د.ابراهيم الصديق على يكتب:اللقاء: انتقالات جديدة..    إبراهيم شقلاوي يكتب: يرفعون المصاحف على أسنّة الرماح    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    شاهد بالفيديو.. لدى لقاء جمعهما بالجنود.. "مناوي" يلقب ياسر العطا بزعيم "البلابسة" والأخير يرد على اللقب بهتاف: (بل بس)    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    لماذا نزحوا إلى شمال السودان    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    مناوي .. سلام على الفاشر وأهلها وعلى شهدائها الذين كتبوا بالدم معنى البطولة    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    شاهد بالفيديو.. "بقال" يواصل كشف الأسرار: (عندما كنت مع الدعامة لم ننسحب من أم درمان بل عردنا وأطلقنا ساقنا للريح مخلفين خلفنا الغبار وأكثر ما يرعب المليشيا هذه القوة المساندة للجيش "….")    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في مسألة نزع الجنسية عن السودانيين الجنوبيين في الشمال!!
نشر في سودانيات يوم 13 - 09 - 2011


ء
بقلم: عدنان زاهر
الدولة السودانية في عهد الإنقاذ "الإسلامي" قد تحولت إلى دولة عنصرية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني ودلالات، يتضح ذلك السلوك الوافد للحركة السياسية السودانية في خطابها العام الموظف في إعلامها و صحافتها (الانتباهة- منبر السلام العادل ..الخ) أو خطاب كثير من قادتها في مناسبات عدة. مثال لذلك الخطاب (لن نعطى جنوبي حقنة إذا صوتوا للانفصال) (فاروق ده وراهو ياتو قبيلة) (الايدز سيختفي من الشمال بانفصال الجنوب) أو (الحزام الأسود الذي يحيط بالعاصمة)!ء
أما الشكل المكتمل لتلك الوجهة العنصرية فيتمثل حينما وظفت الدولة القبيلة كوحدة أساسية للتعيين في الوظيفة، التدرج في مناصب الدولة العليا أو التميز الاجتماعي، مخالفة بذلك للمبادئ الأساسية للدستور الانتقالي لسنة 2005 المادة 4- ج التي تنص على الآتي (التنوع الثقافي والاجتماعي للشعب هو أساس التماسك القومي، و لا يجوز استغلاله لإحداث الفرقة).ء
كما هي أيضا مخالفة لنص الدستور بأن تكون المواطنة أساس الحقوق كما جاء المادة 7 – أ (تكون المواطنة أساس الحقوق المتساوية لكل السودانيين).ء
تلك المقدمة ضرورية كمدخل لمناقشة القرار الفج، القبيح و المبتذل بنزع الجنسية من الجنوبيين القاطنين شمال السودان و الذين لم يبدو الرغبة في الاستقرار في الجنوب و هم لا يعرفون الجنوب أصلا، ولدوا و عاشوا في الشمال لمئات السنين وكثير منهم حتى لا يهتم حتى بالعمل السياسي، مع ملاحظة أن دولة الجنوب أعطت الشماليين الذين يقطنون الجنوب الخيار في البقاء في الجنوب مع الاحتفاظ بجنسية الشمال إذا أرادوا ذلك.ء
يبدو إلى لكي تصبح المناقشة متسقة مع المنطق، القانون و العدالة الطبيعية يستلزم علينا إلقاء بعض الأسئلة التي تفترض الإجابة عليها:ء
من هو الشمالي وفق مفهوم الإنقاذ؟
ء- هل أعُطى الخيار للجنوبيين الموجدين في الشمال منذ عشرات السنين في مسألة الجنسية التي يريدون الانتماء إليها؟
ء- هل تم نزع الجنسية من جنوبي الشمال كعقاب لاختيار الجنوب الانفصال؟
