قرارات اجتماع اللجنة التنسيقية برئاسة أسامة عطا المنان    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    مناوي : حين يستباح الوطن يصبح الصمت خيانة ويغدو الوقوف دفاعآ عن النفس موقف شرف    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    شول لام دينق يكتب: كيف تستخدم السعودية شبكة حلفائها لإعادة رسم موازين القوة من الخليج إلى شمال أفريقيا؟    الخارجية ترحب بالبيان الصحفي لجامعة الدول العربية    ألمانيا تدعو لتحرك عاجل: السودان يعيش أسوأ أزمة إنسانية    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية    نادي القوز ابوحمد يعلن الانسحاب ويُشكّل لجنة قانونية لاسترداد الحقوق    كامل ادريس يلتقي نائب الأمين العام للأمم المتحدة بنيويورك    السعودية..فتح مركز لامتحانات الشهادة السودانية للعام 2025م    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    شاهد بالفيديو.. الطالب صاحب المقطع الضجة يقدم اعتذاره للشعب السوداني: (ما قمت به يحدث في الكثير من المدارس.. تجمعني علاقة صداقة بأستاذي ولم أقصد إهانته وإدارة المدرسة اتخذت القرار الصحيح بفصلي)    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    شاهد بالصورة.. الناشط محمد "تروس" يعود لإثارة الجدل ويستعرض "لباسه" الذي ظهر به في الحفل الضجة    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    مكافحة التهريب بكسلا تضبط 13 ألف حبة مخدرات وذخيرة وسلاح كلاشنكوف    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    ريال مدريد يزيد الضغط على برشلونة.. ومبابي يعادل رقم رونالدو    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في مسألة نزع الجنسية عن السودانيين الجنوبيين في الشمال!!
نشر في سودانيات يوم 13 - 09 - 2011


ء
بقلم: عدنان زاهر
الدولة السودانية في عهد الإنقاذ "الإسلامي" قد تحولت إلى دولة عنصرية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني ودلالات، يتضح ذلك السلوك الوافد للحركة السياسية السودانية في خطابها العام الموظف في إعلامها و صحافتها (الانتباهة- منبر السلام العادل ..الخ) أو خطاب كثير من قادتها في مناسبات عدة. مثال لذلك الخطاب (لن نعطى جنوبي حقنة إذا صوتوا للانفصال) (فاروق ده وراهو ياتو قبيلة) (الايدز سيختفي من الشمال بانفصال الجنوب) أو (الحزام الأسود الذي يحيط بالعاصمة)!ء
أما الشكل المكتمل لتلك الوجهة العنصرية فيتمثل حينما وظفت الدولة القبيلة كوحدة أساسية للتعيين في الوظيفة، التدرج في مناصب الدولة العليا أو التميز الاجتماعي، مخالفة بذلك للمبادئ الأساسية للدستور الانتقالي لسنة 2005 المادة 4- ج التي تنص على الآتي (التنوع الثقافي والاجتماعي للشعب هو أساس التماسك القومي، و لا يجوز استغلاله لإحداث الفرقة).ء
كما هي أيضا مخالفة لنص الدستور بأن تكون المواطنة أساس الحقوق كما جاء المادة 7 – أ (تكون المواطنة أساس الحقوق المتساوية لكل السودانيين).ء
تلك المقدمة ضرورية كمدخل لمناقشة القرار الفج، القبيح و المبتذل بنزع الجنسية من الجنوبيين القاطنين شمال السودان و الذين لم يبدو الرغبة في الاستقرار في الجنوب و هم لا يعرفون الجنوب أصلا، ولدوا و عاشوا في الشمال لمئات السنين وكثير منهم حتى لا يهتم حتى بالعمل السياسي، مع ملاحظة أن دولة الجنوب أعطت الشماليين الذين يقطنون الجنوب الخيار في البقاء في الجنوب مع الاحتفاظ بجنسية الشمال إذا أرادوا ذلك.ء
