لم يكن شارع المعونة بالخرطوم بحري كعادته عصر كل جمعة، ففي السابق كان الطريق يزدحم قليلاً بحركة حافلات المواصلات ولكنه بالأمس كان على غير عادته، فجموع مختلفة من المواطنين الذين غلب عليهم الشباب خرجوا للشارع وهم يحملون علم السودان عالياً ليرفرف مع أبواق السيارات وتكبير المارة بعودة هجليج لحضن الوطن، ومنذ سنوات طوال لم يشهد الشارع السوداني فرحاً مثل الذي كان بالأمس بعد إعلان تحرير هجليج من ذيول الحركة الشعبية التى يبدو أنها ستواجه أياماً عصيبة في مقبل الأيام، خاصة بعد إعلان الحرب رسمياً من الدولة على «الحشرة الشعبية» كما اطلق عليها رئيس الجمهورية في لقاء الشباب، وكذلك في لقاء كردفان، حيث قال «أعطيناهم دولة كاملة فيها بترول وهم لم يفهموا.. أميركا لن تعاقبهم ولا مجلس الأمن، لكن نحن من سيعاقبهم.. القوات المسلحة والشرطة وقوات الأمن وكل الشعب» والعقاب ربما يبدأ عقب تحرير هجليج التى بسط الجيش سيطرته عليها في الاتجاهات الأربعة، ولم يكن تأخير إعلان سيطرة القوات السودانية على المنطقة الا لأسباب تكتيكية واستراتيجية، وبعد دقائق معدودة فقط من خبر إعلان المنطقة امتلات شوارع الخرطوم بالمواطنين في خروج عفوي يؤكد مدى حب تراب هذا الوطن، وكانت كافة قطاعات الشعب تتجه بطريقتها العفوية صوب القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة، لتقول لهم شكراً كثيراً على هذا الفرح، شكراً جزيلاً على هذه البسالة والقوة التى تسكن داخل قلوب قيادات وأفراد القوات المسلحة وقوات الدفاع الشعبي، حتى تحقق النصر المبين بدحر الأعداء واسترداد هجليج معززة ومكرمة لأرض الوطن في حماية قواتنا المسلحة. إن هجليج كان لها الكثير من الفوائد بخلاف نفطها الذي يدعم الاقتصاد السوداني، فهي كانت أيضا كلمة السر في توحيد كافة قطاعات الشعب بأحزابه المعارضة ومواطنيه الذين لا يستخدمون السياسة كثيراً من طلاب وعمال وكافة قطاعات الشعب الذي توحدت كلمته عند احتلال هجليج، وهم الذين خرجوا بالأمس يحتفلون بعودتها بجسارة قواتنا المسلحة، ويجب أن تكون هجليج هي البداية الفعلية لإيقاف غدر الحركة الشعبية في كردفان والنيل الأزرق بالتعدي على أرض الوطن، ونرجو أن تستمر حملات التعبئة والاستنفار ليصبح الجميع في جاهزية تامة لرد الظلم والعدوان.. ومبروك التحرير.