جامعة الدول العربية .. تجمع الأضداد والمتناقضات .. تجمعوا فى عاصمة الرشيد وثرثروا وانفض سامرهم وكأننا يا بدر لا رحنا ولا جئنا...دمى أشبه بأقطاب المغناطيس المتنافرة وحق لنا ان نطلق عليها مسمى : جامعة الدمى العربية . أن هذه الجامعة التى تجمع كل من أنظمة ملكية واسرية وجمهوريات اشتراكية أواسلامية أو طائفية او قبلية لم تنجح يوما فى خلق كيان جامع ومتناغم وموحد حول قضية واحدة من قضايا المنطقة العربية.. ونظرة عجلى للواقع العربى اليوم تكفى لتوضيح هذا الواقع المضحك والمبكى فى آن واحد... قطر مثلا تسعى للتوفيق بين الدارفوريين والنظام السودانى وفى ذات الوقت تطالب بتسليح المعارضة السورية ومثلها السعودية التى تناقض نفسها عندما تصمت عن ملايين الأرواح التى ازهقت فى السودان ومئات الآلاف من حالات الإغتصاب ولكنها لا تتردد فى قمع ثوار البحرين وتغضب غضبة مضرية لمقتل بضع آلاف فى سوريا وكأن أرواح السودانيين لا تستحق ان يغضب لها العرب !! أيها الدمى العرب كفى نفاقا وكفى ضلالا. إن صمتكم عما جرى ويجرى فى السودان والصومال من مذابح ومجازر باسم االاسلام يدينكم ويكشف عورتكم .. تهبون خفافا وسراعا عندما تسمعون صوت إغاثة من عربى ينتمى اليكم وتصمون آذانكم عن اصوات المستعربين السود فى السودان والصومال لأنهم ليسوا عربا أقحاح او بيض!! إن جامعة الدمى العربية جامعة مصرية رئيسها مصرى وموظفوها وعمالها مصريون عدا قلة ممن يأتمرون بأمر مصر من الحظيرة العربية.. ومصر التى تقود هذه الدمى تقف فى مفترق الطرق تبحث عمن يقودها... وربيع عربى بلا أزهار يهب على صحراء العرب... والى بغداد تداعى قادة دول جامعة الدمى العربية لإيجاد حل للأزمة السورية وهم أحوج الى من يساعدهم على حل تناقضات بلادهم الداخلية.. دول تقودها عصابات من القرون الوسطى لا تحترم شعوبها ولا تعير اهتماما بما حدث ويحدث من تطور فى الفكر الإنسانى من مفاهيم الحريات الاساسية وحقوق الانسان والتطور العلمى الذى أوصل الإنسان الى المجرات البعيدة.. حكام يتصرفون بمصائر شعوبهم وكأنهم آلهة .. ينهبون ويقتلون ويسجنون مفكريهم ومبدعيهم وكأنهم واهبى حياتهم... تبا لهم من دمى لا تتحرك إلا بإمرة الدول العظمى التى تضمن لهم بقاءهم على كراسى السلطة وفوق جماجم شعوبهم...
آن لهذه الدمى أن تزول سواء بثورات شعوبها او بأسباب الفوضى الخلاقة من صنع الأسياد فكما تم صنع دولهم باتفاق سايكس بيكو 1916 سيتم خلق دمى جديدة باتفاق آخر يصنعه الأقوياء ... لأنه لا بقاء إلا للأقوياء على الأرض... نورالدين منان واشنطن