يبدو إلى لكي تصبح المناقشة متسقة مع المنطق، القانون و العدالة الطبيعية يستلزم علينا إلقاء بعض الأسئلة التي تفترض الإجابة عليها:ء
من هو الشمالي وفق مفهوم الإنقاذ؟
ء- هل أعُطى الخيار للجنوبيين الموجدين في الشمال منذ عشرات السنين في مسألة الجنسية التي يريدون الانتماء إليها؟
ء- هل تم نزع الجنسية من جنوبي الشمال كعقاب لاختيار الجنوب الانفصال؟
ء- و هل يملك المؤتمر الوطني الحق- فرادى أو جماعات- في إصدار قرار بإسقاط الجنسية من الجنوبيين في الشمال؟
القانون:
قانون الجنسية السودانية لسنة 1994 و الذي يزمع تعديله في سرية و غموض مريبين أو(تم تعديله فعلا) و لم ينشر التعديل في وسائل الأعلام، تقول المادة (4) من القانون غير المعدل – تعريف السودان فيما يتعلق بالأشخاص المولودين قبل سريان هذا القانون، يكون الشخص سودانيا بالميلاد إذا توافرت فيه الشروط الآتية:ء
أ- إذا كان قد حصل على جنسية سوداني بالميلاد.ء
ب-ء
أولا- أن يكون قد ولد في السودان أو يكون والده قد ولد في السودان.ء
ثانيا – أن يكون عند سريان هذا القانون مقيما بالسودان، و كان هو أو أصوله من جهة الأب مقيمين به منذ أول يناير 1956.ء
ج- إذا كان الشخص ووالده غير مولودين في السودان، فيجوز لذلك الشخص متى استوفى مقتضيات الفقرة (ب) "ثانيا" ان يتقدم بطلب للوزير لمنحه الجنسية السودانية بالميلاد.ء
فقدان الجنسية
المادة (10)ء
يجوز لرئيس الجمهورية أن يقرر إسقاط الجنسية عن أى سوداني بالميلاد من ذوى الأهلية، يكون قد بلغ سن الرشد أذا ثبت له انه:ء
أ- قدم إقرارا بالتنازل عن جنسيته السودانية ، على أنه يجوز لرئيس الجمهورية أن يرفض الإقرار إذا كان قد قدم أثناء أي حرب يكون السودان مشتركا فيها، أو
ب- التحق بخدمة اية دولة أجنية أو استمر في تلك الخدمة مخالفا بذلك أي حكم صريح في أي قانون يجرم ذلك.ء
من المواد المذكورة أعلاه نجد أن الجنوبيين القاطنين في الشمال أو أي جهة داخل السودان الحق في الاحتفاظ بجنسيته السودانية و لا تملك أى جهة حرمانه منها.ء
نعود الآن للتحدث عن تاريخ السودان، السياسة و الانتماء الاجتماعي و المساهمة في بنيته الاقتصادية.، فالجنوبيين كانوا و لا زالوا جزءا من تاريخ هذه الأمة - أراد الموتورين ذلك أم رفضوا- و مشكلين لنسيجها الاجتماعي.ء
ء- التاريخ يحكى على أن الامام المهدي في بدايات ثورته وهو يقاوم المستعمر التركي ومهاجما له، متخذا من جبل قدير قاعدة، قد قام سلاطين من الدينكا بتأييده و إرسال الأبقار له لتموين جيشه. "فرانسيس دينق – رجل يدعى دينق مجوك"ء
ء- قامت ثورات في الجنوب عرفت في التاريخ بثورات النوير، الزاندى و الدينكا أقلقت وهزت المستعمر و كانت امتداد للمقاومة الشعبية السودانية ضد الاحتلال الانجليزي المصري."قصة بلدين – منصور خالد"ء
ء- ثورة 1924 مفخرة التاريخ السوداني التي تغنى بها الشعراء و الفنانين السودانيين و رددتها الحكاوي الشعبية، قامت بقيادة جمعية اللواء الأبيض الذي كان يرأسها على عبداللطيف ومن قادتها البطل عبدالفضيل الماظ و ترجع أصولهم إلى الجنوب، الأول دينكاوى و الثاني من النوير.ء