ء- و هل يملك المؤتمر الوطني الحق- فرادى أو جماعات- في إصدار قرار بإسقاط الجنسية من الجنوبيين في الشمال؟
القانون:
قانون الجنسية السودانية لسنة 1994 و الذي يزمع تعديله في سرية و غموض مريبين أو(تم تعديله فعلا) و لم ينشر التعديل في وسائل الأعلام، تقول المادة (4) من القانون غير المعدل – تعريف السودان فيما يتعلق بالأشخاص المولودين قبل سريان هذا القانون، يكون الشخص سودانيا بالميلاد إذا توافرت فيه الشروط الآتية:ء
أ- إذا كان قد حصل على جنسية سوداني بالميلاد.ء
ب-ء
أولا- أن يكون قد ولد في السودان أو يكون والده قد ولد في السودان.ء
ثانيا – أن يكون عند سريان هذا القانون مقيما بالسودان، و كان هو أو أصوله من جهة الأب مقيمين به منذ أول يناير 1956.ء
ج- إذا كان الشخص ووالده غير مولودين في السودان، فيجوز لذلك الشخص متى استوفى مقتضيات الفقرة (ب) "ثانيا" ان يتقدم بطلب للوزير لمنحه الجنسية السودانية بالميلاد.ء
فقدان الجنسية
المادة (10)ء
يجوز لرئيس الجمهورية أن يقرر إسقاط الجنسية عن أى سوداني بالميلاد من ذوى الأهلية، يكون قد بلغ سن الرشد أذا ثبت له انه:ء
أ- قدم إقرارا بالتنازل عن جنسيته السودانية ، على أنه يجوز لرئيس الجمهورية أن يرفض الإقرار إذا كان قد قدم أثناء أي حرب يكون السودان مشتركا فيها، أو
ب- التحق بخدمة اية دولة أجنية أو استمر في تلك الخدمة مخالفا بذلك أي حكم صريح في أي قانون يجرم ذلك.ء
من المواد المذكورة أعلاه نجد أن الجنوبيين القاطنين في الشمال أو أي جهة داخل السودان الحق في الاحتفاظ بجنسيته السودانية و لا تملك أى جهة حرمانه منها.ء
نعود الآن للتحدث عن تاريخ السودان، السياسة و الانتماء الاجتماعي و المساهمة في بنيته الاقتصادية.، فالجنوبيين كانوا و لا زالوا جزءا من تاريخ هذه الأمة - أراد الموتورين ذلك أم رفضوا- و مشكلين لنسيجها الاجتماعي.ء
ء- التاريخ يحكى على أن الامام المهدي في بدايات ثورته وهو يقاوم المستعمر التركي ومهاجما له، متخذا من جبل قدير قاعدة، قد قام سلاطين من الدينكا بتأييده و إرسال الأبقار له لتموين جيشه. "فرانسيس دينق – رجل يدعى دينق مجوك"ء
ء- قامت ثورات في الجنوب عرفت في التاريخ بثورات النوير، الزاندى و الدينكا أقلقت وهزت المستعمر و كانت امتداد للمقاومة الشعبية السودانية ضد الاحتلال الانجليزي المصري."قصة بلدين – منصور خالد"ء
ء- ثورة 1924 مفخرة التاريخ السوداني التي تغنى بها الشعراء و الفنانين السودانيين و رددتها الحكاوي الشعبية، قامت بقيادة جمعية اللواء الأبيض الذي كان يرأسها على عبداللطيف ومن قادتها البطل عبدالفضيل الماظ و ترجع أصولهم إلى الجنوب، الأول دينكاوى و الثاني من النوير.ء
ء- حرب فلسطين و مشاركة السودانيين فيها بجهد شعبي من أجل مناصرة الشعب الفلسطيني والتي رفعت قدر السودان في أعين الدول العربية و العالم. كان من بين قادتها الضباط وجنودها المتطوعين عدد مقدرا من الجنوبيين. هؤلاء الجنود و الضباط شاركوا بشجاعة و بسالة أشاد بها الآخرون.ء
كل الثورات الوطنية في السودان ضد الأنظمة الشمولية شارك فيها الجنوبيين جنبا لجنب مع باقي أفراد الشعب.ء
