لقد عانى انسان الشرق في سواحله في التاريخ الموغل في القدم من الغزو الفرعوني والتتري والبرتغالي والتركي وصمد كثيراً ، بقوة وتجلد وصلابة فلم تؤثر فيه الحضارات الفرعونية والممالك المسيحية في نبته ومروي فاحتفظ بلغتته وعاداته وتقاليده واشعاره وغنائه فدافع عن ارضه وقيمه ولكن اتى زمان اليوم لا تنفع فيه القيم والمثل العليا زمان انطفئت فيه عين الفضيلة وتبقت عين المادة مبصرة ، زمان مسيح آخر الزمان "الأعور" الكل ينادي نفسي نفسي ، يعتنق الخيانة ليبيع وطنه وعقيدته مقابل دولارات والأمثلة كثيرة مضارعات حية تسعى اليوم بيننا عرمان وخليل وعبد الواحد وعقار والحلو وبقية العقد المحلي والخارجي ... لنعيد عقارب الساعة للوراء عن مواقف اهلنا البجه دافعوا عن البوابة الشرقية وحطموا المربع البريطاني يوم ان كانت تسمى الامبراطورية التي لا تغرب شمسها ورفضوا بإباء محمية البجه من مصوع الى حلايب تحت التاج البريطاني واعلنوا رفضهم بتظاهرة ضخمة مشروع الجمعية التشريعية 1948 وقبلها ساندوا بتظاهرة كبيرة ثورة اللواء الأبيض 1924 م وفرحوا واستبشروا باستقلال السودان وكانوا اصحاب السبق الحضاري للحكم اللامركزي عندما اقاموا تجمع البجه الاكبر مؤتمر البجه 1958م ولما توجست منه حكومة عبدالله خليل وعلي عبد الرحمن سلمت مقاليد الحكم بانقلاب صوري للفريق ابراهيم عبود وصحبه عليهم الرحمة وانطفأت الجزوة تحت رماد 17 نوفمبر ست سنوات وما غن ظهرت انتفاضة أكتوبر 1964م عادت الجزوة مرة اخرى متقدة ومشتعلة والحق نقول العهد العبودي كان خيره مدراراً على السودان عم القرى والحضر بعكس تغيرات 1964 التي كانت وبالا على الخدمة المدنية واحقاد "الشيوعيين" والتطهير وغلو "الميثاقيين" والفجور في الخصام وتصدر فريق الصادق المهدي الملعب السياسي وفشله كالاندية السودانية اليوم ، حتى جاء مايو الخلاص خلصت الشعوب من الهوية وحب الوطن بالاتحاد الاشتراكي والبخور والطبول واهلنا في الشرق لازالوا في محتطهم الاولى في مؤخرة قطار التنمية Last wagon of the train وجاءت انتفاضة 1985م وتلتها الانقاذ 1989م ولازال الشرق في عربة الفرملة في قطار السودان . وفي بداية التسعينات اضطر ابناءنا للكفاح المسلح الذي آتى أُكله مع الحركة الشعبية وحركات دارفور وجاءت السنوات الاولى لعام 2006 بميلاد اتفاق الشرق باسمره إلقاء السلاح واتمام السلام فتذكرت مقولة شاعر البجه وحكيمها قويلاي أور عندما سأله معتمد جبال البحر الاحمر "Thomas" عن اقصى اماني البجا فقال القائد الحكيم "مأسيقو ورهاوه" السلام والرفاهية وهذه المقولة اكسبت المفتش الانجليزي آلاف الجنيهات الاسترلينية عندما تقدم بها كشعار للامم المتحدة ليومنا هذا "Peace & Prosperity " وكان مخاض الإتفاقية جبهة الشرق لتضم كل الطيف السوداني في الولايات الشرقية اهل الشمال واهل دارفور واهل الجزيرة واهل سنار واهل بحر ابيض واهل بحر ازرق واهل قبائل الحدود الليبية والارترية وأخيراً اهلنا البجه ليكون الحاصل لهم "شروى نفير" وقبل أن نفرح بقيادات جبهة الشرق حريٌ بنا ان نترحم على القمم التي أسست وتبنت قضية أهلنا البجه بشرق السودان الراحلون والمقيمون د/طه بلية وعلي محمد ادريس وحمد عاولي وأحمد فقراي والريس محمد حسن ومحمد مختار وابوموسى والناظر محمد الأمين ترك والناظر أرباب وعمر ميلك وعمر ابو امنه ومحمد طاهر شيبة وكابيرينولي ومحمد صالح ضرار والخليفة علي نور وبامكار محمد عبدالله وباتعديل وحسن بامداد وابراهيم حسن وريهاب قبسه وموسى تولناب وحسين ابراهيم وأدروب علي شيك ومحمود سيدي وهاشم بامكار وجعفر بامكار وطه بامكار قبسه ومحمد هدلول والأمين شنقراي ومحمد عثمان ابوجنة وعلي دورا وأحمد طه ود/جرتلي والجيل الذي تلاهم شاكر قبسه وكجر علي موسى وعثمان فقراي ومحمد الأمين حمد ومحمد طاهر حمد وشريف أحمد طه واوهاج كابيري وابوعلي أكلاب وسيدي قبسه وهاشم شنقولي وحمدوية ومحمد طاهر ابوبكر وأحمد أودين ..