ء- حرب فلسطين و مشاركة السودانيين فيها بجهد شعبي من أجل مناصرة الشعب الفلسطيني والتي رفعت قدر السودان في أعين الدول العربية و العالم. كان من بين قادتها الضباط وجنودها المتطوعين عدد مقدرا من الجنوبيين. هؤلاء الجنود و الضباط شاركوا بشجاعة و بسالة أشاد بها الآخرون.ء
كل الثورات الوطنية في السودان ضد الأنظمة الشمولية شارك فيها الجنوبيين جنبا لجنب مع باقي أفراد الشعب.ء
ساهم المواطن الجنوبي في بناء الاقتصاد السوداني بالعمل المباشر تشهد بذلك كثير من مشاريع البنية التحتية.ء
شارك الجنوبي في كل القوات السودانية و دافع عن السودان و عن تقاليد القوات التي ينتمي إليها.ء
ء- على مدى سنوات طويلة من تاريخ السودان و في مسيرة تشكيله الاثنى والعرقي حدث تداخل و تزاوج بين القبائل المختلفة و منهم الجنوبيين و صاروا جزءا من كثير من الأسرة السودانية الممتدة.ء
ان قرار إسقاط الجنسية غير المسئول، الذي تفوح من بين طياته رائحة المرارت والحقد المختلط بوهم النقاء العرقي إضافة للمصالح الاقتصادية المستترة قد أقلق كثير من الأسر ذات الامتداد الشمالي و الجذور الجنوبية، المستقرة في الخرطوم، و الذين أعطيت لهم تسعة أشهر لتوفيق أوضاعهم - صحيفة الانتباهة لا زالت تزعق بترحيلهم اليوم قبل الغد- مستغلة في ذلك ذريعة الحرب التي قامت السلطة بإشعالها في في كردفان و النيل الأزرق!ء
نتعرض الآن لنماذج من أولئك السودانيين الجنوبيين التي تنوى الدولة إبعادهم من الشمال بل تم فصلهم فعلا من الخدمة العامة على أساس القبيلة:ء
في تحقيق أجرته صحيفة الأحداث بتاريخ 7 أغسطس 2011 ورد اللأتي:ء
نموذج (1) ذهبت الزينة عبدالهادى محمد إبراهيم لاستخراج جنسية و عندما قيدت في خانة القبيلة انها من الدينكا رد الموظف المسؤول أوراقها و قال لها اذهبي واستخرجي جنسيتك من الجنوب! خال الزينة عبد الهادي و أسمه الهادي إبراهيم موسى يقول، صحيح نحن أجدادنا من "الدينكا" و لكن جاءوا لشمال السودان وانقطعت صلتهم بالجنوب فوالدي رحمة الله عليه مولود في منطقة برى 1914م.ء
نموذج (2) المهندس إبراهيم احمد مرسال يقول ان تعدادهم في برى أبوحشيش يبلغ 2600 كلهم جذورهم ترجع لأصول جنوبية بل ان الحي نفسه مؤسسه مرسال أبوحشيش و منه أخذ اسم الحي و هو ينتمي لقبيلة الدينكا و كان موجودا هنا منذ المهدية و عقب استيلاء المهدي على الخرطوم عينه عمدة و كان أول عمدة للخرطوم. و من بعد ابان الحكم الانجليزي كان يعمل مقاولا و هو الذي جلب العمال الذين بنوا مبنى وزارة المالية الحالي و مبنى البوستة في الخرطوم بل ان عماله ذهبوا إلى بورتسودان عند بداية بناء الميناء مطلع القرن العشرين و أعطته السلطات الأرض التي فيها حى برى ابو حشيش المعروف في البر الشرقى ببورتسودان. يواصل .. من جدودنا الذين سجنوا على اثر أحداث ثورة اللواء الأبيض في عام 1924 عبدالله ريحان، محمد جمعة و ثابت عبدالرحيم. من هذا الحي الذي نقيم فيه خرجت الفنانة منى الخير، و منها تخرج الرياضي الفذ محمد فرج الله كوشيب لاعب برى أبو حشيش الذي احترف في الاتحاد السعودى. من برى أبوحشيش خرج علم من أعلام الطب السوداني ومن أشهر جراحي العظام في العالم الدكتور عامر مرسال رحمة الله.ء
