بسم الله الرحمن الرحيم http://www.tewfikmansour.net سلفا وزمرته لا شك أنهم من أبلد خلق الله .. بلدهم يحبو، مشاكلهم معقدة، وسوداننا وبكل صدقٍ يمد لهم أيدي الصداقة والمحبة، أما هم فيفركون أيديهم حقداً وغيظاً، وللمؤامرات البليدة نهاراً جهاراً يحيكون .. ومَن يعشقون الإجرام من الصهاينة وأعداء السودان في الخارج والداخل للفوضى الخلاقة يدبرون .. ووجدوا ضالتهم في تلك الزمرة الحاقدة والبليدة والمندفعة (فهلالوياااااااا، وهلالوبا وهيلاهووووب) والجايات يبدو أنها أكثر من الرايحات فلنستعد !!.. المشهد أمامنا .. سلفا يتحرك جيئةً وذهاباً في عصبيةٍ واضحة .. يدخل عليه كبير رجال أمن الجنوب (بيتر) .. أوه .. بيتر، كيف أمور ماشه ؟ .. أنا منتظر العملية الكبيرة، عشان أشوف بعدها مواضيع بتاع ملاريا، وذبابة التسي تسي، والجوع والفقر، والمرض، وجيش الرب، وحروب بتاع قبائل مع دينكا، وجونقلي وطمع بتاع يوغندا، ومويه بتاع نيل، وبناء الوطن مع إسرائيل .. أوه بيتر عندي شغل كتير كتير !! أنا منتظر خطوات سير عمليات بتاع إنتو، وأموت عشان يجي اليوم الذي يتكلم فيه كل العالم عن سلفا البطل المنتقم (the hero) ..! .. أنا جهزت شوية قبعات تكساسية لمشهد اليوم العظيم بتاع أنا، خاصة قبعة جورج بوش .. أوه بيتر .. السرعة مهمة .. أوقفنا البترول ظهر عندهم الدهب وكمان كتير كتير يارب ليه كده ؟! .. عطلنا النهضة الزراعية بتاعم في الجبال والأزرق ظهروا لنا المصريين والسعوديين، والكلام أصبح عن الأفدنة بالملاييييين .. وهم تفرغوا الآن لنهضة بلدهم، وعندهم العقول والرجال وأخت بتاع نسيبة .. ده كله مش في المسلحة (المصلحة) دروري (ضروري) لخبتت ورق بتاعهم .. بيتر يجيب بابتسامة أظهرت طقم أسنانه الذي صممته له إحدى مستشفيات تل أبيب .. بطيخة صيفي خت في بطنك يا ملك بتاع أفريكا .. إحنا الآن حيرناهم وبوسناهم وبالحريات الأربع أقنعناهم، عشان نهرِّك (نحرك) في الوقت المناسب النص مليون بتاع إحنا في الخرتوم ساعة السفر (الصفر) .. وبعد البوس سوف ياتي البشير لجوبا .. وأنت يا بطل هتكون في ذاك اليوم (بروتس) بتاع افريكا، تبوس وتبوس، وتبوس، ومن ثم تقول للبشير نحن امة إنسانية متحضرة، ولذلك نرجو الموافقة على اعتقالكم يا فخامة الريس .. أوه بيتر .. هذا لا يكفي هات باقي سيناريو بتاع إنت .. ويا رب تكون استوعبت خطة بتاع (الرصاص) المنهمر الإسرائيلية !!. يضحك بيتر .. صبر شويه يا ريس .. والله ناس باقان عملوا تمثيلية حلوه في الخرتوم .. وكله صدّق .. وكمان ناس سجمان نظموا الأمور تمام .. والسلاح المطلوب عشان ما ينكشف أمره دسيناه في بيت رياك مشار .. وعقار مبسوط، والحلو صار باسطه بس !! .. وباقان وجماعتو ضحكوا كتير كتير في الخرتوم .. لكن ما تزعل يا ريس، ده كله تمثيل لزوم العملية الكبرى، وما تنسى بيت الشعر البقول .. لو شفت سنون الأسد تلمع فلا تظنن أن الأسد يدهك .. طيب بيتر اوجز باقي الخطة عشان سفير إسرائيل منتظر بره عايز مقابلة .. بيتر يضحك ويصيح وكأن المريسة التي تجرعها قبل المثول أمام ملك بتاع أفريكا قد لعبت برأسه تماماً .. فأصبح يصيح بهستيريا غريبة ويقول .. يا سلفا افهم .. فقاطعه سلفا .. أنت بقول لريس بتاع أفريكا سلفا هاف (حاف) كده .. انضبط يا بيتر وأكمل .. بيتر بعد أن انضبط .. يا ريس الموضوع بسيط وعظيم في آنٍ واحد .. اعتقال .. تحرك على الجبال والأزرق .. احتلال هجليج لقطع البترول عن الخرتوم .. تتحرك الأسلحة من بيت رياك مشار وبيوت تانيه هناك بقياده بتاع سجمان، العالم يتابع الأخبار البطولية لملك بتاع أفريكا .. الجماهير في الخرتوم تخرج ابتهاجاً للأحداث وتحمل الزهور والورد .. هنا يقاطعه سلفا .. يا بيتر مافي زهور وورد يكفي جماهير بتاعي في الخرتوم .. فيجيب بيتر لا يا ريس هناك البديل، أشجار النيم واللبخ والله نقطعو كله .. بعد الخيبة الكبرى .. وإسرائيل تضرب كفاً بكفٍ ولسان حالها يقول يا لبلادة وغباء هذه الزمرة التي أتعامل معها، وبعد ظهور السودان كعملاق يتحمل الصدمات والشدائد ويتفاعل معها بكل جدية، وبعد التحركات المذهلة لشعب السودان وجيشه وكل رجاله يعقد سلفا اجتماعاً صاخباً مع بيتر السكران الحيران .. أوه بيتر خذلتو ريس بتاع أفريكا .. يجيب بيتر لا يا ريس تل أبيب خذلتنا، هم أدونا صواريخ وشوية صور قمر صناعي لكن ما كاتلو (قاتلوا) معانا .. كمان ناس بتاع هجوم هجليج افتكروا البشير وصل جوبا وتحركوا حسب الخطة القديمة .. وكمان شعب بتاع سودان انتفض كأنو هجليج بتاعتهم، وهم يظهر إنهم ما حيفرطوا في شبر من أرض بتاعهم حتى يوم بتاع قيامه .. لكن يا ريس ما تزعل، اهنا هنعمل بوس تاني، واجتماعات في أديس، ونعمل على زيارة البشير لجوبا عن طريق أمبيكي أو حتى مصر، ووعدونا اليهود بأن الخطة الجايه ما تخر منها المويه، بس ملك بتاع أفريكا يخت في بطنو بطيخة صيفي، ويا حليل بطيخ الخرتوم اللذيذ .. مش يا ريس كان لذبذ ؟؟ .. (ترقبوا بقية المسرحية) .. توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي) http://www.tewfikmansour.net