ساهم المواطن الجنوبي في بناء الاقتصاد السوداني بالعمل المباشر تشهد بذلك كثير من مشاريع البنية التحتية.ء
شارك الجنوبي في كل القوات السودانية و دافع عن السودان و عن تقاليد القوات التي ينتمي إليها.ء
ء- على مدى سنوات طويلة من تاريخ السودان و في مسيرة تشكيله الاثنى والعرقي حدث تداخل و تزاوج بين القبائل المختلفة و منهم الجنوبيين و صاروا جزءا من كثير من الأسرة السودانية الممتدة.ء
ان قرار إسقاط الجنسية غير المسئول، الذي تفوح من بين طياته رائحة المرارت والحقد المختلط بوهم النقاء العرقي إضافة للمصالح الاقتصادية المستترة قد أقلق كثير من الأسر ذات الامتداد الشمالي و الجذور الجنوبية، المستقرة في الخرطوم، و الذين أعطيت لهم تسعة أشهر لتوفيق أوضاعهم - صحيفة الانتباهة لا زالت تزعق بترحيلهم اليوم قبل الغد- مستغلة في ذلك ذريعة الحرب التي قامت السلطة بإشعالها في في كردفان و النيل الأزرق!ء
نتعرض الآن لنماذج من أولئك السودانيين الجنوبيين التي تنوى الدولة إبعادهم من الشمال بل تم فصلهم فعلا من الخدمة العامة على أساس القبيلة:ء
في تحقيق أجرته صحيفة الأحداث بتاريخ 7 أغسطس 2011 ورد اللأتي:ء
نموذج (1) ذهبت الزينة عبدالهادى محمد إبراهيم لاستخراج جنسية و عندما قيدت في خانة القبيلة انها من الدينكا رد الموظف المسؤول أوراقها و قال لها اذهبي واستخرجي جنسيتك من الجنوب! خال الزينة عبد الهادي و أسمه الهادي إبراهيم موسى يقول، صحيح نحن أجدادنا من "الدينكا" و لكن جاءوا لشمال السودان وانقطعت صلتهم بالجنوب فوالدي رحمة الله عليه مولود في منطقة برى 1914م.ء
نموذج (2) المهندس إبراهيم احمد مرسال يقول ان تعدادهم في برى أبوحشيش يبلغ 2600 كلهم جذورهم ترجع لأصول جنوبية بل ان الحي نفسه مؤسسه مرسال أبوحشيش و منه أخذ اسم الحي و هو ينتمي لقبيلة الدينكا و كان موجودا هنا منذ المهدية و عقب استيلاء المهدي على الخرطوم عينه عمدة و كان أول عمدة للخرطوم. و من بعد ابان الحكم الانجليزي كان يعمل مقاولا و هو الذي جلب العمال الذين بنوا مبنى وزارة المالية الحالي و مبنى البوستة في الخرطوم بل ان عماله ذهبوا إلى بورتسودان عند بداية بناء الميناء مطلع القرن العشرين و أعطته السلطات الأرض التي فيها حى برى ابو حشيش المعروف في البر الشرقى ببورتسودان. يواصل .. من جدودنا الذين سجنوا على اثر أحداث ثورة اللواء الأبيض في عام 1924 عبدالله ريحان، محمد جمعة و ثابت عبدالرحيم. من هذا الحي الذي نقيم فيه خرجت الفنانة منى الخير، و منها تخرج الرياضي الفذ محمد فرج الله كوشيب لاعب برى أبو حشيش الذي احترف في الاتحاد السعودى. من برى أبوحشيش خرج علم من أعلام الطب السوداني ومن أشهر جراحي العظام في العالم الدكتور عامر مرسال رحمة الله.ء
نموذج (3) سميرة عيسى تقول (جدي جاء إلى الخرطوم عمره سبعة سنوات في 1880 و المنزل الذي أسكنه ورثته عنه).ء
نموذج (4) في رسالة كتبها الصحفي جمال عنقرة في جريدة الوطن إلى الرئيس عمر البشير و هو من الموالين لحكومة الإنقاذ يقول (السلطان يوسف الطيب السملنى أصوله من قبيلة الدينكا و هو من مواليد امدرمان من الطريقة السمانية وأتباعه منتشرون في حى العباسية الامدرمانى وحتى مدينة نمولى، له خلوة في حي العباسية بامدرمان تعرف باسم خلوة شيخ الصادق.ء