نموذج (3) سميرة عيسى تقول (جدي جاء إلى الخرطوم عمره سبعة سنوات في 1880 و المنزل الذي أسكنه ورثته عنه).ء
نموذج (4) في رسالة كتبها الصحفي جمال عنقرة في جريدة الوطن إلى الرئيس عمر البشير و هو من الموالين لحكومة الإنقاذ يقول (السلطان يوسف الطيب السملنى أصوله من قبيلة الدينكا و هو من مواليد امدرمان من الطريقة السمانية وأتباعه منتشرون في حى العباسية الامدرمانى وحتى مدينة نمولى، له خلوة في حي العباسية بامدرمان تعرف باسم خلوة شيخ الصادق.ء
السلطان يوسف مولود في ذات المنزل الذي ولد فيه والده السلطان الطيب عام 1907 في شارع الأربعين. يواصل الصحفي رسالته فيذكر ان السلطان وهو يتحدث مع عدد من سكان الحي الذي يقطنه، علم منهم أن حديثا يدور هذه الأيام عن أية أسرة أصولها جنوبية سوف لن يتم تسجيلها في السجل المدني، و سيطرد أبناؤها من المدارس الحكومية و يفصل العاملون من دواوين الدولة، وأن السلطان يوسف قال لهم هذه مجرد إشاعات يروج لها المغرضون وأصحاب الهوى وأعداء الإنقاذ و التوجه الحضاري ووعدهم أن يثبت لهم ذلك عمليا (السلطان يوسف أخذ جنسيته و بطاقته الشخصية، و معها جنسية مواطن آخر وذهب إلى مكان السجل المدني للتسجيل وملأ كل الاستمارات المطلوبة وفى خانة القبيلة كتب دينكاوى، فظلت استمارته تتحرك من مكتب إلى مكتب، و يتحاشون المرور بالقرب منه أو التحدث إليه ذلك أنهم يعرفونه جيدا و يعرفون مكانه و مقامه و صالته، فأراد أن يرفع عنهم الحرج، فطلب منهم مقابلة المسؤول الأول في المركز، فدلوه عليه فأخبره المسؤول بأن لديهم قائمة تحتوى مجموعة من القبائل محظور تسجيلها و هي قبائل جنوب السودان.ء
فاخبره السلطان يوسف بأدبه الجم المعروف عنه و عن أفراد أسرته الحاكمة بسلطانها القبلي و نفوذها الديني، أخبره أنهم كأسرة لا يربطهم بالجنوب سوى الأصول الممتدة إلى قبيلة الدينكا وان أجداده كلهم مولودون في امدرمان وبالتالي فهم وفق القانون شماليون و القانون يقول ان كل من أتى إلى الشمال قبل 1956 يعتبر شمالي و من ولد من هؤلاء بعد ذلك يكون سودانيا بالميلاد، إلا أن الضابط المسؤول اعتذر له و قال له ان التعليمات التي أمامه واضحة، و هي تحظر عليه تسجيل اى شخص تعود أصوله إلى قبائل معينة بطرفه، ومنها قبيلته الدينكا).ء
يقول الصحفي ان أشقاء السلطان و شقيقاته (متزوجون من شايقية و عبابدة و بنى هلبة)ء
نأتى الآن إلى أقوال منظراتية الإنقاذ الذين يأكلون فتات موائدها في أحاديثهم المتهافته لتبرير ذلك القرار.ء
يقول عضو البرلمان الأستاذ المحامى إسماعيل الحاج موسى تعليقا على الخبر بأن برلمان الخرطوم قد قرر إسقاط الجنسية عن السودانيين الجنوبيين في مرحلة القراءة الثانية (هذا التعديل يعنى أن الجنوبيين سيفقدون تلقائيا جنسية السودان) و أوضح مضيفا (قانون الاستفتاء الذي أجرى بموجبه الاستفتاء على مصير جنوب السودان في 9 كانون الثاني/يناير عرف من الجنوبي. لذا سيفقد الجنوبي حتى لو كان في الشمال جنسيته لأنه أصبح مواطن دولة أخرى).ء
أما الفريق آدم دليل مساعد المدير العام لهيئة الجوازات و السجل المدني في حديث لصحيفة الرأي العام فيقول (قانون الجنسية المعدل لعام 2011 يخول إسقاط الجنسية السودانية عن أي شخص سوداني انتسب بالجنسية لدولة جنوب السودان قانونا أو حكما و قال ان مواطني "أبيي" سودانيون يتبعون لدولة السودان حسب القانون)ء
