· لوحة ملونة جميلة ارتسمت بعفوية في شوارع مدن وقرى السودان مع بشائر تحرير منطقة هجليج الغنية بالنفط .. وان كانت الاوطان تستقل مرتان فان الخرطوم يحق لها ان تقول ان تحرير هجليج مثل لها الاستقلال الثاني .. انه يوم يماثل تماما يوم خروج المستعمر قبل نصف قرن من الان تدفق المواطنين عصر الجمعة الماضي للشوارع مهللين مكبرين انتصارا لتحرير ارضهم من جيش الجنوب الذي غدر بسماحة أهل السودان وطعن الوطن الام في خاصرته واراد ان يسلبه ثرواته ليشل حركة الحياة السياسية والاقتصادية ومن ذات ثدي الام التي ارضعتهم طويلا . · ان المواطن السوداني رغم معاناة الحياة وشظف العيش وكثير من المنقصات الظاهر منها والباطن إلا انه عند الملمات لا يرضى الاهانة ولا الانتقاص من قدراته انه رجل الشارع الاغبش والجندي الهام المعروف بجسارته أنه الطالب النجيب وشقائق الرجال انه حزب الامة والاتحادي والشيوعي والوطني وكل الوان الطيف السياسي التحموا في لحمة واحدة هي الارض والسماء وحب الاوطان التي هي من الايمان . · ان احتلال هجليج كما كتبنا الاسبوع الماضي لم يكن قرارا استراتيجيا كان تصرفا ساذجا من حكومة جوبا التي لم تفرق بين معاداة الحزب الحاكم ومشاكستة لتحقيق ارضية وسقف عالي للتفاوض وبين مماحكة " الزول " وسلب حقوقه والطعن في قدراته لحماية تراب ارضه كان قرارا " اهوجا " بعقلية رجل الغابة المندفع كالثور والذي استهجنته كل الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الاقليمية والدولية لانه جنوح في وضح النهار للحرب الكريهة وتجاوز للمواثيق الدولية . · إن هذه اللوحة التي ارتسمت في شوارع السودان فرحا بعودة هجليج تحتاج الان للايادي البارعة لتحولها لفيفساء تلملم جراحات الوطن وتسد ثغراته هذا المواطن الذي التف حول قادته يحتاج للوفاق الوطني ولتتمدد الايادي النظيفة لترسم خارطتة السياسة والاقتصادية بمقاييس العدل والعقل ولاستنهاض الهمم الكبيرة ليقوم السودان بادواره المحورية على الصعيد الاقليمي والدولي وليكون بقعة امان ورخاء وكرم وكبرياء يسع الجميع . · لأجل " هجليج " نفض المواطن همومه شفى من امراضه وتعالى على اختلافاته الحزبية ووقف على ارجله القوية وهتف باعلى صوته " سير سير يا البشير " وكان الكثيرون على اهبة الاستعداد للذهاب راجلين لساحات المعركة بمنطقة هجليج لانقاذها من براثن المعتدي .. إن هذا المواطن الذي شيع جثامين شهدائه فداء للوطن ورسم علامات الانتصار ينتظر من ساسته القفز بهذا التلاحم النبيل لمرابع الاجماع الوطني حول القضايا الوطنية .. هذا المواطن ينتظر من ساسته الاستفادة من التأييد الاقليمي والدولي لنسج علاقات خارجية تنقح ما علق بالثوب السوداني في افتراءات انتقصت من حقوقه الدولية والاقتصادية . · هذا المواطن الذي خرج بعفوية فرحا بانتصارات قواته المسلحة الفتية يريد ان يكون الوطن ارض رخاء وسخاء يملأ من باطنه " قفة الملاح " ليشبع ويكرم جيرانه .. يريد تعليم نوعي لاطفاله وعلاج ميسر لمرضاه .. هذا المواطن يريد ايادي ملهمة تستنهض قدراته الفكرية ليكون السودان في حراك مؤسس ومدروس بعناية .. هذا المواطن يريد الحياة الكريمة فهو يستحق لانه عبقري ومخلص لارضه ولمكتسباته وقد ظهر ذلك جليا حينما اطفأءة فرق الدفاع المدني نيران الغدر والخيانة التي اشعلت بسؤداوية مقيتة في منشأت النفط بضاحية هجليج والتي تستحق التقدير والتشجيع والتكريم وعلو شأنها . عواطف عبداللطيف [email protected] اعلامية مقيمة بقطر همسة : " هجليج " ارض سودانية تفتح صفحات الدروس والعبر