. واغلبهم يعتقد بان النيل, ياتيهم من اسوان ,في صعيد مصر. والسبب ان المصريون ,لا يدرسون الجغرافيه في مناهجهم الدراسيه . لذلك تراهم لا يجاملون من يتحدث عن النيل, ويعتبرون النيل هبه مصر, والنيل ام مصر, والنيل هو كل شئ يعني مصر . فالجهل بحقيقه الامر, قد يكون عزرا بعض الاحيان, ولكن الانكار بعد المعرفه هو طمس للحقيقه . فالشعب المصري بعد التمازج الهجري بينهم وبين الافارقه والسودانيون ,استطاعو معرفه طلاسم النيل, وان هنالك دول اخرى, تشاركهم في هذا المجرى المائي العظيم, ولا يمكنهم ان يمنعوا الشركاء , من استثمار ماء هذا المنبع. فسلكو طريق اخر هو طريق الاخذ والعطاء, مع هذه الدول, ومقاسمتهم المصالح المشثركه. فالمصري بطبعه ابيض القلب , وهو الانسان العربي الوحيد الذي يمكنه, تقديم الاعتذار, رغم انه يدري جيدا انه ليس الخاطئ . ليس هذا يعني, انه جبان او مخادع, بل من باب السماحه ,وتطييب الخاطر, واعترافا بان الامر لا يسوي شئ . فتجد المصري يقول لاخيه ( انسى ياعم ,وحقك علي ,وابوس ايدك, وعشان خاطرك, ولا ء ياعم الحكايه كلااااااام ) وكلمات المجامله الاخرى . ولكن العيب الوحيد, الذي يمكن ان يعاقب به الشعب المصري ,هو خضوعه للظرف الاقتصادي القاسي ,واعتبار الرشوه من صميم تنفيذ العمل, والمحسوبيه في العطاء. ( محسوبك ياباشا, وحيات امي, وعلى عيني الاتنين دول ). ولكن الجميل في المصري, انه يعطيك من الاخر, والكلمه عنده هي الكلمه اذا حلف عليها , او كانت وراءها مصلحه - فالمهندسون والمدرسون والخبراء والمهنيون في مصر, هم العمال انفسهم ,وهم الطبقه الكادحه ,والمناضله من اجل لقمه العيش .اما العسكر والشرطه ورجال الاعمال ,هم البشوات. ولكن الغريب في هذا المجتمع, انك لن تجد فيه قيمه الكبرياء الزائفه ,التي تسعى الى التمييز بين البشر. فحتى كلمه ( الصعيدي ), فهم لم يقصدو بها الباب العنصري , بل يقصدون به درجه من الجهل بالامر . فلم نسمع يوما ان المصري شتم مصريا ,او افريقيا بكلمه ( العبد ). فكل الاوجه المصريه, سواء اكان وجه بحري, او وجه قبلي, او صعيد مصر ,هي في الواقع ,لا تحمل غير الهم الوطني ,والنضال من اجل الكسب للقوت والمسكن . هذا الشعب, يمكن ان نتعلم منه المحاسن التي يمتاذ بها. فهل يمكننا الاكتفاء بالضمير الابيض. والروح العمليه والطموح. فلوعمل الشعب السوداني بهذه المحاسن المصريه لاكتفى من شر الخصام والحروب والتشرزم .