أما الناطق باسم المؤتمر الوطني الحاكم في السودان إبراهيم غندور فقد ذكر ل "فرانس برس" عندما واجهته ببعض من النماذج التي قمنا بذكرها في إجابة "ملولوة" (في مثل هذه الحالات تكون ضحايا) و أضاف (هذه الفئة تستحق النظر إليها و معالجة أمرها ليس من خلال تعديل القانون بل بقرارات من المؤسسات المعنية بذلك)!!ء
عود لمناقشة هادئة على ضوء ما قمنا بعرضه:ء
ء1- ان إسقاط الجنسية السودانية من الجنوبيين فيه مخالفة للقانون و من ثم استغلاله من أجل تحقيق أجندة سياسية و عنصرية لأنه لا يقبل عقلا أو عدلا إبعاد مواطنين من الشمال عاشوا فيه أكثر من مائة و انقطعت جذورهم بالجنوب لمجرد أن أصولهم جنوبية
ء2- ان وجود الجنوبيين في الشمال تأسس على أن الدستور و القانون السوداني يسمح لكل المواطنين السودانيين الاستقرار في أى بقعة في أرض الوطن.ء
ء3- ان تعديل القانون لتحقيق أجندة عرقية و سياسية يقلل من هيبة القانون كما يجعله مطية لكل طامع لتحقيق أهداف بعينها، كما يجعل المواطن غير مكترث للقانون و يقوده لأخذ حقه عنوة.ء
ء4- أن القرار يحمل مضمون عنصري و هو يجسد الوجهة التي تخطط لها الإنقاذ لتحقيق "مثلث حمدي" ذو البعد العرقي الواحد و محاولة لبناء دولة "آرية" نازية تحت مسمى الدولة الإسلامية العربية في السودان.ء
ء5- أن شحنة القرار السياسي تظهر بشكل مكشوف، عندما يعطى القانون لسكان "ابيى" الجنوبيين الجنسية السودانية، باعتبار سكانها يقطنون أرضا سودانية وفقا لحديث الفريق آدم دليل و يسقطها في نفس الوقت من الجنوبيين المقيمين في الشمال لمئات السنين.ء
ء6- مهما حاول المنظراتية ألباس قرارهم صفة القانون، فتجار الجبهة يستهدفون ضمن مخططاتهم الاستيلاء على عقارات المبعدين خاصة أنها تقع في مناطق استراتيجية.ء
ء7- أن الحقوق الأساسية للمواطن ينص عليها في الدستور و تفصّل في القوانين و لا تترك لاجتهاد "المؤسسات المعنية" كما يفتى بذلك ذلك إبراهيم غندور في رده على "فرانس برس". ومن المدهش أن يبرر ذلك الانتهاك والتعسف بقوله (في مثل هذه الحالات تكون ضحايا)! أين هذه الدولة التي تتحدث عن الإسلام و هي تعمل بالتضحية بآلاف السودانيين في سبيل المحافظة على مصالحها الدنيوية و تحقيق أجندة سياسية و عنصرية!! نقول ان الجنسية ليست منحة أو منة من أحد.ء
ء8- ان طرد الجنوبيين من الوظائف إضافة إلا ما فيه من تعسف هي محاولة يائسة لخداع المواطن بأن تلك الوظائف هي حل لأزمة البطالة التي يعانى منها الشعب السوداني و التي لم يشاهدها السودان من قبل.ء
اٍن حكومة الإنقاذ تستهتر بمصير هذا الوطن و تاريخه، هي تعلم حوادث التاريخ (ألمانيا، رواندا، يوغسلافيا السابقة..الخ) ولكنها لا تعبأ به و لا يهما الوطن أو المواطنين، فقط مصالحها، ما يحدث في دارفور ماثل امام أعيننا. ان قرار إسقاط الجنسية عن الجنوبيين المقيمين في الشمال يجب أن يقاوم و أن يسقِط إذا أردنا وطنا متحدا لا تسيطر عليه الصراعات العنصرية التي تقود إلى تمزقه أشلاء. ان بقاء هذا النظام حاكما لعدة ساعات يحمل معه كارثة جديدة، لذى على المواطن العمل على إسقاطه لإرساء نظام ديمقراطي يحترم الإنسان و يحترم حقوق المواطن.ء


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.