السلطان يوسف مولود في ذات المنزل الذي ولد فيه والده السلطان الطيب عام 1907 في شارع الأربعين. يواصل الصحفي رسالته فيذكر ان السلطان وهو يتحدث مع عدد من سكان الحي الذي يقطنه، علم منهم أن حديثا يدور هذه الأيام عن أية أسرة أصولها جنوبية سوف لن يتم تسجيلها في السجل المدني، و سيطرد أبناؤها من المدارس الحكومية و يفصل العاملون من دواوين الدولة، وأن السلطان يوسف قال لهم هذه مجرد إشاعات يروج لها المغرضون وأصحاب الهوى وأعداء الإنقاذ و التوجه الحضاري ووعدهم أن يثبت لهم ذلك عمليا (السلطان يوسف أخذ جنسيته و بطاقته الشخصية، و معها جنسية مواطن آخر وذهب إلى مكان السجل المدني للتسجيل وملأ كل الاستمارات المطلوبة وفى خانة القبيلة كتب دينكاوى، فظلت استمارته تتحرك من مكتب إلى مكتب، و يتحاشون المرور بالقرب منه أو التحدث إليه ذلك أنهم يعرفونه جيدا و يعرفون مكانه و مقامه و صالته، فأراد أن يرفع عنهم الحرج، فطلب منهم مقابلة المسؤول الأول في المركز، فدلوه عليه فأخبره المسؤول بأن لديهم قائمة تحتوى مجموعة من القبائل محظور تسجيلها و هي قبائل جنوب السودان.ء
فاخبره السلطان يوسف بأدبه الجم المعروف عنه و عن أفراد أسرته الحاكمة بسلطانها القبلي و نفوذها الديني، أخبره أنهم كأسرة لا يربطهم بالجنوب سوى الأصول الممتدة إلى قبيلة الدينكا وان أجداده كلهم مولودون في امدرمان وبالتالي فهم وفق القانون شماليون و القانون يقول ان كل من أتى إلى الشمال قبل 1956 يعتبر شمالي و من ولد من هؤلاء بعد ذلك يكون سودانيا بالميلاد، إلا أن الضابط المسؤول اعتذر له و قال له ان التعليمات التي أمامه واضحة، و هي تحظر عليه تسجيل اى شخص تعود أصوله إلى قبائل معينة بطرفه، ومنها قبيلته الدينكا).ء
يقول الصحفي ان أشقاء السلطان و شقيقاته (متزوجون من شايقية و عبابدة و بنى هلبة)ء
نأتى الآن إلى أقوال منظراتية الإنقاذ الذين يأكلون فتات موائدها في أحاديثهم المتهافته لتبرير ذلك القرار.ء
يقول عضو البرلمان الأستاذ المحامى إسماعيل الحاج موسى تعليقا على الخبر بأن برلمان الخرطوم قد قرر إسقاط الجنسية عن السودانيين الجنوبيين في مرحلة القراءة الثانية (هذا التعديل يعنى أن الجنوبيين سيفقدون تلقائيا جنسية السودان) و أوضح مضيفا (قانون الاستفتاء الذي أجرى بموجبه الاستفتاء على مصير جنوب السودان في 9 كانون الثاني/يناير عرف من الجنوبي. لذا سيفقد الجنوبي حتى لو كان في الشمال جنسيته لأنه أصبح مواطن دولة أخرى).ء
أما الفريق آدم دليل مساعد المدير العام لهيئة الجوازات و السجل المدني في حديث لصحيفة الرأي العام فيقول (قانون الجنسية المعدل لعام 2011 يخول إسقاط الجنسية السودانية عن أي شخص سوداني انتسب بالجنسية لدولة جنوب السودان قانونا أو حكما و قال ان مواطني "أبيي" سودانيون يتبعون لدولة السودان حسب القانون)ء
