لا ادري من اين اتت العبقرية التي اقترحت مدرسة القابلات زالنجي لتكون مقرا ومكاتب ادارية لوزارة الصحة .. لكني اعلم يقينا ان الذي اقترح وسوق لهذه الفكرة حتى صارت واقعا معاشا .. لم يطلع على الاستراتيجية القومية للصحة الانجابية ( 2006-2010) ولم يطلع على نسبة مراضة ووفيات الامهات لاسباب تتعلق بالولاده من التقارير السنوية .. او في احسن الاحوال لم يفهم محتواها .. وله في ذلك العذر اذ لن نتجاسر على القول بأنه قرأها والقى بها في سلة المهملات ....!! لذا نحسن الظن ونفترض انه لم يطلع عليها مطلقا .. حتى اتمكن من تلخيص فكرتي في كلمات : الاستراتيجية القومية للصحة الانجابية والسياسة القومية للصحة الانجابية هي عبارة عن اوراق عمل محترمة تم انجازها بواسطة متخصصين في وزارة الصحة الاتحادية بما يتماشى مع المعايير الدولية للصحة الانجابية ...بحيث توضح الوضع الراهن والخطط المستقبلية لتحسين الوضع الصحي . تقرأ في المقدمة بان نسبة وفيات الامهات في السودان لاسباب تتعلق بالولادة هي من اعلى النسب في المنطقة اذ ان ثلاث نساء يمتن يوميا للاسباب الوارد ذكرها مايعادل 1107 حالة وفاة لكل 100,000 ولادة وتبلغ نسبة وفياة الاطفال حديثي الولادة 81 حالة وفاة لكل 1000 حالة ولادة (Federal Ministry of Health National Reproductive Health Policy, 2010) وضعت ورقه الاستراتيجة هدفا واضحا هو خفض نسبة وفيات الامهات بمعدل 75% من النسبة الحالية بحلول عام 2015 علما بان النسبة المقبولة عالميا هي وفاة اقل من 1% من الامهات لاسباب تتعلق بالولادة كما هدفت الى تغطية 90% من الولادات بكادر مدرب .. واتخذت عدة تدابير لتحقيق ذلك احدى هذه التدابير : زيادة عدد الكادر المدرب على كافة المستويات ..وزيادة الوحدات الطبية القادرة على تقديم خدمات الصحة الانجابية والتي يفترض ان تكون في حدود 5 وحدات لكل 500,000 من السكان منها واحدة قادرة على اجراء العمليات الجراحية والنقل السليم للدم و داية مدربة لكل 3000 من السكان لكن هذه الاستراتيجيات والاهداف يستحيل تحقيقها في هذه الولاية الجديدة نسبة للنقص الحاد في الكادر المدرب والقابلات تحديدا ولا مخرج الا بتدريب المزيد من القابلات لمجابهه هذا النقص . لكن نجد ان وزارة الصحة بوسط دارفور اختارت ان تؤجل النظر في هذا الشأن وان تغرد خارج السرب .. اذ كان من الممكن البدأ بتفعيل مدرسة القابلات وحلحلة مشاكلها العالقه بدلا من اختيار مبانيها لتكون مقرا مؤقتا لللوزارة !!!!! مالزم توضيحة ان هذة المدرسة والني عملت في السابق على تأهيل القابلات .. اغلقت ابوابها منذ اعوام بسبب البيروقراطية المفرطة . ومايحز في النفس أن الجهود كانت قد تضافرت من اجل تفعيل المدرسة بمساهمة مقدرة من الشركاء في المنظمات الدولية ووكالات الاممالمتحدة اثمرت عن افتتاح مباني انيقة خطط لها ان تحتضن الطالبات القادمات من الريف للتدريب على القبالة ... وتكفلت عدة منظمات بالتكاليف والمستحقات المالية للطالبات كاملة عدا ونقدا لحساب وزارة الصحة .. لكن هي البيروقراطية نفسها .. انتهت بتحويل الطالبات الى الجنينة .. ما اضطر بعض الاسر للتراجع عن فكرة ارسال بناتهم للتدريب خوفا من بعد المسافة . ماتمنيناه بمقدم الطاقم الجديد بوزارة الصحة .. ان تستصحب هذه المدرسة كأولوية قصوى لكن خاب املي باختيارهم للمدرسة مقرا( مؤقتا) .... واركز على مؤقتا هذه بأمل ان يرحلو بأسرع مايمكن ... لان مؤقتا قد تعني 3اشهر وقد تعني 6 اشهر وقد تعني سنين !!! وهذه المده في نظر العامة عبارة عن مجرد ايام .... لكن للعارفين بعمق الازمة تعني مزيدا من عدم التدريب ....... الذي يعني مزيدا من الموت للامهات ..... ثلاث امهات يمتن يوميا ... .... لاندري اين سيحدث ذلك .. لكن مادمنا لا نملك العدد الكافي من الكادر المدرب .... ولانعمل الان على تدريب المزيد فنحن ضمن مرمى نيرانها حتى نستفيق من الغيبوبة انها صرخه في اذن كل مسئول ... لان توقف المدرسة ليس عذرا لتحويلها الى مكاتب ادارية .. وكان الاولى البحث في طرق لمعالجه اخفاقاتها . لان الوزير يمكنه ان يزاول مهامه من اي مكان ( من على ظهر سيارته او ان يزاحم الوالي في مكتبة ) لكن الطالبات لايمكن ان يدرسن الا في فصولهن ومصدر اخر لتخوفي وهو ان يتطاول الزمن وتعشعش البيروقراطية من جديد فينسى الجميع انه كانت هنا مدرسة وحينها ( الله يكضب الشينه) سأذهب الى السيد وزير التربية مطالبا بتحويل مكاتب وزارته الى مدرسة ذات الرأسين ... ( ما الحال من بعضو .. ومافيش حد احسن من حد ) المصادر : The National Strategy for Reproductive Health 2006 ~2010 August http://www.fmoh.gov.sd/English/St_Plan/doc/SudanNationalStrategyforReproductiveHealth].pdf National Reproductive Health Policy, 2010. http://www.unfpa.org/sowmy/resources/docs/library/R104_MOHSudan_2010_RHPolicy_30May2010.pdf