ز نحن فرحنا لاتفاقية اسمره وان تمخض جبلها وولد فأراً فقلنا أهلاً بالسلام ونأمل في التنمية بعد تقسيم السلطة والقوات وانتظرنا حلول قضايا المسرحيين وحلول أسر الشهداء في بورتسودان فلا زالت مشكلات المسرحيين عالقة بلا حلول ولا زالت اسر الشهداء تنتظر المناديل لتجفيف الدموع ولازالت الامية في جبال وتلال البحر الاحمر 97% ولا زالت الانيميا 98% ولازالت الخصوبة 0% والعطالة 91% وصبرنا للغد المأمول وان كان نائياً كالغروب وفرحنا وابتسممنا بميلاد صندوق دعم الشرق في الكويت الذي تجاوز دعمه 2.8 مليار دولار انها كافية لازاحة ظلمة الجهل ومعينه لدحر الانيميا ومبشرة لخلق وظائف من صفوف العطالة ومقوية لانسان الشرق لكسب الخصوبة وزيادة تورميتر المواليد وقد يكون ترياقا لعلاج الامراض الجنسية Sexual Disease وقد وقع برامج الاعمار الاولى في يدي في مكتب نائب رئيس الحزب في البحر الاحمر ومن بعده قرأته في احدى الصحف فبهت واصابني ذهول ، عندما دخلت مكاتب السياسيين في بورتسودان عندما يستدعون اهلنا في الريف البجاوي عن مطالبهم التنموية التي لا تتعدى طموحاتهم في اقامة سد وحفر بئر وشفخانة ، هل هذا هو الاعمار يا سعادة د.مصطفى عثمان وما جدوى السدود يا سعادة موسى محمد احمد في مناطق تمن عليها السماء برزاز كل عقد من الزمان ومافائدة حفر الآبار في مناطق جبلية قاعها الزئبق والنحاس والرصاص Polluted Heavy Water ، لا تصلح لشرب الانسان ، والمبكي ان هذه الميزانية المصدقة لولاية البحر الاحمر 1/6 ، بينما حظيت ولاية القضارف الخضراء الغنية 3/6 من الميزانية وولاية التاكا والقاش والسواقي الجنوبية والشمالية 2/6 ، أي قسمة ضيزى هذه ن الفقراء البائسين ينالون العظام والاغنياء المنعمون يأخذون مطايب الشاه !!! فنحن نعلم أن المؤتمرات كانت تقام في السودان منذ عام 56 للان لم تتغير توصياتها والحصيلة "قبض الريح " ولكنها تجيد التحميص والمقترحات والفرقعات الاعلامية فاي منطق يساوي انسان في ارض خضراء وامطار موسمية وطرق معبدة ومدارس عدة ومستشفيات عديدة وثروة حيوانية ، بأنسان في ارض قاحلة شحيحة الامطار وطرق جبلية ذات تضاريس منطقة بلا مدارس ومشافي . من الذي يحتاج لتعمير ؟ فإن جاء الدعم للتعمير فأولى أولاً تعمير منطقة جنوبطوكر التي عانت من الحرب وقلة الحرث وان كان التعمير في معناه الكبير تنمية الانسان بعيداً من الخرصانات المسلحة والمقاولات المشبوهة فليقم صندوق دعم الشرق مشاريع لأهلنا في البحر الأحمر مصنع تعليب الاسماك على السواحل بشراكة جماعية وليقم مزارع استثمارية جماعية في منطقة اربعات المياه ، ومشاريع جماعية لملاحات في منطقة ايت وجمعيات تعاونية لتجارة الحدود في حلايب- اوسيف وشلاتين وجمعيات تعاونية جماعية في طوكر لتجارة الطماطم والخضروات ووكالات سياحية لأبناء سواكن ومجمعات سياحية بسنكات . هذا اجدى وانفع لأنسان الشرق بدلا من حفر بئر ماؤها أجاج أو تشييد شفخانة بلا مرض ولا دواء فالانيميا لا تمكن قاطن تلكم البقاع من الوصول الى المستشفى البدائي ونقول لماذا لا يخصص جزء من هذا الدعم لتعبيد الطرق دنقناب – جبيت المعادن وبورتسودان أربعات المياه ، مسمار أرياب ، بورتسودان سلوم ، نكسيب تمالح فحضارة الأمم تقاس بالكيلومترات المسفلته فأهل جبيت المعادن لما يرتبطوا بالطريق القاري القاهرةبورتسودانالخرطوم يكونون قد دخلوا وارتقوا اول مدارج الحضارة فشبكة الطرق هي صمام الامان لأنسان الشرق لمشارف التنمية ونحن قد انتظرنا خمس اعوام عجاف للجمعية العمومية لتحديد المعنى الكبير لجبهة الشرق فالذين اكتووا بنار الفقر والجهل والمرض هم اهلنا البجه "مؤتمر البجه" وجاء من بعدهم اسود الرشايدة وانضم اليهم اهل الشرق فقد جمعتني الظروف ببعض من الأخوة المسرحيين في مقاهي ديم العرب بورتسودان فوجدتهم يرددون مقاطع من أغنية "اللحو" "كل الدروب جربتها لا وصلت ليك لا الرجعة تاني عرفتها " وحتى لا يعرفوا طريقاً للرجعة يرجى ان يولي اخوتنا مصطفى عثمان وموسى محمد احمد أمرهم المزيد من الرعاية والأهتمام ، ونرجو من الجهات الرسمية ان تعيد تشكيل اللجنة العليا لصندوق اعمار الشرق بعناصر فعالة وحية ونشطة لأن سلحفائية التحرك والتنظير والتردد في القرارات كلها تقود المناطق للعودة الى المربع الأول التي تتسأل لمن الأولوية في دعم الصندوق فهذا جدل في الشارع والراي العام في البحر الاحمر ... وبكرة ياقلبي الحزين تلقى السعادة والحق جل جلاله الكبير المتعال يقول في محكم تنزيله "اعدلوا هو أقرب للتقوى"