أما الناطق باسم المؤتمر الوطني الحاكم في السودان إبراهيم غندور فقد ذكر ل "فرانس برس" عندما واجهته ببعض من النماذج التي قمنا بذكرها في إجابة "ملولوة" (في مثل هذه الحالات تكون ضحايا) و أضاف (هذه الفئة تستحق النظر إليها و معالجة أمرها ليس من خلال تعديل القانون بل بقرارات من المؤسسات المعنية بذلك)!!ء
عود لمناقشة هادئة على ضوء ما قمنا بعرضه:ء
ء1- ان إسقاط الجنسية السودانية من الجنوبيين فيه مخالفة للقانون و من ثم استغلاله من أجل تحقيق أجندة سياسية و عنصرية لأنه لا يقبل عقلا أو عدلا إبعاد مواطنين من الشمال عاشوا فيه أكثر من مائة و انقطعت جذورهم بالجنوب لمجرد أن أصولهم جنوبية
ء2- ان وجود الجنوبيين في الشمال تأسس على أن الدستور و القانون السوداني يسمح لكل المواطنين السودانيين الاستقرار في أى بقعة في أرض الوطن.ء
ء3- ان تعديل القانون لتحقيق أجندة عرقية و سياسية يقلل من هيبة القانون كما يجعله مطية لكل طامع لتحقيق أهداف بعينها، كما يجعل المواطن غير مكترث للقانون و يقوده لأخذ حقه عنوة.ء
ء4- أن القرار يحمل مضمون عنصري و هو يجسد الوجهة التي تخطط لها الإنقاذ لتحقيق "مثلث حمدي" ذو البعد العرقي الواحد و محاولة لبناء دولة "آرية" نازية تحت مسمى الدولة الإسلامية العربية في السودان.ء
ء5- أن شحنة القرار السياسي تظهر بشكل مكشوف، عندما يعطى القانون لسكان "ابيى" الجنوبيين الجنسية السودانية، باعتبار سكانها يقطنون أرضا سودانية وفقا لحديث الفريق آدم دليل و يسقطها في نفس الوقت من الجنوبيين المقيمين في الشمال لمئات السنين.ء
ء6- مهما حاول المنظراتية ألباس قرارهم صفة القانون، فتجار الجبهة يستهدفون ضمن مخططاتهم الاستيلاء على عقارات المبعدين خاصة أنها تقع في مناطق استراتيجية.ء
ء7- أن الحقوق الأساسية للمواطن ينص عليها في الدستور و تفصّل في القوانين و لا تترك لاجتهاد "المؤسسات المعنية" كما يفتى بذلك ذلك إبراهيم غندور في رده على "فرانس برس". ومن المدهش أن يبرر ذلك الانتهاك والتعسف بقوله (في مثل هذه الحالات تكون ضحايا)! أين هذه الدولة التي تتحدث عن الإسلام و هي تعمل بالتضحية بآلاف السودانيين في سبيل المحافظة على مصالحها الدنيوية و تحقيق أجندة سياسية و عنصرية!! نقول ان الجنسية ليست منحة أو منة من أحد.ء
ء8- ان طرد الجنوبيين من الوظائف إضافة إلا ما فيه من تعسف هي محاولة يائسة لخداع المواطن بأن تلك الوظائف هي حل لأزمة البطالة التي يعانى منها الشعب السوداني و التي لم يشاهدها السودان من قبل.ء
اٍن حكومة الإنقاذ تستهتر بمصير هذا الوطن و تاريخه، هي تعلم حوادث التاريخ (ألمانيا، رواندا، يوغسلافيا السابقة..الخ) ولكنها لا تعبأ به و لا يهما الوطن أو المواطنين، فقط مصالحها، ما يحدث في دارفور ماثل امام أعيننا. ان قرار إسقاط الجنسية عن الجنوبيين المقيمين في الشمال يجب أن يقاوم و أن يسقِط إذا أردنا وطنا متحدا لا تسيطر عليه الصراعات العنصرية التي تقود إلى تمزقه أشلاء. ان بقاء هذا النظام حاكما لعدة ساعات يحمل معه كارثة جديدة، لذى على المواطن العمل على إسقاطه لإرساء نظام ديمقراطي يحترم الإنسان و يحترم حقوق المواطن.ء


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.