد ( الرومان ) ، وحاليا الأهلي سيد الأتيام مرشحاً للهبوط ، وحتي النيل والرابطة إختفيا من الممتاز قبل سنوات طويلة ، وأنا الذي عشت أمجاد عمالقة الناديين في العصر الذهبي حين كان لاعبو الناديين ( الأهلي والإتحاد ) يصولون ويجولون في الملاعب الأفريقية مع المنتخب القومي : إبراهومة الكبير سيد الإسم وشقيقه حمد النيل – محجوب الله جابو ( البابور ) - كرار العربي - الأخوان بابكر والفاضل سانتو – جعفر نوبا – عامر عوض عبده - شواطين - سمير صالح سمارة ماش – الغزال الأسمر عمر النور - شبر وإمام - الريشة – الفاتح رنقو – الأخوان أولاد الكوري – حموري – عبدالعظيم قلة – والحراس سمير حسن بابكر والريح جادين والهادي سليم وإبراهيم بدوي - ونجما الهلال حمد والديبة حاجة عجيبة – وعصام غانا – وشيخ إدريس بركات – وفتاح قسم الله - ودرة الملاعب محمد حسين كسلا وحتي جيل كرنقو ، ماذا حدث للكرة في ودمدني ياتري ؟ هل أصابتها لعنة إنهيار مشروع الجزيرة وإمتداد المناقل ؟؟؟