د. علي بابكر الهدي لم يكن في نيتي الكتابة عن مؤتمر الحزب الاتحادي الديمقراطي – الأصل الذي عقد مؤخراً في العاصمة الأمريكية والذي فشل فشلاً ذريعاً بعد مقاطعة الاتحاديين وكذلك القوى السياسية التي أجمعت على المقاطعة التامة له باعتبار الأصل شريكاً أصيلاً في نظام الانقاذ. فكما سبق وكتبت فنحن لا يعنينا ما تقوم به كوادر الأصل وقيادته التي تنكرت لنضالات الشعب السوداني وباعت قضية الخلاص الوطني. ونرى أن هذا المؤتمر إنما عقد بهدف تغبيش الوعي والاستمرار في محاولات خداع الجماهير الاتحادية وتضليلها. فقد انعقد مؤتمرنا في فبراير، ودعونا إليه كل الاتحاديين في أمريكا . لم نقصي أو نستثني أحداً وقلنا أننا قد قررنا العودة الى منصة التأسيس لاستعادة حزبنا بكل إرثه النضالي، ولتشكيل حزب حديث يقوم على الديمقراطية والمؤسسية بعد إسقاط كل الرايات واليافطات والتي فرضها نظام الانقاذ حيث استدعت عملية التسجيل لدى مسجل الأحزاب إضافة هذه اليافطات من أصل وموحد ومسجل وهيئة عامة ووطني اتحادي. ولذلك جئنا إلى واشنطن وعقدنا مؤتمر الحزب الاتحادي الديمقراطي، كبداية ننطلق منها لعقد مؤتمر للحزب في الخارج، والعمل على توحيد الفصائل غير المشارِكة، بناءً على رؤية توحيدية تقوم على الديمقراطية والمؤسسسية وحرية الفرد. فكل هذه الفصائل انشقَّت لذات الأسباب ،بخروج الاتحاديين من الحزب بعد وصولهم مرحلة اليأس من إمكانية إحداث تغيير في الطريقة التي يدار بها العمل الحزبي، حيث تنعدم الديمقراطية وتنعدم المؤسسية وتسود سيطرة الفرد، والانفراد باتخاذ القرارات. وآخر الأدلة قرار المشاركة الذي اتخذته القيادة رغم رفض الجميع من قيادات وكوادر وشباب وطلاب ورجالات وشباب الختمية للمشاركة. واتخذ القرار من وراء ظهر المكتب السياسي الجهة الوحيدة المخولة باتخاذ مثل هذا القرار. ورغم ذلك، ما زال البعض يصر على محاولات الخداع والتضليل بالزعم بأن القرار قد أُتخذ بطريقة ديمقراطية وما على الجميع إلا الانصياع. والحقيقة التي لا مراء فيها، أنَّ القرار اتخذته الهيئة القيادية التي يعلم الجميع أنه لا وجود لها في دستور الحزب وهياكله ،وما هي إلا مجموعة من القيادات التي اختيرت من قبل رئيس الحزب بالتعيين. هذه المقدمة لا بد منها لفهم المغزى من هذا المقال، فالذي نحن بصدده هو كشف ممارسات الخداع والتضليل التي يمارسها البعض ويصر عليها في محاولة لإيهام الناس خاصة الاتحاديين بأنَّ كل شئ على ما يرام في الحزب. وأنَّ المشاركة معزولة، وهي من صنع مجموعة قليلة من القيادات مثل الأخ أحمد سعد عمر، وهذا محض افتراء وكذب. فالمشاركة معروف من قررها، ولماذا تمَّت، ولن ينطلي على أحد حديث هؤلاء بأن المشاركة قد تمَّت بسبب المسألة الوطنية. واستمراراً لممارسات الكذب والتضليل، خرج علينا القائمون على مؤتمر الأصل الذي عقد مؤخراً في واشنطن ببيان، زعموا فيه أنَّ مسؤولاً كبيراً من الخارجية الأمريكية قد خاطب مؤتمرهم، وهذا كذب صراح . فالحقيقة التي لا مراء فيها، أنَّ الشخص المقصود واسمه شون بروكس ليس مسؤولاً كبيراً، ولا صغيراً. وإنَّما هو موظف صغير في فريق المبعوث الخاص للسودان السيد ليمان. وهذا الكلام ليس من عندنا .ففي عصر المعلومات الذي نعيش فيه، يمكن لأي إنسان أنْ يتأكد من حديثنا هذا بالبحث في العم جوجل، أو بالبحث في موقع وزارة الخارجية. وسيجد القارئ أنَّ هذا الشخص قد تخرج من الجامعة قبل 6 أو 7 سنوات. وعمل بعد تخرجه في منظمة "إنقاذ دارفور" كمسؤول اتصال بمنظمات المجتمع المدني خاصة المنظمات الدارفورية، قبل أنْ ينتقل الى مكتب المبعوث الخاص كموظف، وليس كمسؤول كبير أو صغير. فلماذا الكذب ومحاولة "الخم". لهؤلاء الأخوة أهدي هذه الأبيات للمبدع عمر الطيب الدوش مسؤول كبير في الدنيا غير الله انعدم ما شفنا زول رضَّع صغار ما شفنا زول نجَّح بهم ما شفنا زول علَّم رمم لا صحينا عاجبنا الصباح لا نمنا غطَّانا العشم والحلّة من كل الجهات محروسة بالخوف والوهم. هذا هو حال البلد بؤس وشقاء وفقر وتعذيب وتشريد واغتصاب وذل ومهانة وأخرتها فصل الجنوب واشعال حروب عنصرية في جبال النبة والنيل الأزرق وتقتيل للمتعلمين على أساس عنصري بغيض ورغم كل ذلك نجد من يمارس التضليل عن المشاركة في هذا النظام الفاشي الفاسد. في الختام أرجو أن يكفَّ الأخوة عن محاولات التضليل والخداع، لأننا لن نسكت عليها. فنحن نؤمن بأنَّ علينا أنْ نسمِّي الأشياء باسمائها، وأنْ نصدح بقولة الحق مهما كان الثمن. فالساكت عن الحق شيطان أخرس، ولا خير فينا إنْ لم نقلها. فلسنا من الخائفين أو الطامعين لكي نسكت في انتظار الوزارات والسفارات.