مناظير الجمعة 23 مارس 2012 زهير السراج [email protected] * كان تشييع ( حُميد) مظاهرة حية .. فى حب الانسان الذى وهب كل حياته للشعب وآماله فى الحرية والحياة الكريمة كأى وطنى غيور .. وفى كراهية النظام الذى الذى امتص دماء الناس كأى خفاش من خفافيش الظلام المسعورة التى لا يعرف احد من اين جاءت ..!! * المئات من المتظاهرين .. نساء ورجال، كهول وشباب كانوا يهتفون: ( حرية سلام حرية) وهو مقطع من قصيدة رائعة للراحل كروعة كل قصائده ونضاله وحياته، بل وموته الذى لم يكن ممكنا ان يأتى الا ان يكون متوشحا بالدم الطاهر، وإلا أن يمتزج هذا الدم بدماء البسطاء الذين أحبهم وبذل كل حياته وشعره من أجلهم، فما اروعها من حياة وما اروعها من ميتة .. وما اروعه من تشييع ذلك الذى تغنى فيه الناس بالحرية والسلام اللذين غنى لهما الراحل العظيم: ومن حقي أغني العالم .. إبداع وعلم حرية إنساني شعوب نتسالم .. نتسالم بي حنية على نخب الود نتنادم .. لا جنس ولا لونية لا عِرق لا آه نتقادم .. سكتنا بياض النية مش كلنا جينا من آدم .. مش آدم ابو البشرية السجن إذاً يترايم .. نبنيها قلاع ثورية عقبال الخير يترادم .. والدنيا تمش دغرية مد كفك يا بني آدم .. حرية سلام حرية * لم يكن ذلك اليوم يوم بكاء رغم الفقد العظيم والمصاب الجلل، ورغم الحزن الكبير والعيون الغرقى فى الدموع .. ولكنه كان يوم استعادة للكرامة والأمل والقدرة على الثورة ، فكان يوما عظيما مثل الراحل العظيم ..!! * قال لى أحد الاصدقاء متسائلا عندما رأى الجموع الهادرة: ( لو الناس دى ختت الرحمن فى قلُبها وطلعت للشارع ما بتقلب الحكومة ؟!) .. كنت حينها صامتا أسترجع كل لحظة عشتها خلال ثورة ابريل التى كان الراحل بطلها الأول ..!! * قبل ذلك الوقت بقليل لم أكن قد سمعت بحُميد بعد، أو تعرفت على شعره، ولكن كان أحد أصدقائى ينشد بعض أشعاره من وقت لآخر ويقول انها لشاعر اسمه حُميد، ومنذ اللحظة الاولى التى سمعتها أحسست كشاب متطلع للحرية والثورة بأنها تعبر عن كل ما يجيش بخواطرى من احلام بقيام ثورة عارمة تقتلع نظام القهر من جذوره، وأصبحت أتلهف لكل جديد منها، ولم تنقض بضعة اشهر حتى تحول الحلم الى حقيقة، وثار الشعب وانهارت مايو .. وكانت قصائد حُميد هى الشعلة التى أضاءت لنا ظلام الليل وأعطتنا الأمل بشروق الشمس، وألهمتنا الحماس الذى خرجنا به الى الشارع لا نبالى بشئ فى سبيل الوطن الغالى ..!! * أجبت على سؤال صديقى قائلا: ( تقلبها وتقلب أبوها وأبو أبوها كمان) .. وقريبا باذن الله ستخرج الجماهير الهادرة الى الشوارع تردد: (حرية سلام حرية).. بينما تتساقط الخفافيش المسعورة فى النار..!! الجريدة 23 مارس 2012