منصات حرة فوجئت عندما إستلمت رسالة على الموبايل تدعونى للإتصال لأن صاحبة الرسالة على حسب النص هى متيمة بى لدرجة التوهان وسهر الليالى وهى فى إنتظارى ومعها فتيات (صبايا) جميلات على العموم وجدت أن هذه الرسالة جاءت للعديد من الأصدقاء وذكر لى البعض أن هذا الرقم هو رمز لمواقع إباحية على الإنترنت والهدف من هذه الرسائل هو إستهداف شبابنا ووتذكرت حينها الجدل الذى دار الأيام السابقة فى تونس بغرض حظر المواقع الإباحية على شبكة الإنترنت عن طريق دعوى قضائية ، المهم دعونا من تونس اليوم فهى تمارس الديمقراطية ويكفيها هذا شرفاً ولنبقى فى موضوع هذه الأفلام التى توزع مجاناً على ارقام الموبايلات ولكن عندما فكرت قليلاً وجدت أن معظم القنوات الفضائية ذات الشهرة والصيت تنتهج سياسة الإثارة مع المشاهد ومعظم الأفلام العربية والأجنبية تسلك هذا المنهج الإثاري والكثيرين يحاولون جاهدين الفصل بين المثير والإباحي فالإثارة إخوتى هى مقدمات موضوعية للوصول للإباحى ، فعندما تعرض القنوات الفضائية الفتيات وهن فى حالة عري نصفى هذا يعتبر من باب الإثارة والمضحك يقول البعض أن هناك إثارة رخيصة وإثارة محتشمة لا ادري كيف ولكن فى نظرى التاثير واحد والنتيجة واحدة ، واليوم علينا أن نتيقن تماماً أننا فى قرن الفضائيات والإنترنت فكل شئ متاح فمهما حجبت المواقع ومهما هكرت وحظرت هناك عشرات البرامج التى تستطيع أن تتجاوز هذا الحجب وتفك هذا الحظر المفروض على المواقع وتطرد الهكر بكل سهولة فالقضية الآن أصبحت ليست قضية حجب وهنا أعنى تلك المواقع المضرة بثقافة شبابنا فشركات الدعارة العالمية تبحث كل يوم عن طرق جديدة لتضيف لها زبائن جدد والمشكلة أصبحت فى أن هذه المواقع تروج للجنس بطرق غير أخلاقية وتدعو الشباب إلى محاكاة مايعرض ، فجملة مايجب أن يقال أن المجتمع بأكمله أصبح مهدد بهذه الأخلاق الدخيلة علينا وبسبب هذه الفضائيات والقنوات الغير مشفرة والمشفرة تحدث كوارث بين المراهقين داخل المنازل وخارجها فمسألة تشفير القنوات وحجب المواقع فى رأيي هو حل فوقى لايرقى لمستوى حل للمشكلة فكما أسلفت هناك طرق كثيرة يستطيع شبابنا من خلالها الوصول لمبتغاهم ، والحل الوحيد يكمن فى الإلتفات الجاد لمطالب الشباب وتوفير بيئة صالحة للشباب ليمارس الأنشطة الثقافية والرياضية والإجتماعية فالشباب اليوم لايجد مكان للترفيه ولايجد مكان لممارسة الهوايات والمكان المناسب هو ( نادى الحي ) الذى من خلاله يستطيع شبابنا أن يقدم الإبداع تلو الإبداع ولكن ماحدث هو أن الحكومة كسرت كل أندية الأحياء وأوقفت الدعم الذى كان يقدم لهذه الأندية التى كان لها زمن جميل تخرج منها الكثير من عمالقة كرة القدم والغناء والموسيقى والتمثيل والفضل يرجع لنادى الحي فحقيقة الشباب اليوم فى حيرة وبحث عن إجابة لسؤال يواجههم كل يوم ( البرنامج شنو يا شباب ؟ ) فالبرنامج اليوم هو رحلة للجبل أو رحلة للسبلوقة أو قضاء الليل حتى منتصفه على شارع النيل وهم يحتسون الشاى والقهوة وأشياء أخرى ، فعلى منظمات المجتمع المدني الإلتفات لهذا الأمر بوجه السرعة فشبابنا عرضة للإنحراف لعدم وجود برنامج وأماكن للترفيه فالمتاح اليوم لايسر ولايفرح من تفشي ظاهرة تناول المخدرات بين الشباب من الجنسين ومشاهدة أفلام الإثارة الرخيصة والنتيجة شباب منهك بدنياً وعقلياً والدولة فى وادي آخر مع ودي .. الجريدة